كان صلى اللَّه عليه وسلم يُفْطِر قبل أن يُصلِّىَ، وكان فِطْرُه على رطبات إن وجدها، فإن لم يجدها، فعلى تمرات، فإن لم يجد، فعلى حسواتٍ من ماءٍ. ويُذكر عنه صلى اللَّه عليه وسلم، أنه كان يقول عِند فطره: (اللَّهُمَّ لَك صمت وعلي رزقك أفطرت) وروى عنه، أنه كان يقول، إذا أفطر: (ذَهَبَ الظَّمَأُ، وابْتَلَّتِ العُروقُ، وثَبَتَ الأجْرُ إن شاء اللَّه تعالى) ذكره أبو داود من حديث الحسين بن واقد. ويُذكر عنه صلى اللَّه عليه وسلم: (إن للصَّائم عِنْدَ فِطْرِه دَعْوَةً ما تُرَدُّ) . رواه ابن ماجه. وصح عنه أنه قال: ( إذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهنا، وأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ ههنا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ). وفُسِّرَ بأَنه قد أفطر حكماً، وإن لم ينوه، وبأنه قد دخل وقتُ فِطره، كأصبح وأمسى، ونهى الصائِم عن الرَّفَث، والصَّخَب والسِّباب وجوابِ السِّباب، فأمره أن يقول لمن سابَّه: (إنِّى صائم)، فقيل: يقوله بلسانه وهو أظهرُ، وقيل: بقلبه تذكيراً لنفسه بالصوم، وقيل: يقوله في الفرض بلسانه، وفى التطوع في نفسه، لأنه أبعد عن الرياء