يتعامل المحتل الصهيوني مع القدس على أنها العاصمة الأبدية لكيانه الغاصب، ويتسابق مع الزمن لتغيير وتزوير الوقائع على الأرض، فيتعامل مع الأسرى المقدسيين على أنهم جزء لا يتجزأ من مدينة القدس بل يعتبرهم خائنين للكيان الغاصب، ويعتقلهم ويزج بهم في غياهب السجون لأبسط الأسباب أو حتى بدون أسباب، فقد يكون سبب الاعتقال التواجد أو الصلاة في ساحات المسجد الأقصى، أو المشاركة في اعتصام سلمي يطالب فيه بإحقاق الحقوق، وقد يكون المعتقل طفلا مارا في الشارع اعتقل بحجة أنه يشكل خطر على أمن إسرائيل. فقضية الأسرى المقدسيين تعتبر من القضايا المؤلمة والمعقدة في تاريخ الصراع مع المحتل، فهم يعيشون معاناة الأسر مضاعفة، فكبقية إخوتهم الأسرى الفلسطينيين فإنهم يتعرضون للتضييق والتهميش وسوء العناية الطبية، ومحاولات كسر الإرادة و الإخضاع، وتكمن معاناتهم باستثنائهم من جميع صفقات التبادل والمحادثات السياسية، وتفرض عليهم قوات الاحتلال معايرها الظالمة والحاقدة، فترفض إطلاق سراحهم كونها تعتبرهم جزء من كيانها الغاصب، وتتعامل معهم أنهم شأن إسرائيلي داخلي، وترفض أن يتدخل بشأنهم أي طرف دولي أو عربي أو إسلامي. تهمة الخيانة .. حجة إسرائيل ضد الأسرى المقدسيين تجبرت إسرائيل في فرض أحكامها وعقوباتها على أسرى القدس وأصدرت بحقهم عقوبات قاسية من ناحية عدد سنوات الأسر، وأدرجت في لائحة اتهام كل أسير مقدسي بند إضافي وهو بند الخيانة، وبالتالي كانت العقوبات مضاعفة عليهم دون غيرهم من الأسرى في نفس التهمة، وتحتل القدس المرتبة الأولى بين محافظات فلسطين في أعداد الأسرى أصحاب الأحكام العالية وكذلك قدامى الأسرى، إذ يقبع حاليا 248 أسير مقدسي داخل سجون الاحتلال من حملة الهوية الزرقاء، منهم 76 أسيرا يقضون حكما بالسجن المؤبد والذي تبلغ عدد سنواته 99 عام، ويوجد بين الأسرى من يقضي حكما بالسجن المؤبد لأكثر من مرة حيث يقضي على سبي الذكر الأسير وائل قاسم إبن قرية سلوان حكما بالسجن المؤبد 35مرة إضافة إلى 50 عاما أي أن مجموع الحكم يبلغ 3515 عام، وهنالك من الأسرى من يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لعشرين مرة، إضافة إلى ذلك فإن الأسيرة المقدسية آمنة منى وهي أقدم أسيرة فلسطينية داخل سجون الاحتلال، تقضي حكما بالسجن المؤبد ومضى على اعتقالها عشر سنوات، وكذلك الأسيرة المقدسية سناء شحادة وتقضي حكما بالسجن المؤبد 6 مرات. وهذا حسب تصريحات رئيس لجنة أهالي أسرى القدس الشريف، أمجد أبو عصب. يقبع في سجون الاحتلال 22 أسيرا مقدسيا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما، وخلال الأيام القليلة القادمة يدخل الأسير المقدسي فؤاد قاسم الرازم عامه الواحد والثلاثون على التوالي داخل سجون الاحتلال، وهو أقدم أسير مقدسي و رابع أقدم أسير فلسطيني داخل السجون، بينما يقبع الأسير الضرير علاء الدين البازيان منذ 29 عام دون كلل أو ملل، يعيش مع بقية الأسرى دون الأخذ بعين الاعتبار حالته المرضية الصعبة، فقد أصيب قبل 31 عام و فقد بصره في المعركة، وساومه المحققون الصهاينة على الاعتراف من أجل تقديم العلاج، إلا أنه أصر على عدم البوح بأسراره فكان جزاؤه الإهمال الطبي الذي أفقده البصر في كلتا عينيه. وفقا لنفس المصادر. أوسلو.. وأسرى القدس مع توقيع اتفاقية أوسلو أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن عدد لا بأس به من الأسرى وأبقت على مجموعة كبيرة منهم، حيث استبعدت من الإفراجات الأسرى المقدسيين وأسرى الداخل الفلسطيني ومجموعة كبيرة من كبار قادة الحركة الأسيرة، وربطت مصير الأسرى المقدسيين بملف القدس الذي تم تأجيله لمرحلة متأخرة من مفاوضات الحل النهائي والتي لم تعقد بعد بالرغم من مرور ما