و أشار المتحدث في مداخلته ،أول أمس بالجزائر،خلال يوم تكويني و إعلامي خاص بالأئمة و المرشدات أن الرضاعة الطبيعية المحضة من يوم الولادة إلى غاية الشهر السادس تعتبر "حيوية بالنسبة للام و الطفل". وأوضح ابروفيسور لبان أن الرضاعة الطبيعية "تقلل من نسبة الاصابة بالامراض و وفيات الامهات و الاطفال لأن حليب الأم يعتبر دواء يحمي الطفل من مختلف الأمراض. و اشار الى ان الظروف لا تكون دائما متوفرة لتمكين الام العاملة من إرضاع طفلها. و أضاف نفس المتدخل أن حليب الام يعتبر غذاء لا مثيل له بالنسبة للطفل و يجب ان يحظى بالدعم و الحماية و التشجيع. و في هذا السياق أعرب عن ارتياحه للتعليمات الوزارية التي تشجع طريقة "الكونقورو" التي "اثبتت فعاليتها" في التقليص من حدة وفيات الاطفال و المتمثلة في وضع الصغير في حضن أمه فور ولادته. من جهته أكد البروفيسور "بلقاسم شافي" رئيس مصلحة امراض النساء و التوليد بوهران و عضو اللجنة الوطنية "مستشفيات أصدقاء الرضع" على أهمية تحسيس السكان بشأن الرضاعة بحليب الام. و قال أن أئمة المساجد لديهم دور هام يلعبونه في تحسيس المجتمع بالرضاعة الطبيعية حيث يعتبر هذا واجبا و مسؤولية".كما تطرق البروفيسور "شافي" إلى مزايا حليب الأم بالنسبة للطفل و الأم على حد سواء مشيرا إلى أنه "لا يحمي الطفل فحسب بل الأم كذلك ضد سرطان الثدي و المبيض و إلتهاب المفاصل". و أكدت ممثلة وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات السيدة فضيل شريف من جهتها أن الوزارة أعدت العديد من البرامج من أجل ترقية صحة الأم و الطفل التي تعد بالغة الاهمية بالنسبة لحماية الصحة العمومية. و أضافت أن الوزارة تعمل في هذا الإتجاه إذ شرعت في تكوين مختصين في علاج الأم و الطفل. و من جهته ركز ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" السيد "مانويل فونتان" على إقامة "اتصالات مباشرة" مع العائلات لمساعدتهم بشكل أفضل و تحسيسهم بأهمية حليب الأم مبرزا الدور الذي يمكن أن يلعبه الأئمة و المرشدات في هذا الصدد. اليونيسف تحث على تقديم مزيد من الدعم للأمهات و كانت " اليونيسيف " قد دعت حكومات الدول خلال اليوم العالمي للرضاعة الطبيعية المحتفل به في الفترة ما بين الفاتح و السابع أوت من كل سنة و يحتفل به في 120 بلد من مختلف أنحاء العالم، على الصعيد الوطني على سن سياسات "لحماية الأمومة". ومن أكثر العوائق شيوعاً أمام الرضاعة الطبيعية المستمرة احتياج المرأة إلى العودة إلى العمل، في ظل ظروف لا تتيح لهاجلب طفل معها، أو الحصول على وقت لإرضاعه ثديياً. وأضافت "اليونيسيف" أنه يجب على الحكومات أيضاً أن تحرص على الترويج للرضاعة الطبيعية مقارنة بالرضاعة التركيبية، التي "أضفي عليها بريق لدرجة أن الناس أصبحوا يظنون أنها هي الأفضل. و كلما أدرك الناس مدى الاختلاف الشاسع بين لبن الثدي والرضاعة التركيبية أو بينه ومسحوق الحليب، كلما اختار الناس الرضاعة الطبيعية". وباستطاعة أفراد الأسرة، والأمهات الأخريات، والأخصائيين الصحيين حسب" اليونيسيف" أن يلعبوا جميعاً دوراً بتشجيع النساء اللائي أنجبن حديثاً على المثابرة على التغلب على العوائق اللوجيستية أو المادية التي تحول دون الرضاعة الطبيعية وعلى تجنب "التغذية المختلطة" وتخفيف لبن الثدي بماء الأرز أو سوائل أو أغذية أخرى. فعدم القيام بذلك قد تكون له عواقب خطيرة. وأشار تقرير المنظمة الأممية صدر بالمناسبة إلى أن معدل ممارسة الرضاعة الطبيعية بمنطقة إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى قد بلغ 30 بالمائة مؤكدة بأن المستوى الذي وصلت إليه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا المجال يقل عن الذي حققته جميع الدول النامية مجتمعة 38 بالمائة. وترى منظمة "اليونسيف" أنه رغم فوائد ومنافع الرضاعة الطبيعية على صحة الطفل على المدى الطويل حيث تساهم في نموه ومناعته والمحافظة على إنمائه الإدراكي تبقى لمعرفة بهذه المنافع غير كافية منذ ولادة الطفل حتى بلوغه سن 6 اشهر حيث لم تسجل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا الميدان إلا نسبة ممارسة 28 في المائة فقط في أوساط الأطفال حديثي الولادة.