أحيت جمعية أحباب فضيلة الدزيرية نهاية الأسبوع الفارط، حفلا فنيا تكريميا لروح واحدة من أعمدة الأغنية الجزائرية الملتزمة الفنانة ''فضيلة الدزيرية''، وذلك بمناسبة حلول الذكرى ال 92 لميلاد الفنانة. حفل التكريم شهد مشاركة نخبة من أشهر الأسماء الجزائرية أمثال الملحن ''شريف قرطبي'' والمغني ''بن زينة '' والممثلة عايدة، حيث أعرب هؤلاء عن احترامهم وسعادتهم بمثل هذه الوقفات التكريمية واللفتات التقديرية لأعمدة الفن الجزائري الأصيل . من جهتها اعتبرت رئيسة الجمعية ''راضية سالمي'' تكريم روح الفنانة فضيلة الدزيرية تكريما للأغنية الحوزية، وذلك لارتباط مسار المرحومة بالمسار العريق للأغنية الحوزية، موضحة أن أهم أهداف جمعيتها المساهمة في الحفاظ على التراث الموسيقي العاصمي ومحاولة دفعه إلى الواجهة كما كان دائما. وتواصل الحفل الذي كانت بدايته مسكا انبعث عبيره عبر أنغام الزرنة التي افتتحت فعالياته بإيقاعات عاصمية هزت قاعة موڤار بوخاري بالمعهد العالي للموسيقى بتكريم الموسيقي الكبير ''مصطفى سحنون'' الذي يعتبر من أكبر وأهم الموسيقيين الجزائريين الذين رافقوا الرحلة الغنائية للمرحومة فضيلة الدزيرية وكذا تقديم بعض من الوصلات الغنائية التي غنتها الفنانة والتي مازالت راسخة في ذاكرة الأرشيف الموسيقي الجزائري، على غرار أغنية ''مال حبيبي مالو'' والتي قدمت بصوت الفنانة ''كاميلا نور''، حيث أطربت الحضور عبر كوكتال غنائي بباقة من أجمل أغاني المرحومة فضيلة الدزيرية الذي رقص وتجاوب معها إلى حد كبير. وللتذكير فإن المرحومة ''فضيلة الدزيرية واسمها الحقيقي مدني فضيلة تعتبر، ودون منازع، هرما من أهرام أغنية الحوزي، هي من مواليد حي بولوغين في 25 جوان من العام .1917 بدأت مشوارها الغنائي في سن مبكرة رفقة ''يامينة بنت الحاج المهدي». وتابعت الفنانة مسارها الفني الذي لم يقتصر على إحياء حفلات الأعراس العاصمية كما كان حال نظيراتها في تلك الفترة بل تعداه إلى تقديم عدد من الحصص التلفزيونية والإذاعية المتميزة رفقة ألمع أسماء الغناء العاصمي الملتزم كحصة ''من كل فن شوية'' تحت إدارة عدد من أكبر الفنانين أمثال حداد الجيلالي وحشلاف وهم من كانوا أساتذة الفنانة. توفيت فضيلة الدزيرية العام 1970 مخلفة رصيدا محترما من الأغاني التي أثثت فضاء الأغنية الجزائرية.