بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى عائلة الفقيد الشيخ محمد بن محمود التيجاني الشيخ العام للطريقة التيجانية إثر وفاة هذا الأخير جاء فيها: ''بلغني بأسف عميق نبأ وفاة المغفور له بإذن الله المرحوم محمد بن محمود التيجاني الشيخ العام للطريقة التيجانية عطر الله ذكره وأحسن وفادته وأنعم عليه بثواب الآخرة. المرحوم تشرب من ينبوع الصفا وارتوى بحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وأخذ على المشايخ من أسرته أوراد الطريقة التيجانية وأصولها حتى يسره الله لمشيخة الطريقة فكان شيخها وإمامها سالكا طريق السلف الصالح معبدا طريقه إلى ربه بالعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لقد لبى الفقيد نداء ربه تاركا ذكرا حسنا لدى محبيه ورفقائه ومريديه من حاملي كتاب الله في أفئدتهم ورافعي كلمة الحق الذين ذادوا بالنفس والنفيس عن الإسلام وحماه فتركوا للخلف منهاجا عريقا تندى به ألسنتهم وتطمئن له قلوبهم ويستعينون به في صبرهم حين يعز في الشدائد والمحن إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. وإذ أشاطركم الأسى في هذا المصاب الجلل أعرب لكم عن عزائي ومواساتي سائلا الله العلي القدير أن يكرم مآبه ويجزل ثوابه عدد حسناته وكفاء أعماله وطاعته وأن يتغمده برحمته ورضوانه وأن يفسح له مكانا يرضاه في جنات الخلد والنعيم مع الأبرار من عباده، كما أساله تعالى أن يعوضكم في الفقيد خيرا كثيرا وأن ينزل على قلوبكم صبرا جميلا وأن يضاعف لكم الأجر العظيم''. للتذكير تعد الزاوية التيجانية بمدينة عين ماضي ( 70 كلم شمال غرب عاصمة الولاية الأغواط) ومقر خلافتها العامة مركز إشعاع فكري وروحي وقبلة لملايين الأتباع المنتشرين عبر العالم. ولا زالت هذه الزاوية التي فقدت الخليفة العام للطريقة التيجانية الشيخ سيدي امحمد بن محمود التيجاني أول أمس الثلاثاء عن عمر يناهز 76 سنة تشع بالأعمال الخيرية، حيث تستقبل الملايين من الزوار والمتبركين وتتميز بنشاط ديني وتعليمي مكثف مما مكنها أن تحتل مكانة بارزة في المجالات الدينية والاجتماعية. وتتوفر هذه الزاوية على مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعلوم الفقه والدين لأبناء المنطقة وللطلبة الوافدين إليها من الزائرين والمتبركين من داخل الوطن وخارجه. وسميت الزاوية بالتيجانية - حسب مصادر تاريخية - نسبة إلى مؤسسها سيدي أحمد التيجاني الجزائري الذي تربى وترعرع في كنف أخواله ''التجاجنة البربرية'' التي قطنت عين ماضي قديما ومنها اشتق لقبه ''التيجاني''. وللزاوية التيجانية هيكل تنظيمي يرأسه الخليفة العام وهو منصب يتداول عليه أفراد العائلة التيجانية بنظام الوراثة أما رتبة المشائخ والمقاديم وهم مريدون فإنه يعينهم الخليفة العام لتسيير فروع الزاوية داخل أرض الوطن وعواصم الدول الأخرى. وتشير المعلومات إلى أن عدد أتباع الطريقة التيجانية في العالم يفوق 400 مليون شخص. وللتيجانية فروع تابعة لها في الجزائر كزاوية ''أوغروت'' بأدرار وزاوية وادي سوف (الوادي) وزاوية تيماسين (ورقلة)، ولها نفوذ قوي في أوساط المسلمين في العديد من البلدان الإفريقية وفي معظم البلدان في العالم. وبرحيل الخليفة العام للطريقة التيجانية الشيخ سيدي امحمد بن محمود التيجاني تكون هذه الطريقة الصوفية العريقة فقدت أحد أقطابها ورموزها وأحد أقطاب الذكر لما عرف عنه من إخلاص في سبيل الدعوة إليها وخدمة قضاياها وتوحيد مريديها.