أجهضت أمس مصالح الأمن المسيرة التي دعت إليها ما تعرف بالتنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير، حيث دارت مشاحنات بين الشرطة ومتظاهرين في وسط العاصمة بساحة الوئام إثر تمكن حوالي 300 شخص حسب مصادر أمنية وأكثر من ألفي شخص وفق المنظمين- من التجمع للمشاركة في تظاهرة محظورة غيرت مطالبها من رفع حالة الطوارئ إلى '' تغيير النظام. وقد منعت قوات الأمن التي تموقعت في الصباح الباكر مجموعة من الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة اول ماي من القيام بهذه المسيرة التي دعا إليها مبادرون مدعمون من طرف حزب سعيد سعدي التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان . وقد أوقفت قوات الأمن عدة أشخاص حسب ما لاحظته ''الحوار'' بعين المكان كانوا يطالبون ب ''التغيير والديمقراطية والرفع الفوري والفعلي لحالة الطوارئ وإطلاق سراح الموقوفين في الأحداث الأخيرة، وتحرير المجالين السياسي والإعلامي إلى جانب المطالبة بجزائر ديمقراطية واجتماعية''. و بدأت أولى الوفود تصل إلى الساحة حسب شهادات القاطنين ل ''الحوار'' توافد أولى أعداد المتظاهرين للمشاركة في المسيرة في حدود الساعة التاسعة على رأسهم سعيد سعدي ومصطفى بوشاشي وعبد الرزاق مقري نائب رئيس حركة مجتمع السلم، وعلي يحيى عبد النور إلى جانب ممثلين عن حركة العروش و نشطاء آخرين. وقد تم تقدير عدد المتظاهرين بعين المكان بالمئات مع استمرار توافد آخرين على المكان، غير أن أصحاب المسيرة وجدوا أنفسهم وسط طوق أمني كبير لمنع تحرك المتظاهرين نحو وسط العاصمة من منطلق أن المسيرة غير مرخصة. وردد المتظاهرون هتافات وشعارات مطالبة مثل ''الشعب يريد إسقاط النظام '' و ''جزائر حرة ديمقراطية''، واعتقلت قوات الأمن مجموعة من المتظاهرين ثم أفرجت عنهم، في الوقت الذي خرج عشرات الشباب بهتافات لدعم رئيس الجمهورية بشعارات ''وان تو تري فيفا بوتفليقة'' و''بوتفليقة ليس مبارك والجزائر ليست مصر. شباب يشكلون جبهة مضادة ويرددون ''بوتفليقة ماشي مبارك'' في هذه الأثناء تشكلت جبهة مضادة للمسيرة تتكون من العشرات من الشباب يحملون صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ويرددون شعارات مع رئيس الجمهورية وصلوا إلى ساحة الوئام المدني مرددين شعار ''بوتفليقة ليس حسني مبارك'' في مفاجأة كبيرة غير متوقعة من قبل المنظمين بوجود عشرات الشبان الذين يرفعون شعارات دعم للرئيس بوتفليقة. وقد تبادل الطرفان هتافات متبادلة الواحدة ترد على الأخرى وتحولت الساحة إلى معركة كلامية بين الجبهتين وسط حضور كبير للفضوليين، حيث احتشد المئات من شباب أول ماي ومن الوافدين من البلديات الأخرى في سيناريو معاكس للمسيرة يرددون شعارات على غرار ''جيش شعب معاك يا نظام''، ''ميزيرية تحيا الجزائر''، 1 ، 2 ، 3 ، ''فيفا لالجيري''، ''بوتفليقة ماشي مبارك''، ''في التسعينات انتوما وين كنتوا''، ''سعيد سعدي وين ولادك'' إلى جانب عبارة ''لابوليس ديالنا''... هذه العبارات أثارت غضب وسخط مناضلي التنسيقية الذين أخرجوا نقودا في وجهة هؤلاء في تعبير منهم أنهم تلقوا رشاوى من السلطات لإحباط المسيرة ليخرج الشباب الآخر نقودا من جيوبهم قائلين ''عندنا الدراهم ماندوش رشاوي و في حدود الساعة 11 تم تحويل المسيرة إلى موقف حافلات النقل الحضري للعاصمة المحاذي للمكان كان بطلها علي بن حاج الذي اعتقل بعدها هو أيضا. من جهة أخرى قال شهود عيان بعين المكان أنه تم اعتقال صحفيين منهم فوضيل بومالة وعلي رحايلية أطلق سراحهم بعد وقت قصير. وفي حدود الساعة الثانية عشر والنصف أعلن منظمو المسيرة على لسان مصطفى بوشاشي أحد قياديي التنسيقية الانسحاب في هدوء بعد فشلهم في اختراق الطوق الأمني الذي فرضته مصالح الأمن لمنع تحرك المتظاهرين انطلاقا من ساحة أول ماي إلى ساحة الشهداء.