يزيد عن سبعة عشر عاما، ومع تعثر المفاوضات ومراوحتها مكانها لم يعد لملف القدس أي مكان في المفاوضات، بل تعنت قيادة الكيان الغاصب بوصف القدس أنها العاصمة الموحدة والأبدية لدولة إسرائيل، فدفع الأسير المقدسي الثمن مزيدا من سنوات العمر داخل الأسر، فكان عدد الأسرى القدامى في مدينة القدس هو الأعلى على مستوى محافظات الوطن، وسقط عدد كبير من الشهداء داخل السجون كان آخرهم الشهيد محمد حسن أبو هدوان الذي سقط شهيدا داخل سجن الرملة بعد أن أمضى ما يزيد عن 20 عاما، وكان عمره قد تجاوز 68 عاما، وكان يقضى حكما بالسجن مدى الحياة. صفقات التبادل جرت أكثر من 34 عملية تبادل مع الكيان الغاصب منذ سنوات طويلة وفي عدد كبير شملت الصفقات أسرى مقدسيين، وكانت باكورة تلك العمليات التي حصلت في العام 1985 والتي فرضت فيها المقاومة أجندتها بشكل واضح، فقد أفرجت فيها سلطات الاحتلال عن 1500 أسير فلسطيني مقابل إفراج الجبهة الشعبية القيادة العامة عن ستة جنود إسرائيليين أسروا خلال المعارك، وقد حدثت بعدها عدة صفقات تبادل والتي كان آخرها مع حزب الله، والتي ومع الأسف لم تلبي طموحات وآمال أسرى مدينة القدس، فاستطاع الاحتلال الإسرائيلي أن يفرض معادلته باستثناء هذه الشريحة من الأسرى، وكذلك حصل مع أسرى الداخل الفلسطيني والأسرى العرب من الجولان العربي السوري المحتل. ولجأ الاحتلال الإسرائيلي إلى مراوغة واضحة يمكن أن ترجمها على أنها ذر للرماد في العيون، حينما كان يعلن عن خطوات تسمى بإجراءات حسن نوايا، ومن بينها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، فقد أطلق الكيان الغاصب وفي أكثر من مناسبة سراح مجموعة من الأسرى الذين تبقى من محكومياتهم أيام قليلة، وكان يظهر أمام العالم أنه يخطوا خطوات إيجابية نحو السلام، إلا أنه في نفس الوقت كان يتعمد بأن لا تشمل هذه الإفراجات أي أسير من مدينة القدس، ولهذه الخطوة مدلولاتها الإحتلالية العنصرية بأن إسرائيل ترفض اعتبار القدس مدينة محتلة، وأن أهلها جزء من الكيان الإسرائيلي ولا يحق لأي جهة التدخل بشأن أسرى مدينة القدس. مصادرة الحق السياسي تحاول سلطات الاحتلال جاهدة مصادرة الحق السياسي لأسرى القدس من خلال عدم الاعتراف بفلسطينيتهم وهويتهم الوطنية، فغالبية أسرى القدس معزولين في سجن جلبوع المركزي المقام على أراضي مدينة بيسان التي احتلت في عام ,1948 وترفض سلطات الاحتلال بأن يلتقي أسرى القدس والداخل الفلسطيني وكذلك أسرى الجولان المحتل بأسرى الضفة الغربية وقطاع غزة، وتمارس فصلا عنصريا عليهم، وكذلك ترفض إدارة السجون بأن يحصل أي لقاء ما بين وزير شؤون الأسرى الفلسطيني مع أي أسير مقدسي، بحجة أن أسرى القدس ليسوا فلسطينيين، وترفض إدارة السجون الإسرائيلية كذلك بأن تتلقى مخصصات ( الصرف) المرسلة لأسرى القدس من قبل السلطة الفلسطينية وذلك لنفس الأسباب، فهي بهذه التصرفات تؤكد على نهجها الظالم والعنصري بأن أسرى القدس شأن داخلي إسرائيلي. حي سلوان المقدسي .. تاريخ حافل بالاعتقالات وفقا لشهادات وأرقام رسمية صادرة عن لجنة أهالي أسرى القدس الشريف، يعد حي سلوان أكثر أحياء القدس تضررا من الاعتقالات الممارسة في حق ساكنته. والأرقام التالية تظهر جزء من ذلك: أكبر عدد أسرى معتقلين يتركز في بلدة سلوان 50 أسير. أكبر عدد أسرى مقدسيين محكومين مدى الحياة موجود في بلدة سلوان 22 أسير. أكبر تجمع لأسرى محكومين مدى الحياة داخل سلوان هو في عين اللوزة .7 أقدم أسير مقدسي هو من سلوان ? الأسير وائل قاسم. أكبر عدد أفراد عائلة مقدسية معتقلين هم عائلة العباسي وعددهم .8 3 منازل مغلقة للأسرى المقدسيين في سلوان. أقدم أسيرين شقيقين هما من سلوان عبد الناصر وطارق الحليسي. أقدم أسير مقدسي