جدد الرئيس السوري بشار الأسد ربط بلاده الانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ب''وصول إدارة أمريكية جديدة مقتنعة بعملية السلام''، مشيرًا إلى أهمية الدور الأمريكي في عملية السلام كما هو الدور الفرنسي، مؤكدا أن تركيا ستبقى شريك رئيسي في عملية السلام في هذه المرحلة وفي المرحلة المقبلة. وقال الأسد في ختام قمة رباعية تحت عنوان ''حوار من أجل الاستقرار'' ''إن المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل أرجئت بسبب استقالة كبير المفاوضين الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن هذه الجولة كانت حاسمة من حيث تحديد مستقبل هذه المفاوضات. وكشف الرئيس السوري بشار الأسد عن أنّ بلاده قدّمت إلى تركيا وثيقة من ست نقاط، تلخّص مقترحات دمشق العامة من أجل السلام مع إسرائيل، مشيراً إلى أن دمشق تنتظر رداً إسرائيلياً حول تلك الوثيقة، قبل عقد أي مفاوضات مباشرة بين الجانبين، موضحًا أنّ الوثيقة تصلح لأن تكون أرضية مبدئية للمحادثات المباشرة، وأضاف أنه ينتظر وثيقة مماثلة من الجانب الإسرائيلي تشرح موقفه، وكان من المقرر إجراء جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل يوم الأربعاء الماضية، إلا أن الموعد أرجئ بسبب عدم الاستقرار في تل أبيب وإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عزمه الاستقالة على خلفية اتهامه بقضايا فساد, حسبما قال مراقبون. وفي الملف اللبناني، قال الرئيس الأسد إن محادثاتي مع الرئيس (اللبناني ميشال) سليمان تناولت ضرورة دخول لبنان في المفاوضات مع إسرائيل لكن في مرحلة المفاوضات المباشرة، والرئيس سليمان متفق معي حول هذه النقطةس. وكان لبنان أعلن عن رفضه الدخول في مفاوضات مع إسرائيل خلال المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل مشيرا إلى أنه يراقب هذه المفاوضات غير المباشرة عن كثب، وأضاف الأسد أن ''الوضع في لبنان لا زال هشا على الرغم من أن اتفاق الدوحة أبعد شبح الحرب عن لبنان ونحن قلقون إزاء ما يحصل في طرابلس''، وحول العلاقات الدبلوماسية بين سورية ولبنان قال الأسد في القمة إن ''هناك إجراءات قانونية تتم الآن لإعلان علاقات دبلوماسية بين سورية ولبنان. من جهة أخرى اعتبرت سوريا بان القمة الرباعية التي ضمت فرنسا وقطر وتركيا الى جانب سوريا شكلت ''منعطفا تاريخيا'' ومفصل سياسي هام'' كرس دور دمشق. وقالت أن القمة شكلت ''حدثا سياسيا مهما جدا على صعيد العلاقات بين الدول الأربع وعلى صعيد الوضع الإقليمي والدولي''، وقد شارك في ''قمة الحوار من اجل الاستقرار'' التي انعقدت الخميس الماضي في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي ترأس بلاده مجلس التعاون الخليجي ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الذي تقوم بلاده بالوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل. واشنطن تتحفظ على زيارة ساركوزي لسوريا نفى نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل أي تراجع أو تغيير في موقف الإدارة الأميركية من لبنان، وأبدى تحفظه على زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق قبل لمس تغيير في الموقف السوري، وأكد هيل أن الإدارة الأمريكية تتابع عن كثب زيارة ساركوزي إلى دمشق وأن لدى باريس وواشنطن هدفاً مشتركاً في الشرق الأوسط، والمقاربة حيال سوريا يجب أن تبقى محدودة حتى تظهر أدلة ملموسة على أنّ دمشق تقدم تغييراً في سياستها الإقليمية. كما رأى أن ''العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وبيروت ليست مرتبطة بالسفارات فقط بل هي احترام متبادل وعلينا أن ننتظر ونرى''، مشدداً على أهمية ترسيم الحدود بين البلدين.