أعربت السفيرة الاندونيسية بالجزائر السيدة يولي مومبوني ويدارسو عن ثقتها في تطور العلاقات الجزائرية-الاندونيسية في المرحلة القادمة، واستندت المتحدثة إلى جملة من المؤشرات من بينها تعاظم حجم الزيارات بين الوفود السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وجاكرتا، وأكدت أن ترجمة العديد من الاتفاقيات بات اقرب من أي وقت نتيجة ما اعتبرته توفر الإرادة السياسية بين البلدين اكثر من أي وقت. وكانت ''الحوار'' قد حضرت حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة الأندونيسية ليلة أمس الأول الاثنين في فندق هيلتون الجزائر، وهذا بمناسبة عبد الاستقلال لإندونيسيا، والذي حضره سفراء الدول المعتمدة لدى الجزائر، بالإضافة إلى شخصيات وطنية سياسية وحزبية وأخرى من المجتمع المدني كان على رأسها كل من السيدين بوعلام الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والسيد محمود خوذري الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان. وقد آثرت السفيرة الاندونيسية إلقاء خطابها في حضور الوزيرين إلى جانبها، مشيرة إلى جودة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، مهنئة الجزائريين بعيد الفطر المبارك، ومعربة على رغبة جاكرتا البلد الإسلامي الكبير في تنويع العلاقات مع الجزائر التي تعد سوقا واعدة وعذراء لم يتم ولوجها بعد من طرف الأقطاب الصناعية والتجارية الكبرى. يشار إلى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان قد أشاد بالعلاقات الجزائرية-الاندونيسية في برقية تهنئة بعثها لرئيس جمهورية اندونيسيا السيد سوسيلو بامبانغ يودهويونو بمناسبة احتفال بلاده بالعيد الوطني. وكتب رئيس الجمهورية في برقيته: ''إن احتفال اندونيسيا بعيدها الوطني الذي يتزامن هذه السنة مع إحياء الذكرى الخامسة و الخمسين لمؤتمر باندونغ وحلول شهر رمضان المبارك ليتيح لي فرصة طيبة لأتقدم إليكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وباسمي الخاص بتهاني الحارة مقرونة بأخلص تمنياتي بموفور الصحة والسعادة لكم شخصيا وبإطراد التقدم والازدهار للشعب الأندونيسي الشقيق''. وأضاف رئيس الدولة: ''كما أغتنم هذه السانحة لأعرب لكم عن ارتياحي لجودة العلاقات التي تربط بلدينا ولأجدد لكم استعدادي للعمل معكم على توثيقها بما يعود بالمنفعة على شعبينا. جدير ذكره أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين قد تزايد في السنوات الأخيرة لاسيما مع تحول جاكرتا لبلد مستورد للبترول والذي تشتريه بكثرة من الجزائر نتيجة خصوصيته الكيميائية. وكانت السفيرة السيدة يولي مومبوني ويدارسو قد جددت حين الحديث عن الشق التجاري بين البلدين جددت تقديم عدة مقترحات مشاريع لإقامة وحدات صناعية ومصانع بالجزائر لتشجيع تصدير عدة منتجات باتجاه أندونيسيا وخدمة السوق الجزائرية، مشيرة إلى أن الشركات الأندونيسية مهتمة بالعمل والاستثمار في الجزائر، مذكرة أن جاكرتا تدفع اليوم المتعاملين والمستثمرين الأندونيسيين من أجل إقامة مشاريع صناعية في الجزائر تضمن للجزائر موارد ومواد ومنتجات، فضلا عن إمكانية تصدير جزء من المنتوج للسوق الأندونيسية. يشار أيضا إلى أن تعداد العمال الأندونيسيين بالجزائر يقدرون ب2194 عامل يعملون في مشروع الطريق السيار شرق-غرب من قبل مجموعة كوجال اليابانية. وكان حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وجاكرتا قد عرف تراجعا في عام 2009 مقارنة ب2008 بنسبة 49 بالمائة، وقدرت قيمة المبادلات عام 2009 ب610,217 مليون دولار مقابل 419,589 مليون دولار عام ,2008 بصادرات جزائرية تقدر ب320,54 مليون دولار وواردات ب289,163 مليون دولار. وتقترج جاكرتا اليوم على الجزائر تسويق سيارات أندونيسية الصنع على غرار ''تويوتا إينوفا''، حيث تم التفاوض بشأنها مع ممثل تويوتا بالجزائر، كما تم اقتراح إقامة مصنع لتحويل السمك والمواد الصيدية. ومن أهم المشاريع المقترحة إقامة مصنع في الجزائر للأسمدة، وآخر للمواد الغذائية الزراعية مثل مواد مستخرجة من النخيل والتمور وزيت الزيتون المطلوبة بكثرة في إندونيسيا، وبالتالي تساهم في دعم الصادرات الجزائرية خارج المحروقات، وهذه المشاريع تنتظر الاستجابة أو رد الطرف الجزائري عليها. وقد تمت برمجة زيارة لوفد من البرلمانيين الأندونيسيين بمشاركة الوكالة الوطنية لتنسيق الاستثمار. ونظم لقاء مع الوزير السابق للصناعة وترقية الاستثمار السيد حميد تمار للنظر في تحديد فرص الاستثمار بالجزائر. كما تم تنظيم لقاء مع وزير الصيد البحري السيد إبراهيم ميمون، ولقاءات مع مسؤولين في القطاع للتعاون في مجال التصديق ومراقبة الجودة لكافة منتجات الصيد البحري وإمكانية تصدير المنتوج المصنع بالجزائر باتجاه اندونيسيا وإفريقيا. وأخيرا تم التطرق إلى إمكانية الاستثمار في قطاع السياحة في الجزائر وإقامة فنادق ومنتجعات بالنظر إلى النقص المسجل في هذا المجال، وقد تم تنظيم لقاء مع وزير السياحة السابق السيد شريف رحماني لدراسة إمكانيات تطوير عدد من الأنواع منها السياحة الدينية، والاستفادة من التجربة الإندونيسية، خاصة وأن اندونيسيا تستقطب ما بين 7 إلى 8 ملايين سائح سنويا.