معزول وأيضا من سلوان عبد الناصر الحليسي. هدم منزل أسير مقدسي، وسام العباسي من سلوان. لجنة أهالي أسرى القدس ومعاناة تثبيت مواطنة المقدسيين لقد حرمت اتفاقيات أوسلو الموقعة عام 1993 السلطة الفلسطينية من أي وجود ''سيادي'' في القدس، وأجلت كل قضاياها بما فيها قضية أسراها، جملةً واحدة إلى مباحثات الحل النهائي التي لم يتوصل خلالها إلى أي تسوية، وعلى هذا الأساس فإنه من واجب السلطة الفلسطينية أن تعمل على، تثبيت المواطنة الفلسطينية لأهالي القدسالفلسطينية بشكلٍ نهائي غير قابل للنقاش. ووضع قضية الأسرى عموما والمقدسيين خصوصا على رأس أولويات السلطة الفلسطينية، ودعم موقف الفصائل المقاومة لتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال. تقديم المساعدة القانونية المجانية للأسرى المقدسي منذ لحظة اعتقاله، وإن تعذّر القيام بذلك لارتفاع الكلفة الماديّة، فمن الممكن تكليف محامين يختصون بزيارتهم باستمرار والإطلاع على أوضاعهم ومشاكلهم. الفصائل الفلسطينية هي الطرف الذي يقود النضال الوطني الفلسطيني بمختلف أشكاله وبرامجه، وهم طرف أساسي في الفعل والقدرة على تحرير هؤلاء الأسرى، وبين يدي صفقة التبادل التي تجري بعد أسرهم الجندي جلعاد شاليط فإن من واجبها، حسب رئيس لجنة الأهالي، الإصرار على أن يكون الأسرى المقدسيون القدامى على رأس قائمة الأسرى المفرج عنهم. وهذا في إطار عملية التبادل الحالية، وفي أي عملية تبادل تجري في المستقبل، وتفويت أي فرصة على المحتل لتمويه هويتهم لغاية تثبيت سيادتها على المدينة. كما على الفصائل، منع عزل الأسرى المقدسيين عن سائر الأسرى الفلسطينيين من خلال تضامن الحركة الأسيرة معهم، لمنع تثبيت فصل المواطنين المقدسيين عن عمقهم الفلسطيني سواء داخل السجون أو خارجها. وكخطوة تتخذها المنظّمات والجمعيات الحقوقية، يمكنها الضغط على حكومة الاحتلال لتحسين ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين، ووقف الاعتقال الإداري التعسفي. وتوجه لجنة أهالي الأسرى دعوته لهذه المنظمات من أجل الإصرار على إجراء زيارات دورية لسجون الاحتلال، للاضطلاع بشكلٍ دائم على أوضاع الأسرى الفلسطينيين وأحوالهم المعيشية والصحية. ومن واجبها أيضا، مساندة أهالي الأسرى الفلسطينيين عموما، وأهالي الأسرى المقدسيين خصوصا لما يتعرضون له من تضييق وملاحقات مكثفة من سلطات الاحتلال. وأن تتكفل المؤسسات العاملة لأجل قضايا القدس والأسرى بمتابعة الأسرى المقدسيين، وأن تفوض هذه المسؤولية لجهة بعينها تعلن عن نفسها، وتعمل على تكوين ملف كامل عنهم يشمل بياناتهم كاملة بما فيها أحوالهم الشخصية، والعائلية، والأحكام الصادرة بحقهم، وعناوين ذويهم وصورهم، يتم تحديثه أولا بأول وفقا للمتغيرات من اعتقالات وإفراجات وأحكام. تقسيم الأسرى حسب مدة الحكم مدى الحياة 76 أسير من 20-33 عام 33 أسير من 15-19 عام 20 أسير من 10-14 عام 24 أسير من 5-9 أعوام 24 أسير من 2-4 أعوام 29 أسير محكوم أقل من عامين أو موقوف 24 أسير المجموع 248 تقسيم الأسرى حسب المدى التي انقضت داخل الأسر أسرى أمضوا أكثر من 20 عام 22 أسير أسرى أمضوا من 15 - 20 عام 19 أسير أسرى أمضوا من 10-14 عام 19 أسير أسرى أمضوا من 5 - 9 أعوام 94 أسير أسرى أمضوا من 2 - 4 أعوام 41 أسير أسرى أمضوا أقل من عامين 53 أسير حسب التقسيم الجغرافي لأحياء القدس سلوان/راس العامود 50 أسير جبل المكبر 24 أسير العيسوية 20 أسير بيت حنينا 20 أسير صور باهر/ ام طوبا 23 أسير قلنديا/ كفر عقب 18 أسير عناتا/ مخيم شغفاط 17 أسير البلدة القديمة 15 أسير الصوانة/ واد الجوز 9 أسرى شعفاط 6 أسرى الثوري 8 أسرى الرام 5 أسرى الطور 6 أسرى الشيخ جراح 5 أسرى أحياء متفرقة 22 أسير