قدم مركز الإعلام والتوثيق فرصة ثانية لعمال مراكز الاستماع، بهدف تقوية معارفهم القانونية والاجتماعية والعمل على التكفل الجيد بالمتصلين بمراكز الاستماع المنتشرة عبر مختلف مناطق الوطن. وتعد الدورة استكمالا للدورات السابقة التي ساهمت في تقديم دعم قانوني ونفسي واجتماعي للشباب الذي سيتكفل بدوره بنقل هذه الخبرات وتطبيقها على عينة المتصلين. شرع مركز الإعلام والتوثيق لحقوق الطفل والمرأة ''سيداف'' في إجراء دورات تدريبية وتكوينية لفائدة المنتسبين إلى مختلف مراكز الاستماع عبر الوطن، الذين يتولون مهمة تلقي شكاوى المواطنين وانشغالاتهم، حيث تخصص سيداف 3 أيام من كل شهر لإجراء لقاءات تجمع بين المختصين الاجتماعيين والنفسانيين والقانونيين وممثلي مراكز الاستماع والعاملين فيها. وانطلقت هذه الدورات منذ شهر فيفري في السنة الماضية وتم إعادة هذه الدورات ابتداء من شهر فيفري الحالي لإعلام هذه الشريحة من المستمعين، حيث ذكرت السيدة نادية ايت زاي مديرة مركز الإعلام والتوثيق لحقوق المرأة والطفل، أن المركز قرر بالتعاون والتنسيق مع عدة جمعيات مهتمة بقضايا المرأة والتي تملك مراكز استماع على المستوى الوطني، إجراء مجموعة من الدورات التكوينية على امتداد سبعة أشهر موجهة خصيصا للعاملين في مراكز الاستماع، من أجل إعطائهم خبرة أكبر في التعامل مع شريحة النساء والأطفال المتصلين بمراكز الاستماع وإعطائهم بعض النصائح والتوجيهات في الحين قبل توجيههم للمختصين حسب حالاتهم. دروس في الوقاية الاجتماعية قدم مركز الإعلام والتوثيق، لحد الآن، دورات تدريبية تحت عناوين مختلفة، أولاها كانت بإعطاء الشباب العاملين في مراكز الاستماع المختلفة دروسا في القوانين المختلفة المناهضة للعنف بجميع أشكاله. أما الدرس التكويني الثاني فقد خصصه المنظمون لإعطاء دروس حول العلاقات الأسرية وسبل تنظيمها وتطويرها بالإضافة إلى دروس أخرى تتعلق بالوقاية الاجتماعية ومرافقة الضحية ومتابعتها نفسيا واجتماعيا. وحول هذا الموضوع أكدت السيدة ''ايت زاي'' أن هذه الدورات التكوينية تهدف إلى إعطاء المزيد من الخبرة والمعرفة لمراكز الاستماع لضمان التكفل الجيد بالمعنفات أكثر وبطريقة سليمة. ومن بين المشاريع الجديدة التي يسعى المركز للقيام بها في الأيام القادمة العمل على مساعدة مراكز الاستماع الجديدة على الاهتمام اكبر بشريحة النساء المعنفات وإعطاء المستمعين دعما إضافيا بإشراكهم مع مراكز الاستماع القديمة في دورات تدريبية من أجل تبادل الخبرات فيما بينهم، وهي الفكرة التي لاقت استحسان مراكز الاستماع الجديدة المتواجدة عبر مختلف ولايات الوطن. ومن بين المشاريع الأخرى التي يعمل مركز الإعلام والتوثيق حول حقوق المرأة والطفل على تجسيدها إطلاق دليل وطني شامل لحقوق الطفل، حيث يمتاز الدليل بتقديمه كل المواد القانونية والاتفاقيات الدولية والوطنية الخاصة بحقوق هذه الشريحة الضعيفة من المجتمع. ويأتي ذلك في إطار حرص المركز على الحفاظ على حقوق الطفل وتكريس تطبيقها التام داخل المجتمع الجزائري والعمل على ردع بعض التجاوزات الخطيرة التي تحدث بين الحين والآخر في حق هذه الشريحة. ومن بين المشاكل التي تواجه الطفولة في الجزائر، تذكر رئيسة المركز العمالة والتشرد والاختطاف وغيرها من المخاطر التي لو تركت دون عقاب ستؤثر بشكل سلبي على حياة الأطفال ومستقبلهم.