على الرغم من القرار الصادر بمنع بيع الماشية قبيل الأسبوع الأخير من عيد الأضحى، تفاديا لفرض منطق الفوضى التي تحكم مناطق عديدة بالعاصمة مع اقتراب كل موعد عيد، فقد شرع الموالون القادمون من البلديات والولايات الداخلية منذ أيام في عرض ماشيتهم للبيع بالعديد من نقاط العرض، وذلك ما وقفنا عليه عبر عدد من بلديات وأحياء العاصمة على غرار الطرق الأربعة بالقبة، حسين داي، العاشور وأماكن أخرى زرناها بالصدفة. وكانت مصالح الدوائر الإدارية وبلديات ولاية الجزائر قد شرعت منذ أعوام في تنفيذ محتوى قرار والي العاصمة القاضي بمنع بيع المواشي والعلف خارج الأماكن المحددة في ملحق القرار رقم 4070 المتضمن الأماكن المرخص لها بالبيع، والذي راسلت بموجبه مصالح ولاية الجزائر العاصمة في وقت سابق، كل البلديات لتطبيق محتوى القرار، إلا أن فرض منطق الفوضى الذي تعود عليه جماعات الموالين الذين يزورون العاصمة مع اقتراب كل موعد عيد الأضحى، لبيع ماشيتهم، صار أمرا مفروغا منه. وقد انطلقت فعلا عمليات عرض الماشية والعلف، والبيع بالتجزئة بالكثير من محلات ومستودعات العاصمة، المخصص بطريقة سرية دون تراخيص لتلك المهمة، وهذا ما عينته ''الحوار'' بإحدى فيلات ''الطرق الأربعة'' بالقبة، وإحدى المحلات بحسين داي والعاشور وكذلك بعدد من مخازن البيع بالجملة ب''السمار''. نقاط البيع هذه التي فتحت لأجل جلب المزيد من الزبائن لقيت استحسانا كبيرا وسط المواطنين الذين يرغبون في اقتناء كبش العيد، قبل الأسبوع الأخير والذي يقول البعض انه يشهد ارتفاعا محسوسا لأسعار الماشية نظرا لتهافت المواطنين على اقتنائها في ساعات متأخرة. في حين تأسف عدد آخر من المواطنين وسكان كل من بلدية القبة والعاشور وحسين داي ممن تحدثنا إليهم انطلاق عمليات البيع الفوضوي التي تتسبب لهم كل سنة في غلق الطرقات بسبب حالة الفوضى التي يفرضها هذا النوع من البيع، فضلا عن انتشار الفضلات والنفايات وبقايا العلف المعروض للبيع بأنحاء التجمعات السكنية. مؤكدين أن قرار منع البيع الفوضوي كان سيحد من حالاات الفوضى التي يتسبب فيها بائعو الماشية حيث تظهر في كل أحياء العاصمة نقاط سوداء جراء اختناق حركة المرور، ناهيك عن الأوساخ والأعلاف التي يخلفها تجار أضاحي العيد في مختلف النقاط الفوضوية التي تعرض فيها.