قريب من العين..بعيد عن الجيب/تصوير: بشير زمري اعتمدت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تسعيرات خيالية لاستغلال القطارات الكهربائية الجديدة، هذه التسعيرة التي تجاوزت قيمتها نسبة 100 بالمائة وقاربت 150 بالمائة بالنسبة لبعض الخطوط.. * * * * تذكرة العاصمة - العفرون ب 175 دينار بدل 75 دينارا وتذمر كبير وسط المسافرين * وفيما تم الإبقاء على التسعيرة القديمة بالنسبة للقطارات العادية من المرتقب أن تعمم هذه الزيادات بصفة نهائية مطلع شهر جويلية القادم، حتى تتفادى الشركة إعلان إفلاسها وتعوض سوء تسييرها خلال السنوات الماضية من جيوب المواطنين الذين استقبلوا التسعيرات الجديدة بكثير من السخط والتذمر. * الاستغلال التجاري للقطارات السريعة الذاتية الدفع الذي شرع فيه بداية من أمس الأول وأعطى إشارة انطلاقه رئيس الجمهورية شخصيا أثار كثيرا من السخط والغضب بالنسبة للمواطنين مستخدمي النقل بالسكة الحديدية، حيث تفاجأ هؤلاء بنسبة الزيادة في تسعيرة الاستغلال عند حدود 150 بالمائة، وقال عديد ممن التقتهم "الشروق" بمحطة آغا أمس إنهم "يرفضون أن يدفعوا فاتورة سوء تسيير هذه الشركة لعدة أعوام، واستفاقت على وضع مالي متردي تحاول الآن إنقاذه من جيوبنا". * وحسب جدول التسعيرات الذي اعتمد بكل محطات السكة الحديدية فإن كل الخطوط شهدت زيادات كبيرة بحيث قفزت تسعيرة العاصمة -العفرون بنسبة 125 بالمائة أي سجلت ارتفاعا من 75 دينار الى 175 دينار، كما قفزت تسعيرة استغلال خط العاصمة - الرغاية بنسبة 100 بالمائة، أي بعد أن كانت التسعيرة عند 40 دينارا أصبحت 80 دينارا، فيما قفزت تسعيرة خط العاصمة - الرويبة من 35 دينارا الى 70 دينارا. * أما تسعيرة خط العاصمة باتجاه الشلف فقد قفزت من 300 دينار الى 600 دينار، ومن خلال جدول التسعيرات يتبين أن كل الخطوط سجلت زيادة في تسعيرة الاستغلال وبنسب قاربت 150 بالمائة، وإن كان معلوم أن النقل بالسكة الحديدية يبقى حكرا على أصحاب الدخل الضعيف من موظفين بسطاء وطلبة، فإن الشركة اعتمدت دراسة يبدو أنها لم تأخذ بعين الاعتبار هذا العامل، وعوض أن تكون القطارات الكهربائية نعمة على مستخدميها أصبحت نقمة عليهم. * خبر الزيادات في تسعيرة الاستغلال جاء متزامنا مع تشغيل خطين للقطار الكهربائي بالجهة الشرقية للوطن، يربطان بجاية بالعاصمة وسطيف بنفس الاتجاه، وسيتزامن تعميم التسعيرات الجديدة التي مازالت اختيارية على اعتبار أن مستغلي الخطوط مخيرين بين القطار الكهربائي والقطار القديم الذي يخضع في استغلاله للتسعيرة القديمة، ويقول المواطنون ممن التقيناهم أن الشركة "تتلاعب عليهم" بعدم برمجة رحلات للقطارات القديمة، حتى تدفعهم نحو استغلال القطار الكهربائي، والدفع أكثر خاصة وأن الشركة تعتزم استغلال قطارات أخرى مطلع الأسبوع القادم، في انتظار التخلص بصفة نهائية من القطارات القديمة وتعميم التسعيرات الجديدة مطلع شهر جويلية. * بداية الاستغلال التجاري للمشروع الذي أبرم مع المصنع السويسري "ستادلير لوسنانغ أجي" وابتلع 55 مليار دينار من خزينة الدولة على اعتبار أن المشروع أنجز في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي المتعلق بعصرنة السكك الحديدية للقطارات السريعة ذاتية الدفع، وبتمويل عمومي أثار لدى المواطنين حساسية كبيرة جعلتهم يتخوفون على مصير جيوبهم المنهكة من تسعيرة استغلال الميترو، وباقي المرافق التي تغنت الحكومة بها وطمأنت بأن تمويلها من المال العام سيراعي القدرة الشرائية للمواطن. * حجة الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، القائلة بأن التسعيرة خضعت لدراسة معمقة ومدعومة من طرف الدولة بنسبة 50 بالمائة، تصبح واهية عندما تقترن بدواعيها تفادي إعلان إفلاسها ووضعها المالي المتردي لأن المنطق يبرئ المواطن المسكين من مسؤولية تعويض الخسارة التي أنتجها سوء التسيير لهذه الشركة طيلة سنوات ماضية، خاصة وأن الحكومة سبق لها وأن قدمت تبريرات بخصوص الضريبة التي فرضتها على اقتناء السيارات الجديدة، عندما أكد وزير المالية أن قيمة الضريبة ستحول لدعم وسائل النقل الحديثة. *