قبل بضعة أيام على حلول الشهر الفضيل رمضان المعظم لهذه السنة 2010 ، تفاجأ سكان العاصمة على وقع التذبذبات الحاصلة في سعر سيد المائدة الجزائرية '' الخبز'' من مخبزة لأخرى بقيمة مالية تفوق الدينارين، هذه الزيادات التي لم تكن مهضومة بالنسبة لهم، حيث لم تكن في دائرة حسبانهم وتخميناتهم أن يرتفع سعر سيد المائدة الجزائرية و ''لقمة الفقراء والأغنياء '' على حد سواء في ظرف قياسي قصير، لا لشيء سوى لجشع وطمع بعض الخبازين الجزائريين الذين يستغلون كل مناسبة رمضانية للتفنن في رفع الأسعار ونهب جيوب الناس دون رحمة ولا شفقة حتى لا تكون عنوانا لشهر ''الرحمة''. في جولة ميدانية قصيرة إلى بعض المخابز المتواجدة بشوارع البلديات التالية، الجزائر الوسطى، سيدي امحمد، الرويبة، صادفنا مجموعة من المواطنين يبدو الغضب والاستياء من خلال نبرات أصواتهم وشكل وجوههم، حاولنا الاقتراب منهم والتحدث مع بعضهم لمعرفة أسباب الانفعال والانزعاج وكان لنا ما أردنا. حيث تحدثنا مع الحاجة ''زبيدة'' من بلدية الجزائر الوسطى: ''الحاجة اسمحيلي واش بيك مقلقة هكذا''، تجيب ''وكيفاش تحوسيني ما نتقلقش يا بنتي وهما يكلوا في جيوبنا، الخبزة لي كانت نبارح تنباع 10 دنانير ولات اليوم ب 12 دينار ولي كانت ب 15 دينار ولات ب 17 دينار، وهذا كله حقرة وطمع نتاع لي بولونجي، ليحبوا يربحوا بزاف في شهر سيدنا رمضان''، الحاجة واش نقولك ''أنا نخليك عندي خدمة وربي معانا هذا مكان''. تركنا الحاجة زبيدة مستاءة مجبرة على اقتناء 05 خبزات، وتوجهنا إلى مخبزة أخرى ببلدية سيدي امحمد لمحادثة أحد الشباب الذي وجدناه يتشاجر مع باعة المخبزة، انتظرنا قليلا إلى أن يهدأ لمحادثته غير أنه انصرف وامتنع عن اقتناء الخبز، وفهمنا من خلال مشاجرته مع باعة المخبزة أن الزيادات في سعر'' الخبز'' لم تنل إعجابه بل لم يتقبلها عقله من خلال ترديده لكلمات ''ما دخلتش لعقلي هذي الزيادة بين ليلة وليلة في ''خبزة الزوالية''. انصرفنا إلى مخبزة أخرى في اليوم الموالي إلى بلدية الرويبة، ووجدنا المشكلة ذاتها قائمة بها تذمر واستياء من ارتفاع سعر هذه المادة الأولية الأكثر من ضرورية لدى الجزائريين، حيث لا يمكن تصور مائدة جزائرية سواء في شهر رمضان أو غير هذا الشهر الفضيل دون خبز حتى وإن كانت تتوفر على ألذ وأطيب أنواع المأكولات التقليدية والعصرية التي تتفنن في طهيها أيادي ربات البيوت. خبازو العاصمة يرجعون سبب الزيادة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية لم نشأ أن نعود أدراجنا وجعبتنا فارغة دون أن نعرف أسباب الزيادة في سعر ''وجبة الفقراء والزوالية''، وكان لنا ما أردنا من خلال حديثنا مع بعض الخبازين الذي قالوا لنا، إنهم مجبرون على وضع هذه الزيادة في مادة ''الخبز'' وذلك يعود حسبهم إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية المكونة لهذه المادة الضرورية التي تعتبر الغذاء الأساسي والأولي والوجبة رقم ''''01 بالنسبة للعائلات الجزائرية والمتمثلة في ''الفرينة، الدقيق، الخميرة، محسن الخبز، بالإضافة إلى مستحقات الماء والكهرباء والكراء. على صعيد آخر أكد يوسف قلفاط رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين، أن تحديد سعر الخبز محدد ومدعم من قبل الدولة شأنه شأن باقي المواد الأولية المدعمة من قبل هذه الأخيرة '' كالسكر والحليب''، غير أنه اعتبر أن هذه الزيادات والاختلافات في البيع من مخبزة إلى أخرى راجع إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية المشكلة لهذه المادة، حيث وصل سعر الفرينة إلى 1050 دينار للكيس بعد ما كان 750 دينار، إلى جانب الخميرة ومحسن الخبز والزيوت وكذا الكهرباء والغاز التي ارتفعت بنحو 50 في المائة، فضلا عن ارتفاع قيمة الغرامات الجزافية المفروضة على الخبازين في حالة تسجيل مخالفات ما، والذين كانوا يدفعون غرامات مالية لا تفوق قيمتها 5000 دينار قبل حلول عام 2010 والآن يدفعون أكثر من 30 ألف دينار. ''وجبة الفقراء'' تتربع على مائدة رمضان رغم أنف الانتهازيين بالرغم من الاستياء الذي أبداه جل المواطنين العاصميين الذين التقيناهم ببعض مخابز ولاية الجزائر من ارتفاع سعر ''وجبة الفقراء''، غير أن جلهم ممن تحدثت معهم ''الحوار''، أكدوا أنهم مجبرون على اقتناء مادة ''الخبز'' حتى ولو كلفهم ذلك اقتناء أكياس من الفرينة والدقيق وعجنهما في البيت على شكل ''مطلوع'' أو ''كسرا'' أو خبز الدار بالسانوج، حيث أنه لا يمكن تصور غيابه عن الموائد الجزائرية في رمضان وغير شهر رمضان، فهو المادة الضرورية الأكثر من أساسية التي لا ينبغي الاستغناء عنها في موائدنا حتى وإن كانت تتوفر على أطيب وألذ المأكولات، وعليه يبقى طمع وجشع الخبازين والتجار يعصف بميزانية وجيوب الجزائريين خلال كل شهر رمضان كريم.