يتواصل التعاون الامريكي- الجزائري في مجال حماية التراث الثقافي، حيث احتضنت الجزائر في هذا الخصوص، بداية الاسبوع الجاري، دورة تكوينية تتعلق بحماية الآثار ومكافحة تهريب الأعمال الفنية، وهذا في سياق تعزيز التعاون بين سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية والحكومة الجزائرية. الدورة أشرف عليها الدكتور بوني جاردينر، مدير البرامج في مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي)، الوكيل الخاص كريستوفر كلاركو، بحضور عدد من القضاة، وممثلين عن مختلف المتاحف، وجمع من ضباط الشرطة. واستمرت الدورة خمسة أيام، ناقش المشاركون فيها مختلف الجوانب المتعلقة بحماية الاثار كجزء من الممتلكات الثقافية مع محاولة الاستفادة من التجربة الامريكية، وفهم السوق ومسار الاتجار الدولي في الآثار، وتقنيات البحث والتحقيق فيما يتعلق بتهريب الآثار والعمليات السرية، والتدريبات العملية وتقديم عروض عن استراتيجيات الوقاية. كما قدم الخبيران الأمريكيان لمحة عامة عن تقنيات التحقيق في الكشف عن الحالات الفعلية في الولاياتالمتحدة وحول العالم. وخصص اليوم الاخير من الدورة التدريبية للأنشطة الميدانية، حيث أجريت للمشاركين تمارين حول محاكاة مواقف الحياة الحقيقية. وكان هذا التدريب فرصة للجانبين لتبادل الآراء والخبرات في مجال مكافحة تهريب الأعمال الفنية في كلا البلدين وسبل مواجهة الأضرار المترتبة عن الظاهرة خاصة أن عائدات التهريب تستخدم في بعض الحالات لتمويل المنظمات والشبكات الإجرامية والإرهابية في جميع أنحاء العالم. الجدير بالذكر أن الجزائر استرجعت شهر أفريل 2008 من الولاياتالمتحدةالامريكية رأس تمثال ماركوس أوريليوس الذي وضع بالمتحف الوطني للآثار القديمة بالجزائر العاصمة، وتم استرجاع هذه القطعة الأثرية بعدما سرقت مع ثماني قطع أخرى سنة 1996 من المركز الثقافي لبلدية سكيكدة وقامت السلطات الجزائرية سنة 2004 بإبلاغ مصالح الشرطة الدولية وزودتها بالوثائق اللازمة، وبموجب ذلك أوقفت المصالح القضائية الأمريكية عملية بيع التحفة الأثرية وتمت مصادرتها في شهر ديسمبر 2006 لإرجاعها إلى الجزائر.