تحت أنغام ''أنا طويري'' و''مال حبيبي مالو'' افتتح رواق المعهد الوطني العالي للموسيقى لقاء فضيلة دزيرية إحياء لذكرى رحيلها الأربعين بحضورفنانين وأصدقاء وأقارب الفنانة. اللقاء الذي نظم بمبادرة من جمعية ''أحباب الفنانة فضيلة الدزيرية'' شهد عرض فيلم وثائقي للمخرج محمد لحبيب حشلاف مؤلف مجموعة من أغانٍ للفنانة الراحلة فضيلة الدزيرية تم إنجازه سنة 1980 وموسيقى من تأليف حداد الجيلالي. وصرحت رئيسة الجمعية المشرفة على تنظيم هذا اللقاء وإحدى أقارب الراحلة فضيلة الدزيرية السيدة راضية سالمي أن هذا يوم مميز لأنه يمثل مناسبة للاحتفال بذكرى ''امرأة عظيمة. لم يكن لدي الحظ لأتعرف جيدا على فضيلة الدزيرية لأنني كنت أبلغ سبع سنوات عندما التحقت بالرفيق الأعلى، ولكن على غرار المرأة الفنانة التي يعرفها الجميع لازلت أحتفظ بصورة المراة الطيبة والبسيطة''، مؤكدة أنه تم إنشاء جمعيتها خصيصا لترقية ذكرى الفنانة الراحلة فضيلة الدزيرية وإحصاء تراثها الفني. كما اعربت سالمي عن إعجابها الكبير بشخصية الفنانة فضيلة الدزيرية وكذا بخصالها الإنسانية العديدة، حيث إنها كانت دائما في خدمة ومساعدة المعوزين كما كانت تعكس رمز المرأة المتفهمة والبسيطة والطيبة التي لم تكن تدخر أي جهد للاستماع للآخرين''، معلنة عن أملها في إنشاء نادٍ نسوي فني متخصص في الموسيقى الأندلسية والحوزي''. من جانبه اعتبر الملحن مصطفى سحنون الذي كان يرافق الفنانة على آلة البيانو في عدة جولات فنية وطنية، أن المغنية فضيلة الدزيرية هي عميدة الموسيقى الأندلسية في فترة كان من الصعب بالنسبة لامرأة أن تفرض نفسها في الساحة الفنية. ''كان صوتها المميز يعكس أجواء الحياة في مدينة قصبة الجزائر ولحد الآن لم نتمكن من العثور على صوت جديد يشبه صوتها بالرغم من الفنانات اللواتي يؤدون بشكل جيد هذا الطابع الموسيقي''. ولدت الفنانة فضيلة الدزيرية يوم 25 جوان 1917 بالجزائر العاصمة واسمها الحقيقي فضيلة مدني وباشرت حياتها الفنية في سن مبكر حيث كانت تقلد المعلمة يامنة دون أن تفوت حفلة من حفلاتها. والتحقت بفرقة مريم فكاي خلال سنوات الثلاثينيات التي كانت تحيي سهرات فنية بالجزائر العاصمة. وفي اول تسجيل فني لها قامت بإعادة اداء ''إنقلاب'' بعنوان رشيق القد وفي سنة 1949 قامت بتسجيل أول أسطوانة لها بعنوان ''مال حبيبي مالو''. وإختارها رجل المسرح محيي الدين بشطارزي لتنشيط الأجزاء الموسيقية في جولاته المسرحية ولتشارك بعدها كممثلة في بعض المسرحيات التي كانت تعرض عبر كامل التراب الوطني لا سيما مسرحية ''ما ينفع غير الصح'' و''دولة النساء'' و''عثمان في الصين''. وبعد الإستقلال التحقت فضيلة الدزيرية بالإذاعة والتلفزيون الوطني حيث قامت بعدة تسجيلات وتوفيت بتاريخ 6 اكتوبر 1970 بالعاصمة. ن. ت