تشهد أسعار الخضر خلال هذه الأيام الأخيرة قبل عيد الأضحى ارتفاعا فاق كل التصورات ، وهي أسعار أفرزت سخطا شديدا لدى المواطنين الذين تهجموا وانتقدوا بشدة التجار على اعتبارهم يستغلون المناسبات الدينية لأجل الربح السريع دونما حمل على مأخذ الجد الوضع الاجتماعي للعائلات لا سيما منها عديمة الدخل. وقد طالب المواطنون الجهات المسؤولة ضرورة الوقوف بجدية عند تصرفات التجار واتخاذ كامل الإجراءات لوضع حد لهم وأولها تسليط عقوبات صارمة ضدهم و بمراقبتهم خلال كل المناسابات الدينية. انتقد سكان الأحياء الشعبية تصرفات التجار الذين بالغوا في أسعار الخضر والفواكه التي أثرت على ميزانياتهم المالية وباتوا يقتنون متطلبات اليوم بالكيلوغرام الواحد ، حيث وصل سعر الكيلوغرام من البطاطا إلى 60 د.ج في حين وصل سعر الجزر والكوسة إلى 60 د.ج ولكن البصل لم يرتفع سعره كثيرا خاصة وأن الكيلو غرام الواحد منه يقدر بقيمة 25 د.ج أما سعر الفلفل الأخضر يقدر ب 60 د.ج. فيما سجل سعر اللحوم الحمراء رقما قياسيا جديدا بلغ ال1150دج. المواطنون: التجار جشعون والقضاء على الأسواق الفوضوية زاد من جشاعتهم من بين أهم الأسواق التي كانت ملجا للعائلات الجزائرية على اعتبار اسعاره معقولة هو سوق باش جراح '' ميلود برينيس'' ، بيد أنه هذه المرة التحق تجار هذا السوق بركب تجار الأسواق الاخرى بعد أن عمد وا إلى الرفع من سعر الخضر و الفواكه وحتى اللحوم ، وهو ما تذمر له المتسوقون الذين كانوا يسترزقون من الأحياء الفوضوية. وقد ارتفعت أسعار الخضر والفواكه بطريقة جنونية، الأمر الذي لا يعكس تماما العلاقة بين الأمرين لان المستهلك داخل السوق يحس وكأنه في حيدرة أو الأبيار أين تشهد الأسعار ارتفاعا على مختلف الفصول.كما أكد البعض الآخر من المواطنين أنهم لم يتنفسوا،خاصة وأنهم يستعدوا لشراء الأضحية، الأمر الذي أرهق تفكيرهم بين مستلزمات العيد من جهة والأضحية من جهة أخرى. هذا وقد أكد المستهلكين أنهم باتوا يتحايلون في طريقة اقتناء الخضر لأنه لا يمكن الاستغناء عن الخضر مهما كان نوعها سيما وأنهم ملزمون بشرائها. أكد مختلف المواطنين الذين التقتهم '' الحوار'' أن ارتفاع أسعار الخضر سببه الرئيسي هو القضاء على الأسواق الفوضوية، حيث اغتنم تجار سوق ميلود برينيس الفرصة لإلهاب الأسعار دون أن يفكروا في الزوالية الذين يسترزقون في بعض الأحيان من الخضر التي ترمى بالنفايات من طرف هؤلاء التجار، إلا أن اغلب المواطنين باتوا يفضلون اقتناء حاجياتهم من بعض الأسواق المتواجدة على مستوى البلديات الأخرى كسوق سيدي موسى أو السوق المتواجد على مستوى بلدية بئر خادم، وعلى الرغم من أن فارق سعر الخضر بين هذه الأسواق ليس كبيران إلا أنهم يفضلونها ويقصدونها بكثرة. لم يستوعب المواطنين لحد الضدنا بعض المواطنين الذين اعتادوا على شراء الكبش مذبوحا بسبب عدم قدرتها الشرائية، إلا أنهم أكدوا لنا أنهم لم يجدوا الحل المناسب هذه السنة بسبب الارتفاع اللهيب لأسعار اللحوم الحمراء من جهة، حيث كشف لنا البعض أن بلغ الكيلو غرام الواحد 850 في باش جراح ب850 د. ج بينما بلغ بقصابات باب الزوار ال1150 دج. وبسبب ارتفاع الأسعار بطريقة غريبة بات المواطنين يتحدثون بغضب معبرين عن امتعاضهم واستيائهم الكبير نتيجة عدم توازن العرض والطلب، مؤكدين أن هم التجار جيوبهم ليس أكثر. سوق كلوزال يضاعف في أسعار الخضر قصدنا سوق كلوزال المعروف على مستوى الجزائر العاصمة والذي يعتبر مقصد السكان الذين لم يجدوا حلا لاقتناء حاجياتهم بسبب انشغالاتهم التي لا تنتهي طيلة الأسبوع، حيث وضل سعر البطاطا إلى البطاطا إلى 60 د.ج في حين وصل سعر الجزر والكوسة إلى 80 د.ج، كما أن سعر البصل وصل إلى 40 د.ج ، في حين وصل سعر الخس إلى 130 د.ج الأمر الذي أعرب فيه عن تذمرهم. وما زاد من استياء هؤلاء المواطنين هو ارتفاع اللحوم البيضاء التي وصل سعر الكيلوا منها إلى 30 د. ج مما يتعذر عليهم اقتنائه في حالة اقتناء اللحوم التي أثرت عليهم، خاصة وأن الكثير منهم يفضل شراء الكبش مذبوحا وهذا الأمر يدخل في إطار معيشتهم الخاصة، حيث أنه وعلى الرغم من أن مختلف المواطنين الذين تحدثنا غليهم لا يتعدى عدد أفراد أسرتها خمسة أشخاص إلا أن سعر اللحوم لا يتماشى واحتياجاتهم الاقتصادية، مضيفين أن الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء خلال هذه الفترة لايمكن تفسيرة بارتفاع الطلب وانخفاض العرض كون الارتفاع الذي حصل على اللحوم ينذر بارتفاع حاد لأسعارها خلال الأيام المقبلة وتساءل آخرون عن ضعف الرقابية مع ارتفاع الأسعار غير المبرر وعدم اخذ تدابير احترازية قبيل الأيام القليلة التي تفصلنا عن عيد الأضحى لكبح جماح ارتفاع أسعار اللحوم التي تفضلها الغالبية العظمى من المستهلكين. رغم تذمر المواطنين معادلة العرض والطلب تفرض نفسها في الأسواق بعد الاستطلاع الذي قادنا إلى بعض الأسواق المتواجدة على مستوى العاصمة رفضنا مغادرتها إلا بعد أن نتحدث إلى التجار الذين يضربون عرض الحائط بتصرفاتهم في وضع الأسعار مثلما يحلو لهم، إلا يبررون تصرفاتهم بأن معادلة الطلب الحاصلة في السوق تعتبر مؤشرا كبيرا في ارتفاع الأسعار، في حين يكون العرض قليلا، حيث أكد البعض منهم أن المزارعين الذين يتعاملون معهم لا يجلبون لهم السلع بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة، مما يتعذر عليهم إخراج البطاطا والبصل وغيرها من الخضر الأخرى مما يؤدي بطبيعة الحال إلى اشتعال نيران الأسعار على مستوى الأسواق وفقا للقاعدة التي تنص على أن قلة العض تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.