تضمن محتوى الكتاب الصادر مؤخرا عن الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، الذي جاء تحت عنوان ''مفهوم النثر الفني وأجناسه في النقد العربي القديم'' بقلم الباحث مصطفى البشير قط، نشأة النثر الفني وتطوره عند العرب، وأولويات نقده من مرحلة الشفاهية إلى المرحلة الكتابية، فضلا عن الملاحظات السطحية الفطرية والبسيطة، بالاضافة إلى المدونات النقدية بأدواتها الفعلية التي تستند إلى منهجية دقيقة. كما تناول مفهوم النثر الفني عند النقاد العرب من منظوره الشامل، من خلال مقارنته بالخطاب الشعري متلمسا أوجه الاختلاف، ونقاط التقاطع بين هذين اللونين الأدبيين، مبرزا أوجه المفاضلة بين الشعر والنثر في النقد العربي القديم. هذا وقد أجرى ذات الباحث في السياق ذاته مقاربة في تحديد مفهوم النثر في الأدب العربي القديم، ويتضمن الكتاب أيضا العديد من الأجناس النثرية في تصور النقاد العرب، والتي تم تقسيمها إلى أجناس شفهية على رأسها الخطابة والمناظرات والأمثال والجوابات المسكتة، وأجناس كتابية أخرى مثل الرسالة والتوقيعات والقصص والمقامات، وهي كلها أجناس واكبت النثر في تطوره من الشفهية إلى الكتابية. طرح الأستاذ قط مجموعة من الأسئلة التي ما تنفك أن تراود أذهان الباحث في النقد العربي القديم، منها على سبيل المثال لا الحصر مدى اهتمام النقاد العرب القدامى بالخطاب النثري، وعن القواعد والأسس والمعايير التي وضعوها له، وهل حددوا له مفهومه على غرار محاولاتهم في تحديد الخطاب الشعري، وهل تختلف جماليات الخطاب النثري عن نظيره الشعري؟.. قسم الكاتب عمله هذا إلى قسمين، تناول القسم الأول منه مقاربة لتحديد مفهوم الخطاب النثري من خلال مقارنته بالخطاب الشعري، بينما تضمن القسم الثاني أجناس الخطاب النثري.