جدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عزم الجزائر على تعزيز شراكتها الإستراتيجية وتفعيلها بما يخدم البلدين ،وتطوير تعاونهما المتوسطي . وقال بوتفليقة في برقية تهنئة بعث بها إلى رئيس الحكومة الاسباني خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو '' وأود بهذه المناسبة السعيدة أن أجدد لكم عزمي على مواصلة الجهود معكم من اجل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي تربط شعبينا وبلدينا . ومن هذا المنظور كان لقاؤنا الأخير بمدريد محطة في مسار تشييد الشراكة الإستراتيجية التي تصبو إليها الجزائرواسبانيا منذ سنين عدة وهي لبنة جديدة تعزز جودة الحوار السياسي والتعاون القائمين بين بلدينا على مختلف المستويات''. وأكد رئيس الجمهورية بذل الطرف الجزائري قصارى جهده '' من اجل الإسهام الفاعل في تنشيط العلاقات الأوربية المتوسطية وفي تحقيق أهدافنا المشتركة المتمثلة في السلم والاستقرار والتعاون في حوض المتوسط''. وأعرب بوتفليقة في برقية مماثلة بعث بها إلى العاهل الاسباني خوان كارلوس عن ارتياحه '' للتقدم المتواصل والكبير الذي تشهده العلاقات بين الجزائرواسبانيا''، مضيفا في الإطار ذاته بالقول ''ولا يفوتني أن أجدد لكم عزمي التام على العمل معكم في سبيل تعميق حوارنا السياسي من اجل تفعيل شراكة إستراتيجية ومتجددة تعود بالخير العميم على بلدينا ''. وكان البلدان قد أكدا خلال البيان الختامي المشترك الذي أعقب الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى اسبانيا في السابع من شهر جانفي الماضي ، على العلاقات الممتازة التي تربطهما، وعلى توسيع تعاونهما في مجال الطاقة والقضاء ومكافحة الجريمة والهجرة الشرعية. وأشاد البيان ذاته بالتعاون الوثيق بينهما في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ، و بدخول الاتفاق الموقع بالجزائر بتاريخ 15 جوان 2008 حيز التطبيق والمتعلق بهذه المواضيع كتقدم ضروري من أجل مواجهة الأشكال الجديدة للانحراف، خاصة وأنهما يرتبطان بتعاون في مجال العدالة القائم منذ سنوات. واتفق البلدان العام الماضي على مواصلة جهودهما الهادفة إلى تجسيد الشراكة الإستراتيجية في مجال الطاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وكذا على ترقية تعاونهما في مجال الري والفلاحة سيما في مجال ترشيد الإنتاج وأنظمة السقي. ولم تكتف مدريدوالجزائر بالاتفاق على مواصلة المباحثات لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بل قررتا إيلاء الأهمية للظاهرة المعاصرة الشاملة للهجرة، كونها تتطلب معالجة ملائمة تقوم على التشاور والتعاون وضرورة مواجهة أسبابها العميقة، خاصة وأن البلدين يعتقدان أن مواجهة ذلك يتطلب تقاربا بين المجتمعين من خلال تنمية التعارف المتبادل عن طريق تنقل الأشخاص وتشجيع وتسهيل التبادلات البشرية بينهما وقال كاتب الدولة المكلف بالشؤون الخارجية و بأمريكا اللاتينية لمملكة إسبانيا خوان بابلو دي لايغليسيا الذي زار الجزائر الشهر الماضي أن زيارته اندرجت '' في سياق العلاقات الإستراتيجية بين إسبانيا و الجزائر'' التي ''من صالح الحكومة الإسبانية تعميقها و تعزيزها و توسيعها''. وأشار دا لاغليسيا إلى أن الجزائر تزود اسبانيا بنحو 35 بالمائة من مجموع واردتها الغازية، و من المقرر رفع إنتاج الغاز من خلال أنبوب الغاز الجديد الذي سيصبح عمليا السنة المقبلة'' مشيرا إلى أن الجزائر شريك ''هام'' في المجال الطاقوي.