ارتفعت تسعيرة النقل بولاية تيبازة بأكثر من 20 بالمائة من السعر القديم، أي وصلت إلى 20 دينار على مستوى بعض الخطوط، حيث أثارت هذه الزيادة سخط واستنكار المواطنين، لاسيما في ظل غياب السلطات المعنية التي لم تتحرك لتوقيف هذه المهزلة الجديدة التي أصابت مرة أخرى جيوب المواطنين، بعد ذلك الارتفاع الفاحش في القدرة الشرائية وغلاء المعيشة، خصوصا وأن الزيادة تزامنت مع حلول شهر رمضان وكذا الدخول المدرسي يناشد المواطنون بولاية تيبازة وزير النقل عمار تو التدخل لوضع حد للأزمة التي سببها الناقلون على مستوى الولاية، بعد أن قرر ممثلوهم زيادة تسعيرة النقل بنسبة 20 بالمائة، حيث أصبح سعر التنقل عبر بعض الخطوط ملتهبا، وعلى سبيل الذكر خط النقل من شرشال إلى ولاية الجزائر الذي وصل فيه سعر التذكرة إلى 110 دينار بعد أن كان 90 دينار في حين وصل السعر إلى 100 دينار على مستوى خط النقل حجوط الجزائر بينما كان يقدر ب 80 دينار كما بلغ سعر التذكرة بالخط الرابط بين بواسماعيل وتيبازة 35 دينار بدل 25 دينار، ناهيك عن عدد من الزيادات التي مست أزيد من 14 خط نقل ما بين الولايات وما بين البلديات والخطوط الريفية. وفي نفس السياق، حاولنا معرفة الجهة التي قررت هذه الزيادات، وصرح لنا العديد من الناقلين بأن النقابة هي التي قررت الزيادة، وذلك ما أكده الختم الرسمي للاتحاد الوطني للناقلين الجزائريين على مستوى ولاية تيبازة، كما حاولنا استفسار الأمر من المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين خاصة وأن هذه الأخيرة كانت قد أكدت في مؤتمرها الأخير أنها''لن ترفع تسعيرة النقل''، وأوضحت في اتصال معها أنها لم ترفع تسعيرة النقل بل إن النقابة الأخرى هي التي قررت رفع الأسعار، كما أشارت إلى أن الناقلين المنضوين تحت تنظيمها لا يزال جلهم يتعامل وفق التسعيرة القديمة، لكن من الجهة المقابلة توجهنا إلى الميدان للتحقق من صحة هذه المعلومات، فاكتشفنا بأن كل الناقلين العاملين على مستوى الخطوط التي قُرِّرَ بشأنها الزيادة تطبق نفس السعر أي التسعيرة الجديدة، وبررت المنظمة الوطنية للناقلين ذلك بأنه ليس بإمكانها التحكم في قرارات الناقلين ، مادام بعض الناقلين رفعوا التسعيرة والفئة الأخرى تتفرج على الوضع دون أن تتبع نفس الطريق، كما لاحظنا أيضا أن الناقلين شرعوا في تطبيق التسعيرة الجديدة قبل التاريخ الذي أُعلن عنه والمقرر ابتداء من ال 19 جويلية المنصرم، مما يعني أن هؤلاء بالإضافة إلى تلك الزيادة الجائرة، تجاوزوا فوق كل ذلك القوانين المعمول بها دون احترام لحقوق المواطنين. مديرية النقل تعتبر الزيادة غير قانونية وتكشف تجاوزات الناقلين اتصلنا بمديرية النقل لولاية تيبازة من أجل معرفة الإجراءات التي ستتَّخذها جرّاء هذه الوضعية التي أثارت سخط المواطنين، وكشف إطار بالمديرية أن المكتب الولائي للاتحاد الوطني للناقلين على مستوى تيبازة وجه لهم تبليغا برفع تسعيرة النقل، وتمس 14 خطا من أصل أزيد من 200 خط ما بين الولايات، وما بين البلديات والخطوط الريفية، وأن الزيادة تتراوح بين 10 و20 بالمائة، كما أضاف الإطار أن التبليغ تم تحويله إلى والي الولاية، وكان رد المديرية هو رفض الزيادة مؤكدا ''أن السعر الذي طرح للزيادة والأسباب التي اعتمدوا عليها غير موضوعية على غرار ارتفاع الأعباء وتكاليف التأمين وقطع الغيار''، وأوضح أيضا أن هذه المشاكل تمس كل القطر الوطني وليست خاصة بولاية تيبازة فقط، وتساءل عن سبب استهداف تيبازة بالضبط لتطبيق هذه التسعيرات المرتفعة، وكذلك ال 14 خطا فقط دون غيرها من الخطوط، وفي نفس السياق أشار إلى''أن هذه الزيادة مهما كانت أسبابها فهي غير قانونية، إلا أنهم أصروا على تطبيقها ابتداء من ال 19 جويلية الماضي وأصبحت سارية المفعول إلى اليوم.'' ومن جهة ثانية، كشف الإطار أن مديرية النقل اكتشفت أن الزيادة تجاوزت 20 بالمائة، ووصلت إلى 50 بالمائة من السعر القديم، وأكد أنه بناء على بعض احتجاجات المواطنين، مثلما حدث بمنطقة الحامدية بشرشال عندما أقدم المواطنون على غلق الطريق احتجاجا على رفع تسعيرة النقل، تم استدعاء ممثلي الناقلين وبلغتهم المديرية بضرورة التراجع عن تلك التسعيرة، وإلا سيتحملون مسؤولية أي انزلاق في الوضع، أو نشوب أعمال عنف وشغب بسبب ذلك، إلا أن النقابة بقيت متمسكة بقرارها، وأوضح أيضا أن مديرية النقل تبقى عاجزة أمام الشكاوى اليومية التي تتلقاها من طرف المواطنين، وذلك في ظل عدم وجود أي مرجع قانوني تستند إليه مديريات النقل لمراجعة هذه الأسعار أو حتى رفضها أو تحديدها، وأن المنظومة القانونية الخاصة بهذا المجال لا تحتوي على القانون الذي يعطي لها صلاحية تحديد الأسعار، كما أنه معروف لدى الجميع بأن الأسعار تخضع للحرية، بتحفظ على هذه الكلمة، لأن الأمر يتعلق بخدمة عمومية وبالتالي من المفروض أن تتدخل الدولة للحفاظ على هذه الخدمة. ومن جهة أخرى، كشف إطار بمديرية النقل أن الاتحاد الوطني للناقلين كان قد طعن في بعض الزيادات، مثل تلك الزيادة التي مست خط النقل بين بواسماعيل وتيبازة، الذي أصبح يقدر ب 35 دينار، وأوضحت أنها زادت السعر ب5 دنانير وليست 10 دنانير.