معذرة للقارئ الكريم ولقلمي إن جريته وجرجرته مرغما، كما ستفعل وثائق ويكيليكس وتبعاتها وانجر أنا أيضا إلى كتابة بعض الكلمات التي أريد أن أصور وليس بالصورة بعض الصور الإباحية التي أصبحت مباحة، لمن سيشملهم أو بالأحرى سيعريهم ما أصبح يسمى بموقع ويكيليكس، والذي اجزم وأكاد اقسم انه جاء على المقاس، وبفعل فاعل له شأن فاعل وفعال في التأثير على سياسة العالم اجمع. أول ما تذكرته وتصورته عندما ظهر وشاع خبر موقع ويكيليكس وما يحمله من رزم وحزم من الوثائق السرية الفاضحة، التي هبت كالعاصفة الحلزونية رفعت كل شيء إلى الأعلى وكشفت العورات، وكانت مثل الأعاصير التي تأتي على كل شيء مصمم فتكشف العيوب وتحرج كبار المهندسين، تذكرت الكثير من القصص التي وقعت إبان ثورة التحرير الجزائرية، وهو المثال أو العبرة الأقرب إلينا نحن كجزائريين عن مصير الخونة والعملاء الذين كان مصيرهم القتل من طرف المحتل بعد التخلي عنهم بمجرد نخر ما توفر لديهم من معلومات فتنتهي حياتهم بانتهاء مهامهم القذرة، وكان يحدث ذلك على العلن و أمام الملأ، اليوم وفي ثورة ويكيليكس أرى كما يرى البعض أن هذه الوثائق سوف تأتي أو تكون على هذا النحو، بمعنى أن من أراد لهذه الوثائق أن تكون أو من سمح لها بالخروج إلى العلن، له نية فضح كل من كان يعمل من تحت الطاولة وتطاول على القيم الإنسانية والأخلاق المهنية وكل الأعراف لتظليل الرأي العام، اعتقادا منه أن الحال سيظل على حاله هذا من جهة، ومن جهة ثانية إن الفاعل كذلك وصل إلى مرحلة التخلي عن مرحلة سياسية من الزمن بكل ما حملت وربما يفكر أو دخل فعليا في مرحلة سياسية جديدة، ويريد أن يترك من ورائه العالم يتخبط ويسبح في الماء العكر الذي لا سباحة فيه غير الإباحة والكلام القبيح، نعم هكذا أصور وثائق ويكيليس وأتصور أن كل من ستشملهم هذه الوثائق وفي الغالب هم من ''شواذ السياسة'' الذين وقعوا ضحية الكامرات الخفية التي نصبت لهم إبان حقبة توليهم زمام الأمور لشأن ما في مكان ما بدون دراية منهم، ولغباء شاذ في عقولهم صورت لهم مناظر خليعة لحماقة سياساتهم واحتفظت بها للأرشيف والتاريخ، وصدقوني أن وثائق ويكيليكس لن تكشف عن أي ايجابي بل عن الأحلى المر والحقيقة التي دائما تكون مرة لأنها لو كانت حلوة من الأساس ما خفيت ليبحث عنها الناس، وعلى هذا الأساس فان السواد الأعظم من رواد الوثائق أو الشخوص في هذا الفيلم ''اكس'' يتمنون لو انه فعلا صورت لهم أفلام إباحية ''إكس'' بدل عن ما سوف تكشفه وثائق ويكيليكس، وأسال هنا صراحة عن موقعنا نحن العرب من موقع ويكيليكس وكيف سنظهر فيه ؟ لكن ورغم عدم درايتي إلا أني أعود لأجزم واقسم انه سوف يكون لنا رقما قياسيا وربما بطولي في موقع ويكيليكس نستطيع الدخول به أو بالأحرى يجرنا لأخذ حيز لا باس به في صفحات كتاب قينيتس بدون أدنى شك ،المفارقة الطريفة وربما المنظر الأكثر إباحة في هذا الفيلم يخص من أراد لوثائق ويكيليكس أن تخرج إلى العلن واستثنى من ثورته الإباحية هذه الكيان الصهيوني الغاصب وهنا لا يسعنا إلا أن نضع نقطة تعجب وننسحب ونبقى نترقب.