استقبل مركز الاستماع النفسي والقانوني لجمعية نساء في شدة، منذ بداية سنة ,2010 حوالي 60 اتصالا يتعلق بالعنف و50 اتصالا يتعلق بالمشاكل النفسية القانونية، إضافة إلى مكالمات أخرى تتنوع بين ما هو اجتماعي وطلب للمعلومات، فاسحا المجال أمام المرأة للاستماع إلى مشاكلها ولإعطائها الحلول الممكنة سواء أكانت داخل التراب الوطني أو خارجه. رغبة في تقديم أكبر مساعدة ممكنة لأكبر فئة من النساء المعنفات سواء أكانت نفسية أو قانونية، إضافة إلى تقديم المعلومات والنصائح للمرأة باختلاف مشاكلها حتى وإن كانت بسيطة، وهدفا في أن يصل صوتهن إلى الجمعية خاصة وإن كن بعيدات ويقطن في مناطق نائية، أنشأت جمعية نساء في شدة مركز استماع نفسي وقانوني يقدم خدماته على مدار الأسبوع من التاسعة صباحا إلى غاية الخامسة مساء، خصص فيه يوم السبت للأخصائية النفسانية والمحامية وهو ما أدلت به المستعمة ''عزون زهيدة'' تعمل كمستمعة في المركز. ويقدم المركز استماعا خاصا لكل المكالمات الهاتفية حتى يساعد اللمرأة على الوعي وعدم الشعور بالذنب، كذلك رفض العنف لأنه ليس قضاء وقدر. إضافة إلى مساندة المرأة في التعبير عن آلامهن واستعادة الثقة بأنفسهن، وتوجيههن وإخبارهن بحقوقهن القانونية والاجتماعية، وهو ما أكدته مديرة المركز ''صبرينة وارد'' التي تشغل مهام الكاتبة العامة في الجمعية، في حديثها عن دور مركز الاستماع النفسي والقانوني في فتح المجال أمام المرأة للتعبير عن آلامها. وأضافت أنه بعد 3 سنوات من نشأة الجمعية لوحظ أن ثلث النساء من الوطن لا يستطعن الوصول إلى الجمعية أو الإدلاء بمشاكلهن، ولذلك ''فكرنا - تقول - في إنشاء مركز استماع نفسي وقانوني وعن طريق الهاتف نستطيع التعرف على الكثير من الحالات التي تتصل بالمركز وهناك يتم إرشادها والتكفل بها خاصة إذا كانت الحالة استعجالية''. المركز يوفر السرية التامة للمكالمات الهاتفية أكدت مديرة مركز الاستماع النفسي والقانوني ''صبرينة وارد'' أن المركز يوفر السرية التامة للمكالمات الهاتفية، فالمتصلة تشعر بالأمان والاطمئنان وتجد الثقة في المستمعين أيضا. إضافة إلى أن المركز أعطى المرأة الحرية التامة وفتح لها الكثير من الأبواب لأنها تتكلم بكل سهولة عن مشكلتها دون فرض تقديم اسمها عليها وبالتالي هي تحس بالأمان. والمركز يقدم الدعم النفسي والقانوني للنساء اللواتي هن بحاجة إلى الاستماع، وهو ما تجده في هذا المركز. وتعتبر أول مرحلة هي الاستماع إليهن مرفوقة بتوفير الراحة والاطمئنان الذي افتقدنه نتيجة مشاكلهن، وبعد ذلك تقول ''صبرينة وارد'' يأتي الدور لتعريفهن بجميع الحقوق التي تتمتعن بها والتي تمكنهن من الدفاع عن أنفسهن. ومن خلال الاطلاع على مختلف جوانب المشاكل تتمكن المختصة النفسية أو القانونية من تشخيص الحالة وتقديم النصائح والإجراءات التي من الواجب تنفيذها. وأعطت مثالا عن الحالات الكثيرة التي تتصل بالمركز منها حالة المرأة المطلقة التي لا تعرف إلى أين تتجه، فكثيرات من النساء -تقول- اللائي وقعن في مثل هذا المشكل ولم يعرفن الحل ويقعن في خطأ شائع والمتمثل في ترك المرأة المعنفة لمنزل الزوجية والعودة إلى أهلها وتقوم بعدها بطلب الطلاق. ومن جهتها أضافت المستعمة ''زهيدة'' أنها تتلقى أكثر من 6 مكالمات في اليوم تتصل بالمركز من داخل الوطن ومن جميع الولايات وحتى من الخارج، يأملون من خلالها تقديم المساعدة وأحاينا معلومات بحاجة إليها. وأكدت على أن جميع الفئات النسوية بمن فيها المرأة المعنفة والمطلقة والبطالة والعاملة، كلهن يتصلن بالمركز لطلب المساعدة النفسية والقانونية وتكون المستعمة ومديرة المركز وكذلك الأخصائية النفسانية والقانونية في الخدمة كل أيام الأسبوع، وخصص يوم السبت من الأسبوع للمحامية والأخصائية النفسية للتكلم مباشرة مع المتصلات. وأكثر الحالات المؤثرة والتي تركت آثارها هي مكاملة اإمرأة عجوز في الستين من عمرها طلقت ولم تعرف إلى من تلجأ أو كيف تستطيع حل مشكلتها، وفضلت الاتصال بنا عبر الهاتف من دون مقابلتنا حفاظا على كرامتها لأنها أهينت وهي في عمر لا يسمح بذلك. إضافة إلى حالة امرأة أخرى توفي ابنها في حادث سير رهيب ودخلت في دوامة من الأمراض النفسية ولذلك لجأت إلى لمركز لطلب المساعدة النفسية. أغلبية الاتصالات تحتاج إلى الدعم النفسي أكثر من أي شيء آخر أكدت الأخصائية النفسية بمركز الاستماع النفسي والقانوني أن التكفل النفسي بالمتصلات سواء التحقن بالمركز بعد الاستماع إليهن أو عن طريق الهاتف، له الكثير من الآثار الإيجابية والجيدة على المرأة، حيث يخرجها من دوامة القلق والتوتر والشعور بالخوف وعدم الاطمئنان حسب الكثير من الحالات التي عولجت وتم تقديم المساعدة لها. وأضافت أن مركز الاستماع سمح للمرأة بأن تحكي بكل سهولة وحرية ودون أية قيود تجعلها مرتكبة أو مترددة في الإفصاح عن مشكلتها، حيث تبدأ بعد باتصالها عملية التكفل النفسي بعد أخذ موعد طبعا للالتحاق بالمركز أو يبقى ذلك على مستوى الهاتف فقط. وأكدت الأخصائية أن المرأة المعنفة تكون في حالة نفسية يرثى لها وقد تتقاسم ذلك العنف مع أبنائها، حيث، ومن خلال التجارب المعاشة تقول، استنتجنا أن العنف يكون داخل العائلة سواء من طرف الأب، الأخ وأحيانا الأم وهو ما لوحظ من خلال الحالات المستمع إليها وكذلك المعالجة. إضافة إلى العنف النفسي أي التجريح اللفظي وما إلى ذلك. وأن مركز الاستماع أعطى الفرصة للكثيرات للإفصاح عن مشاكلهن بكل حرية وذلك لأن المركز وفر الحرية، الأمان والثقة.