لم يكن متوقعا أبدا فوز قطر بشرف تنظيم دورة مونديال ,2022 ولم يكن متوقعا أكثر من ذلك بكثير أن يتصرف الرئيس الأمريكي أوباما بتلك الطريقة، ليس لأنه أعلن عن خيبة أمله فور تلقيه خبر حرمان بلده من شرف التنظيم، لكنه تصرف كمن يتنكر تماما لما وصلت إليه واحدة من بين أهم الدول العربية الخليجية، التي صار من الطبيعي جدا أن يعترف لها الجميع بقوة الإنجازات وحالة التعمير والبناء وكذا الرقي والتطور التكنولوجي الذي ما فتيء يتصاعد، حتى صار من الطبيعي جدا أن تنتزع هذه الدولة العربية لقب تنظيم المونديال من اكبر وأضخم وكذا أعظم الدول الغربية، اختطاف لا يقدر بثمن، .. وللأمانة والحقيقة الحقيقة فقط، فإننا كنا على يقين كبير بأن قطر قادرة تماما على إثبات طاقاتها وقت ''الصح''، من زيوريخ السويسرية، لم يتوان الجزائريون إطلاقا ومثلما اعتادنا الجميع، في الخروج للاحتفال برفع الرايات الوطنية والقطرية إعلانا منا لنشوة الفوز وافتخارنا بالحدث. الغريب كيف لرئيس دولة بحجم أوباما أن يشكك في قرار واختيارات ''الفيفا''، وأن يقولها صراحة ''الخيار خاطئ، وسيء جدا''، إنما يعني شيئا واحدا فقط، هو اعتراف ضمني بقوة المنافس الذي عرف كيف يختطف من أمريكا فرصة تعزيز الاقتصاد الأمريكي وتطوير كرة القدم في وطنه. أمريكا لم تكن وحدها في خيبة أملها، فإسرائيل الحقيرة التي راحت ساعات قليلة فقط عقب التتويج، تدق ناقوس الخطر بشأن إمكانية تعرض الجماهير الكروية في قطر للاعتداءات والخطر، حجة تريد من ورائها إسرائيل إقناع الرأي العام أن قرار ''الفيفا'' لم يكن صائبا البتة، وكأن شرف تنظيم المونديال كان سيكون دون خطورة تذكر لو تشرفت أمريكا باحتضانه. الحقيقة أن أمريكا، بريطانيا وإسرائيل لم تكن البلدان الوحيدة الرافضة لقرار ''الفيفا''، بل حتى العديد من الدول العربية هي الأخرى ممن تعودت ''دايما'' ركوب موجة ''التفرعين''، لم يسرها الأمر بقدر ما ساءها، وهي التي لا ترى سوى ''مخروجها''، وكأنها تردد المثل الذي يقولك '' أنا وأنا وغيري ماكاش''. احتضان قطر أول دولة عربية لمونديال كرة القدم، سيمنحنا جميعا كعرب ومسلمين، شرف الافتخار بأن يحط كأس العالم رحاله بأرض مشرقية، لأول مرة في التاريخ، وهي حقيقة تاريخية استطاعت قطر تحقيقها في بضعة سنوات ب''الفعل''، وليس ب''الأقوال''، مثلما عودنا عليه البعض، وهكذا بالتحديد فلنقل للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت، أمير قطر الذي زار الجزائر في اليوم نفسه الذي تلقى فيه نشوة الانتصار يدرك جيدا أننا ندعم دائما الصادقين بالكثير من الفخر والاعتزاز.