أكدت اليونيسيف في أحدث تقاريرها أن الطفل الذي يتلقى رضاعة طبيعية في أي بلد من البلدان النامية، تكون احتمالات بقائه على قيد الحياة أكبر بحوالي ثلاث مرات مقارنة بالطفل الذي لا يتلقى رضاعة طبيعية. وقالت آن م. فينمان، المديرة التنفيذية لليونيسيف، إن الرضاعة الطبيعية فرصة ووسيلة بسيطة للغاية لإنقاذ أرواح الأطفال عبر العالم. رغم أن معدلات الرضاعة الطبيعية تتزايد في العالم النامي، إلا أن التقديرات تشير إلى أنّ 63 في المائة من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 6 أشهر ما زالوا لا يرضعون بدرجة كافية. ويؤكد الدكتور سليم مراح، أخصائي في طب الأطفال، أن هناك العديد من المشاكل الصحية التي تؤرق الأمهات خاصة في السنة الأولى لميلاد الطفل. ومن بين أهم الأمراض التي تصيب الطفل الرضيع، ذكر غياب الرضاعة الطبيعية الذي يزيد من احتمال تعرض الطفل لعدة مشاكل صحية أهمها سوء التغذية الذي ينجم عن تناول الطفل لحليب لا يلبي جميع احتياجات جسمه، كما أنه يتسبب في تعرضه لمشاكل بسبب الميكروبات التي تلتصق بزجاجة الحليب أو تنتقل عن طريق الماء المستعمل في صناعة الحليب. وركز الأخصائي على ضرورة تنبيه الأمهات لتغذية الطفل طبيعيا وعدم التساهل أبدا في هذا الأمر، حيث لاحظ من خلال متابعته لصحة الأطفال أن العديد من الأمهات لا يبالين تماما بهذه النقطة ويسارعن لإعطاء زجاجة الحليب للطفل حتى في أسبوعه الأول من الولادة، وهو خطأ ترتكبه الأمهات عن جهل يتسبب في إنقاص مناعة جسم الطفل بشكل كبير. الحليب الاصطناعي يسبب مشاكل صحية لحديثي الولادة ومن بين الأمراض الأكثر شيوعا لدى الأطفال الرضع ذكر الدكتور سليم مشكل الإسهال، حيث أكد أن غذاء الأم وما تتناوله بالإضافة إلى الحليب الاصطناعي له دور كبير في إصابة الطفل بالإسهال. وأعطى بعض المعلومات للأمهات من بينها أن براز الطفل الذي يرضع طبيعيا من والدته يكون طريا نوعا ما عن ذلك الذي يرضع حليبا اصطناعيا. كما أن تناول الأم لأغذيه معينة يؤثر بالطبع على الطفل ويجعل برازه لينا أو قد يصاب بالإسهال. أما إصابة الطفل الذي لا يرضع رضاعة طبيعية بالإسهال فقد يكون سببه عدم النظافة أو تلوث أدوات الرضاعة مثل الزجاجة والملعقة أو الماء المستعمل في تحضير الحليب. أما عن الإمساك فأكد الدكتور إسماعيل أنه لا يحدث كثيرا لدى الرضع إلا في حالات قليله هذا عند الطفل الذي يرضع طبيعيا. أما الإمساك لدى الطفل الذي لا يرضع من أمه، فقد يكون بسبب تناوله لكميات غير كافية من الحليب أو الطعام أو بسبب تناوله كميات غنية بالدهون أو البروتينات وتفتقر للألياف، لذلك لابد من إعطائه كميات كبيرة من السوائل والألياف والخضراوات والفاكهة وهو غالبا ما يحدث لدى الأطفال الأقل من 3 شهور. ويتحول الإمساك إلى مغص حاد يدفع الطفل إلى البكاء المتواصل، وأحيانا يصاحب باحمرار الوجه وقد يرفع الطفل رجليه ويزول هذا الألم بإخراج الطفل لبعض الغازات، فيما قد يستمر بكاء الطفل من المغص لعدة ساعات ولا يسكت إلا بالنوم بعد تعبه من البكاء. والسبب غالبا غير محدد ولكنه قد يكون بسبب الجوع أو ابتلاع الهواء مع الرضاعة، بالإضافة إلى التغذية المفرطة وإعطاء الطفل كميات كبيره من الغذاء تسبب له تراكم الغازات في البطن. رفع الطفل على صدر أمه قد يخفف من ألمه، وكذلك معرفة النظام الجيد للتغذية أمر مهم، أما إذا استمرت الحالة فينصح الدكتور سليم بزيارة الطبيب وفحص الطفل لمعرفة السبب الرئيس في ذلك.