عاد آلاف المتظاهرين بعد ظهر أمس للاحتشاد في ميدان التحرير وسط القاهرة مطالبين برحيل الرئيس محمد حسني مبارك، في حين فوضت المعارضة رئيس الجبهة الوطنية للتغيير محمد البرادعي التفاوض مع السلطة. وذكرت تقارير إعلامية أن آلاف المتظاهرين احتشدوا بميدان التحرير رغم بدء سريان حظر التجول في الوقت الذي حلقت فيه طائرات عسكرية فوق سماء العاصمة المصرية. وأضافت نفس المصادر أن نفس المشهد تعرفه المدن والمحافظات المصرية الأخرى للمطالبة بتغيير النظام جذريا. وانضم إلى هذه المظاهرات الأطباء والمحامون القضاة وعلماء في الأزهر وكذا الفنانين والنقابات المهنية. واعتبر الملاحظون أن دخول النقابات في هذه الاحتجاجات تصعيد نوعي في الاحتجاج وموجات الرفض التي يعرفها الشارع المصري منذ أسبوع. وفي سياق متصل بالأحداث زار وزير الدفاع المصري المشير حسين الطنطاوي بعض مواقع أفراد الجيش بالقاهرة مصافحا بعض عناصره وبعض المواطنين المحتشدين في الطريق. وقال محللون سياسيون إن هذه الزيارة قد يكون لها رسالتين الأولى تؤكد تماسك الجيش المصري وامتثاله لقرارات القيادة والثانية فتوحي بأن الجيش لا يقف أمام طموحات وتطلعات الشعب المصري في تحقيق آماله. وكانت حركات وأحزاب المعارضة قد عقدت اجتماعين في وقت سابق من نهار أمس الأول بمقر الجبهة الوطنية للتغيير الذي يقوده محمد البرادعي والاجتماع الثاني بمقر حزب الوفد. وقالت مصادر من حزب الوفد إن الاجتماعين خلصا إلى تكوين ائتلاف لكل الأطياف المصرية بما فيها جماعة الأخوان المسلمين التي لم ترفع شعارا لها في هذه المظاهرات ومواصلة الاحتجاج إلى غاية تحقيق كافة المطالب السياسية والاجتماعية. وأعلن مصدر قيادي في الإخوان المسلمين أن هذا الائتلاف قد فوض محمد البرادعي التفاوض مع السلطة.