يشكل "الخطاب الصوفي التيجاني في زمن العولمة" محور نقاش أشغال الملتقى الدولي للطريقة التيجانية الذي انطلقت فعالياته أول أمس بولاية الوادي، بمشاركة نخبة من شيوخ الطريقة التيجانية ومريديها ومقاديم الزوايا، وشخصيات عالمية، وعلماء وأساتذة وباحثين، ومدعوين من الجزائر ودول عربية وإفريقية وأوروبية . جرت مراسم الافتتاح بحضور شيخ الطريقة التيجانية الأستاذ الدكتور محمد العيد التيجاني، وممثلين عن وزارتي الشؤون الدينية والثقافة. وقد تميزت وقائع افتتاح هذه التظاهرة بقراءة الرسالة التي توجه بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى المشاركين في هذا الملتقى الدولي، والتي قرأها نيابة عنه الأمين العام لرئاسة الجمهورية الدكتور حبة عبد المجيد العقبي. والتي عبّر من خلالها عن شكره لاختيار موضوع هذا الملتقى الدولي الذي يجمع بين التصوف كعلم رباني وبين موضوع العولمة التي أصبحت حديث الشرق والغرب ، مضيفا بأن العولمة عجزت عن تحقيق الأحلام والأمل في اتجاه تحقيق اقتصاد متوازن وحرية تنقل الأشخاص. ومن جهته تطرق شيخ الطريقة التيجانية الأستاذ الدكتور محمد العيد التيجاني في كلمته إلى الشيوخ السابقين للطريقة التيجانية ومآثرهم. وقال في هذا الصدد إن "الطريقة التيجانية طريقة إحسان لوجه الله لا تقوم على رفض الآخر". وسيعكف المشاركون في هذا الملتقى الدولي والبالغ عددهم أكثر من 400 مشارك، وبعضهم من أقطاب الطريقة الصوفية التيجانية مناقشة عدة محاور ذات صلة براهن ومستقبل الطريقة الصوفية التيجانية، والتي ستشمل مسائل تتناول "الحراك التيجاني والعولمة" و"مساهمة رجال الطريقة في حرب التحرير الجزائرية " والطريقة التيجانية في فمار" إضافة إلى موضوع حول "التربية الروحية في الطريقة التيجانية". ومن الأهداف المتوخاة من تنظيم هذا اللقاء الدولي الذي تتواصل أشغاله لثلاثة أيام بالمركز الثقافي لمدينة الوادي - حسب المنظمين - الكشف عن الإيديولوجية التيجانية في عصر التحولات السريعة، إضافة إلى الإجابة عن تساؤلات تتعلق بمدى قدرة الخطاب الصوفي التيجاني على الصمود في خضم التحولات الهائلة التي يشهدها العالم المعاصر وبحث آليات هذا الصمود. كما يأتي انعقاد هذا الملتقى الدولي للطريقة التيجانية حسب نفس المصدر، تطبيقا لمضمون وثيقة الملتقى الدولي الأول للطريقة التيجانية الذي عقد منذ عامين بولاية الأغواط، والذي أكد على ضرورة عقد ملتقى دولي للطريقة كل عامين.