عاد المسلسل الكوميدي ''جحا'' ليقتحم الشبكة التلفزيونية خلال الموسم الرمضاني الفارط بعد غياب أكثر من 8 سنوات ليمضي نجم الكوميديا الجزائري '' حكيم دكار '' من خلاله عودته إلى الساحة الفنية بعدما كان قد أعلن قرار اعتزاله العام الماضي. عودة كان لها وقعها الجماهيري بين مستحسن ومنتقد لسلسلة حجا التي يتحدث بطلها حكيم دكار عن ظروف إنتاجها وأمور أخرى ضمن هذا الحوار أثارت سلسلة '' حجا'' ضجة إعلامية كبيرة بين منتقد ومستحسن لمستوى العودة. هلا حدثتنا بصفتك منتج وبطل العمل عن ظروف إنتاجها؟ استطاع جحا أن يكسب شعبية كبيرة لدى الجمهور الجزائري نظرا لتركيزه على الصبغة الجزائرية التي أعطيناها لنوادره المستمدة من التراث العربي. وقد ركزنا خلال الجزء الأخير من السلسلة على احتكارَ حلقة الوصل بين الحاكم والشعب وينخرط في جملة مغامرات على مدار 11 حلقة امتد عمر الواحدة منها ما بين 45 و50 دقيقة.يلتقي خلالها أهم الأسماء التاريخية المغاربية، على غرار العلامة ''ابن خلدون''. ليواصل جحا جولته عبر العصور حتى يصل إلى عام 2010م ويكتشف في الجزء الجديد كيف تغيرت الحياة تمام. آما عن ظروف العمل فيمكن أن اقول بأنها كانت في غاية الصعوبة خاصة فيما يتعلق بظروف تصوير العمل بإحدى المناطق الصحراوية بتاغيت ولاية بشار. زيادة إلى ضعف ميزانية المشروع الذي كان من المفروض أن يقدم في15 حلقة بدل 11 حلقة. هلا وضحت لنا سبب حصر العمل في 11 حلقة ؟ ضعف ميزانية العمل الممنوحة من قبل التلفزيون كانت السبب المباشر في تقليص عدد حلقاته من 15 حلقة إلى .11إضافة إلى ضيق الوقت كون إشارة الموافقة على سيناريو هذه السلسلة الفكاهية جاء متأخرا من قبل لجنة القراءة على عكس السنوات الفارطة، وهوما أحدث خللا في توقيت تنفيذ العمل وتسليمه وانعكس بالتأكيد سلبا على تصوير الفيلم. بصفتك واحد من صناع الكوميديا الجزائرية وأبطالها. ما رايك فيما اصبح يقدم للمشاهد اليوم؟ متأسفا عن الوضع الذي آلت إليه الدراما والكوميديا الجزائرية مقارنة بما يعرض على القنوات العربية. ولا اجد حلا حيال ذلك سوى مطالبة الفنانني الجزائريين إلى الحد من نرجسيتهم والوعي بضرورة تحسين أدواتهم الإخراجية والتمثيلية والإنتاجية. وعلى الجميع ان يسال نفسه لماذا لا نطور أداءنا الإخراجي والتمثيلي والإنتاجي ولماذا لا يشارك رجال الأعمال في الجزائر في الانتاجات الفنية؟ لماذا يمتنعون عن الاستثمار في مجال صناعة دراما جزائرية ننافس بها الدول العربية الأخرى؟ هل ترى أن هذا هوسبب غياب أهرام الكوميديا والدراما الجزائرية في السنوات الأخيرة عن الشبكة البرامجية التلفزيونية؟ لا يمكننا أن نكذب على أنفسنا بالحديث عن شبكة برامجية جزائرية. ليست لدينا دراما ولا كوميديا لأننا فقدنا شروط العمل الناجح، وفقدنا الأصل، فلا يمكن لنبتة صغيرة أن تغطي غابة وهذه الأعمال الهزيلة والضعيفة والقليلة التي يتم إنتاجها سنويا لا تأهلنا للحديث عن الدراما أوالكوميديا. حين نصل إلى إنتاج عشرين عملا في السنة ساعتها يمكننا أن نتكلم. وبالمناسبة أريد أن أقدم نداء لكل الفنانين الجزائريين للحد من النرجسية التي لا أجد مبررا لها، والفنان الجزائري يعيش وسط أزمة نزلت بمستوى الفنان وأعماله وحطت من ثقة الجمهور فيه. لاحظنا مؤخرا ظهور موجة من الأعمال الدرامية المخلدة لعدد من الشخصيات الفنية العربية. لوعرضت عليك الفكرة ما هي الشخصية الفنية الجزائرية التي تفضل تقمصها؟ لدينا أرشيف غني بأسماء عظيمة على غرار رشيد قسنطيني، علالو، حسان الحساني.. وهي شخصيات أعطت للجزائر الكثير وأظن انه حان الوقت لتكريمها من خلال جمع أرشيفها والتعريف به ضمن أعمال ترقى إلى مستوى أهرام الفن الجزائري، خاصة وأننا في بلد قد يكون الأغنى من بين كل الدول العربية الأخرى. ولا اظن أن هذه الأسماء العربية التي رصدت من اجلها ميزانيات ضخمة اكبر أوأعظم من الأسماء الجزائرية. وبالتالي ماذا يمنع الجزائر من إنتاج خمسة أعمال على الأقل كل سنة تؤرخ أسماءها وتؤرشف تاريخها وتعرف بها. يقال بان دكار واحد ممن خانوا المسرح بتوجهك إلى التلفزيون. ما رأيك في هذا الحكم ؟ وهل كان هذا الانتقال سهلا عليك؟ أمنت دائما بقدرتي على خوض تجارب غير المسرح مع أن بدايتي وتكويني مسرحي بحت. تجارب من شأنها أن تضيف لمشواري وخبرتي وارشيفي الفني ، وقد كانت محطة قسنطينة رائدة في إنتاج اعمال ذات مستوى مغري والحمد لله بدأت بأدوار مهمة في التلفزيون، أعطتني أيضا صدى أوسع لدى الجمهور هذا الجمهور الذي أعطاني فيما بعد انتشارا كبيرا، وعلى الرغم من أنني ارتبطت كثيرا بالمسرح، فإنني في مقابل ذلك قمت بعديد من الأعمال التلفزيونية التي وجدت طريقها نحوالجمهور، على غرار: رمضانيات، سيدي راشد، عيسى سطوري، إلى جانب أعمال أخرى، ثم خضت تجربة التمثيل عبر فيلم ثوري للمخرج مسعود العايب، وهي تجارب جعلتني أحاول دائما أن أقدم الأفضل، وأهتم بالأسرة والعائلة وكل القضايا التي تهم مجتمعنا الجزائري. خضتم تجربة المسرح والتلفزيون. من أين نبع يفضل دكاران يشرب أكثر؟ كلا المجالين يستهويني، لكن المسرح يؤثر في كثيرا ويجلبني إليه، والسبب في ذلك هوالميزة التي تتوفر فيه دونا عن بقية الفنون وهي التقائي بالجمهور وجها لوجه وهوما يخلق عندي متعة كبيرة. ومع ذلك فأنا أستطيع أن أقدم أعمالا في المجالين. تحدثت خلال نزولك ضيفا على حصة '' صدى الاقلام '' عن مشروع تجسيد مسرحية جحا على الخشبة هلا حدثتنا عن تفاصيل هذا المشروع؟ فعلا احضر لتقديم شخصية '' جح ونوادره الشعبية على خشبة المسرح برؤية اعمل على ان تكون مغايرة تماما عن جحا التلفزيوني. حيث ستحمل مسرحية '' جحا '' الكثير من المفاجآت والتغيرات على الصعيدين الفني والتقني، حيث سنقدمه بلغة مفهومة بسيطة تزمج بين العامية واللغة الفصحى. وبكل صراحة متحمس جدا لتقديم شخصية جحا الشعبية على خشبة المسرح، خاصة وان العمل سيكون مقتبس من أوراق مختلفة من تقديم الكاتب والمخرج المسرحي ''احمد إسماعيل إسماعيل'' الذي قدم جحا المسرح كشخصية إيجابية قوية مؤثرة في مبادئه ومجتمعه وحتى حماره. ما رأيك في من ينتقدون أعمالك ويصفونها بالفشل؟ الجمهور هوالذي يحكم على أعمالي إن كانت ناجحة أم فاشلة، على غرار بقية الفنانين، ولا يمكن لأي أحد آخر أن يفعل ذلك، مسلسلي الأخير أشواك المدينة لم يفشل، وأنا فخور جدا لأنني قدمت عملا كسر الكثير من الطابوهات، لقد حاولت أن أقدم عملا راقيا من حيث الصورة والصوت والتقنيات.وسلسلة حجا كانت جيدة مع أنني أرى دائما أن هناك تقصيرا في برمجته.