يعود المسلسل الكوميدي الى شاشات التلفزيون الجزائري في رمضان ككل مرة أين قدم المخرج عمار محسن جملة من المغامرات الطريفة والمعبرة نقل من خلالها المشاهد الى أجمل المناطق السياحية بصحرائنا الجزائرية إنطلاقا من منطقة بشار الى تاغيت وبني عباس، وذلك بعد أن وقع الإختيار عليها من طرف الطاقم الفني لهذا العمل التلفزيوني. وقد تألق كعادته نجم المسلسل الممثل حكيم دكار الذي جسّد دور جحا بطريقة إحترافية لطالما اعتاد عليها المشاهدون ليقدم هذه السلسلة في طبعتها الرابعة على مدار 11 حلقة بمعدل ساعة كاملة عارضا من خلالها أطراف المواقف التي صادفته في رحلة عبر الزمن تاركا حكمة في كل حلقة تفيد المشاهد وتمتعه في نفس الوقت، علما أن النص يعود للمؤلف حسين طايلب والسينوغرافيا لمحمد يودي الى جانب نخبة هامة من الممثلين الشباب الذين تم إختيارهم بناء على الكاستينغ الذي أجري عبر مختلف ولايات الوطن أمثال مدني نعمون ومصطفى شقروني وغيرهم وقد عرف هذا الجزء الجديد من سلسلة جحا تنوعا في القضايا مما جعله يمتاز بالجودة عن باقي الأجزاء الأخرى حين تم عرض الجزء الأول منه سنة 1999 أين تم التصوير بمنطقة وادي سوف، أما الجزء الثاني سنة 2002 بغرداية ليعوّل المخرج عمار محسن هذه المرة على ولاية بشار ومناطقها السياحية الجذابة التي سلبت لب السياح وكانت الواجهة الثمينة لتمثيل الصحراء الجزائرية في العديد من المناسبات كما أنها تملك سمعة عالية من الناحية الجمالية، الأمر الذي شجع الطاقم الفني على التصوير وتقديم حلقات شيقة تعود لأزمة غابرة حيث ركز الممثل حكيم دكار على إبراز العلاقة بين الحاكم والشعب وأهم القضايا التي تحدث في مثل هذه العصور من خلال مغامرات طريفة ذات أبعاد تربوية هامة في الوقت الذي يلتقي فيه جحا مع أهم الأسماء التاريخية مثل ابن خلدون، كما يقوم بجولة الى القصبة في أحد الحلقات التي تضم أيضا مهمة الحفر على أسطول "خداوج العمية" لتليها حلقة هامة تعرض كيفية إنتقال جحا عبر العصور ليصل أخيرا الى سنة 2010 ويحاول إكتشاف مظاهر الحياة العصرية وكيف تغير الزمن وتطورت الظواهر بمختلف أنواعها، إضافة الى العديد من المواضيع المثيرة التي شدت إنتباه المشاهد وجعلته يتجاوب مع هذا الجزء الجديد لسلسلة جحا. والجدير بالذكر أن الممثل حكيم دكار كان قد اعتزل الفن العام الفارط بعد أن صرّح للصحافة أنه إكتفى من التمثيل وسيقاطع هذا العالم الجميل للأبد، لكن هاهو الآن يعود في سلسلة جحا ليعدل عن قراره الذي أحزن الكثيرين خصوصا عشاقه الذين تعوّدوا عليه في مونولوج "خباط كراعو" الذي برز من خلاله بشدة ودخل عالم النجومية من بابها الواسع ليتألق بعدها مباشرة في الجزء الأول من سلسلة جحا التي حققت نجاحا باهرا منذ الحلقات الأولى التي اقتسم فيها حكيم دكار البطولة مع الممثلة المعروفة سميرة صحراوي التي جسدت دور "لونجة " زوجة جحا لكن للأسف تغيب هذه المرة مما أثر سلبا في الجزء الأخير الذي بدا مملا نوعا ما في ظل غياب هذه الممثلة التي لمعت في آداء الدور، وإندمجت في المسلسل مع حكيم دكار، لذلك فإن المشاهد الجزائري لم يتخيل أن تكون ممثلة أخرى مكان سميرة صحراوي وربما لم يألفوا الأمر بعد. وعليه فإن سلسلة جحا لم تحقق بعد النجاح المطلوب الذي إنتظره المخرج رغم الحلقات الشيقة والمغامرات الجميلة لجحا إلا أن الجزء الجديد رغم الحداثة التي ظهر بها إلا أنه لم يحتل الصدارة في الشبكة البرامجية للتلفزيون الجزائري خلال هذا الشهر الكريم، وحسبما أكده الساهرون على البرمجة فإن مسلسل جحا سيرشح مع بعض البرامج ضمن مسابقة أحسن الأعمال التلفزيونية في "الفنك الذهبي" التي ستختتم بعد شهر رمضان لفسح المجال أمام هذه الأعمال للتنافس وإختيار الأجود منها على غرار مسلسل "الذكرى الأخيرة" لمسعود العايب وكاميرا "واش داني" للمخرج جعفر قاسم وغيرها من الأعمال التلفزيونية التي صاحبت المشاهد الجزائري طيلة هذا الشهر الكريم.