تسلم الرائد الامريكي جي. تود بريسيلس حال عودته من العراق مهمة جديدة بأمر من كبار مسؤوليه في وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاغون''. تمثلت هذه المهمة في إشرافه على مكتب في ويلشاير بوليفارد، على مبعدة عدة أمتار من أشهر استوديوهات هوليوود، والذي قام بتصميمه بنفسه، حيث علّق على جدران المكتب ملصقات أكثر الأفلام صيتًا، مثل ''باتون'' و''الحرب العالمية''. وقد دعم بريسيلس مكتبه بالعديد من السيناريوهات التي حملت ختم سري للغاية. والمثير للاهتمام في الموضوع هو تولي بريسيلس في منصبه الجديد هذا الإطلاع على جميع سيناريوهات الأفلام هذه وفرز ما ستتلقى الدعم منها من قبل الجيش الأميركي. وقد كانت وزارة الدفاع الأميركية قد شاهدت مجموعة من الذين شاركوا في حرب فيتنام التي دمرتهم نفسيًا، في أشرطة فيلمية، والمطلوب من بريسيلس الآن، إقناع الجيل الجديد من السينمائيين عدم تكرار تلك التجربة مع العراق وتعود علاقة الجيش الأميركي بستوديوهات الأفلام السينمائية إلى سنوات العشرينات من القرن الماضي، عندما زوّد صناع فيلم ''وينغز'' الحاصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم في العام ,1927 بطائرات مع كامل طياريها. وقد قادت هذه التسهيلات من قبل الجيش، العديد من السينمائيين في هوليوود إلى الإطلاع على القواعد العسكرية والأساطيل والدبابات والطائرات. وأحدث مثال على هذا التعاون ما حدث مع فيلم (آيرون مان). غير أن ما تريده السلطات العليا، في واقع الأمر، هو صنع أشرطة سينمائية تعمل من أجل تغيير نظرة الناس عن ما يحدث حاليا بالعراق، وعن الذين حاربوا هناك ولكن تبقى آراء البعض من رجال السينما في هوليوود تختلف عن تعاملهم مع البنتاغون، والذين يرون فيها دائرة رقابة، وليست جهة مساعدة. ومن أمثال هؤلاء المخرج السينمائي المعروف بول هاجيس.