أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أنه لا يمكن القيام بعمليات الختان إلا من طرف أطباء جراحين حصريا سواء كانت عملية الختان فردية أو في إطار حملة جماعية تخضع للتدابير التنظيمية سارية المفعول حسب بيان للوزارة، وتأتي خطوة الوزارة بعد الواقعة التي تعرض لها 17 طفلا جرى ختانهم العام 2005 في مدينة الخروب بولاية قسنطينة. وكانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قد أبرقت أمس إلى وسائل الإعلام بيانا شددت من خلاله على أن عملية الختان ''لا يمكن أن يمارسها سوى طبيب جراح وبصفة حصرية داخل مرفق صحي عمومي أو خاص تستوفى فيه كل شروط السلامة اللازمة لنجاح هذا العمل الجراحي وذلك تطبيقا للتعليمة الوزارية رقم 006 المؤرخة في 05 جوان 2006 المتعلقة بالتكفل بعمليات الختان. وذكرت الوزارة أن هذه الإجراءات الحصرية تدخل في إطار الحفاظ على سلامة وصحة الأطفال وتمليها ضرورة تفادي تكرار بعض الحوادث المؤلمة'' التي حولت-حسبها- الفرح إلى قرح''. يشار إلى أنه ورغم التعليمة الوزارية الصادرة بتاريخ 5 جوان 2006 المحددة للظروف الطبية التي يتوجب أن يكون عليها ختان الأطفال، وعلى رأسها إشراف جراح على العمليات، لا زال مئات الأطباء العامون يمارسون ذات العمليات وفي ظروف غير مواتية، الأمر الذي تسبب في موت عدد من الأطفال، آخرهم حالتي برج بوعريريج والشلف. علما أن أواخر شهر رمضان تتزامن مع عمليات الختان التي كثيرا ما تتم بصفة جماعية، منها ما يكون داخل عيادات أطباء عامين أو بالمستشفيات أو حتى لدى ذوي خبرة بالختان مثلما كان معمولا به في سنوات مضت، خاصة بالمناطق الداخلية للوطن أو ما يطلق عليه ''الختّان'' أو ''الطهّار'' أو حتى حلاق المنطقة في بعض مناطق الوطن والذي كان يتم استقباله بالمنزل ليقوم بعملية جراحية كثيرا ما تسببت في مضاعفات ثانوية أدت إلى الموت في عديد الأحيان. كما كان لتنظيم عمليات الختان الجماعية عشوائيا مضراتها، ودليل ذلك ما حدث عام 2005 في الخروببقسنطينة أين تعرض 17 طفلا لحروق وبتر تام للأعضاء التناسلية لعدد منهم، بعد ذلك بادرت وزارة الصحة إلى تقنين عمليات الختان، فأصدرت التعليمة رقم 6 بتاريخ 5 جوان 2006 والمتعلقة بالتكفل بعمليات الختان. وتنص التعليمة على ضرورة أن تخضع عمليات الختان لشروط خاصة على رأسها اشتراط إشراف طبيب جراح على العملية، والتأكد من توفر شروط الأمن والنظافة، واستعمال علبة أدوات جراحة لكل طفل على حدى. كما منعت التعليمة ذاتها استعمال الشفرة الكهربائية والتي تعتبر المتسبب الرئيسي في الحروق التي عادة ما تسجل عند تسجيل إخفاق في عمليات الختان. لكن ورغم صرامة التعليمة يبقى تطبيقها غائبا، ودليل ذلك استمرار حوادث ضحايا الختان، حيث سجلت ولايتي برج بوعريريج والشلف بداية هذا الشهر حالتي وفاة لصغيرين، كما تعرض منذ 4 أشهر صغير بميلة إلى قطع جزء كبير من عضوه التناسلي، احترق عضو صغير آخر ببلدية بواسماعيل بداية الصائفة الماضية، لتشهد بلدية مفتاح بالبليدة في جويلية المنصرم حالة مماثلة لما حدث في الخروب، تمثلت في تسبب طبيب عام في الحرق التام، وموت جلد العضو التناسلي لصغير في السادسة من عمره، مما استدعى نقله إلى مستشفى بني مسوس بالجزائر العاصمة.