وافق المصرف الأوروبي للاستثمار وهو الذراع المالي للاتحاد الأوروبي رسميا عن تكريس مبلغ 500 مليون أورو لتمويل استكمال بناء مد أنبوب ميد غاز الذي سينطلق من مدينة بني صاف وصولا إلى مدينة ألميريا بجنوب إسبانيا. وأوضح البنك في بيان له بلكسمبورغ أن المبلغ المقدم يمثل نصف التكلفة الإجمالية للمشروع الذي يرتقب أن يدخل حيّز التشغيل العام المقبل، وسيسمح بنقل زهاء 8 مليار متر مكعب من الغاز الجزائري سنويا إلى دول الاتحاد الأوروبي. وتولي الدول الأوربية أهمية كبيرة لمشروع ''ميد غاز'' الأمر الذي من شأنه أن يقلل من تبعية دول القارة العجوز للغاز الروسي، الذي تحول إلى أداة تحركها الحسابات السياسية والإستراتيجية روسيا في نظرها زبائنها في أوربا الغربية، ولا سيما بعد أزمة الشتاء الأخيرةبين موسكو وكييف التي زادت من حتمية تنويع مصادر التموين بالطاقة. وصرح متحدث باسم المجمع المكلف بإنجاز مشروع الأنبوب البحري ''ميد غاز''، الرابط بين الجزائروإسبانيا، سيكون جاهزا لبدء ضخ الغاز الطبيعي في الثلاثي الرابع من العام الجاري، حيث بلغت تكلفته الإجمالية ب 900 مليون أورو، سيدخل حيز التشغيل في بداية سنة .2011 وأشار نفس المسؤول إلى أنه قد تم تكليف 5 شركات متعددة الجنسيات بعملية إنجاز الأنبوب خلال شهر فيفري من السنة الماضية، حيث يضم مجمع ''ميد غاز''، شركة سوناطراك بنسبة 3 بالمائة والإسبانيتين تيبسا وإيبردرولا بنسبة 20 بالمائة لكل واحدة منهما، إلى جانب غاز فرنسا وأنديسا بنسبة 12 بالمائة لكل واحدة منهما. تحصل خط أنبوب الغاز ''ميد غاز'' على شهادة النوعية والجودة ''إيزو ''9001 التي تعتبر المرجع الرئيسي لمعايير حسن الأداء عبر العالم، والتي تعد أيضا ضمانا لنوعية الإنجاز ودقة الحسابات الداخلية التي سطرتها إدارة المجمع، كما يعتبر الخطوة الأولى نحو الحصول على شهادات المطابقة للمعايير البيئية ''إيزو ''14001 ومعايير السلامة ''أو. أش. أس. أ. أس ,''18001 خاصة مع تعهد إدارة مجمع ''ميد غاز'' بالالتزام المطلق لمتطلبات السلامة والبيئة إلى جانب جودة مراقبتهما، ويشكل هذا الالتزام خطوة إيجابية نحو تحقيق المزيد من المكاسب.