لا يختلف اثنان على ضرورة تربع طبق البوراك على مائدة الإفطار في رمضان لدى شريحة واسعة من الجزائريين، إذ بات من الأطباق التي لا تغادر المائدة على مدار شهر كامل من الصيام، ويعود السبب في ذلك إلى لذته وعدم تفريط الناس في تناوله حتى وان اضطروا لاقتنائه يوميا. تتزين مائدة الإفطار في رمضان بأطباق متنوعة تتفنن المرأة الجزائرية في تحضيرها وما يميز هذه المائدة عند أغلب بيوت الجزائريين ما يسمى ''بالبوراك'' الذي يرافق طبق الشوربة، وعلى الرغم من الاختلاف في الحشوة والتسمية عبر مختلف ولايات الوطن، إلا أن البوراك يبقى سيد أطباق رمضان في الجزائر ويقتني الجزائريون أوراق الديول بكميات هائلة طيلة ثلاثين يوما كاملا من شهر الصيام ويقبل العديد من أرباب الأسر على حمل أوراق الديول كل يوم دون كلل أو ملل إلى منازلهم ففي سوق ''كلوزال'' بالعاصمة يصطف عدد من الأطفال حاملين أوراق الديول عارضين بيعها على المتسوقين خاصة وان السوق مشهور ببيع الخضر والفواكه ويقصده عدد كبير من سكان العاصمة تقول خديجة وهي إحدى البائعات في السوق ان والدتها تقوم بتحضير الديول في البيت خلال أيام السنة لكنها تضاعف من عملها خلال شهر رمضان نظرا لزيادة الطلب علي هذه المادة التي لا يخلو بيت منها كما ان العيد من الزبائن يقمن بالحضور إلى البيت لطلب نصيبهم من الديول تقول خديجة ان هذا العمل متعب لكننا نجني من وراءه مبالغ كبيرة وتضيف خديجة ان العديد من الفتيات في العائلة قمن باقتناء السميد استعدادا للعمل في شهر رمضان وتحصيل مبلغ من المال من خلال عرض بضاعتهن على أصحاب المحلات التجارية الذين يطالبون بزيادة الإنتاج في شهر رمضان تحديدا . 50دج يوميا ضريبة البوراك دفع الإقبال على اقتناء الديول وما يصاحبه من تكاليف العائلات الجزائرية إلى صنع الديول في البيت بتعلم طريقة تحضيره، وذلك باللجوء إلى المهارات في هذا المجال من نساء العائلة أو الجيران والسيدة ''نسيمه .ب'' واحدة من النساء اللاتي قمن بتعليم عدد من الفتيات كيفية صناعة الديول تقول السيدة نسيمه إن إقبال الفتيات على تعلم كيفية تحضير الديول متزايد بشكل كبير، وهناك نساء من مختلف الأعمار مهتمات بتعلم كيفية التحضير وذلك قصد تخفيف المصاريف خاصة أن هذا الطبق يزيد الإقبال عليه في شهر رمضان لتحضير البوراك وحلويات السهرة كالصامصة والسيقار وبالتالي يزيد الطلب على أوراق الديول في السوق الجزائرية الأمر الذي يؤدي إلى عدم تغطية الطلب زيادة إلى ارتفاع الأسعار الذي تعرفه هذه المادة الغذائية في شهر الصيام،حيث تتراوح بين 40الى 50دج للكمية قليلة لا تكفي إلا ليوم واحد وعلى عشاق هذه الأكلة أن يصرفوا نفس المبلغ يوميا لتناول البوراك حتى وان واصل ارتفاع أسعاره فلا يمكن للمائدة الرمضانية ولطبق الشوربة ان يؤكل دون بوراك . وللقطايف عشاقها تنتهز الجزائريات شهر رمضان لصناعة القطايف التي يكثر الاقبال عليها من قبل صانعي الحلويات أو من قبل ربات البيوت، اللاتي يتفنن في صناعة ما لذ وطاب من هذه المادة، وتعتبر القطايف من الحلويات الرمضانية المتداول صنعها وتحضيرها في الجزائر بشكل كبير، لذلك نجد ان تجارتها هي الأخرى تلقى رواجا في الشهر الكريم وان كانت أقل درجة من الديول، إلا أنها بدأت تحجز مكانها في السوق على غرار مواد رمضانية أخرى .