مرة أخرى أتحفتنا الخارجية الأمريكية بتقرير يضاف إلى مئات التقارير التي أصدرتها حول الحريات وحقوق الإنسان، والتي تميز فيها الخير من الشر والطيب من الخبيث، وتلقن بني آدم على اختلاف أعراقهم معاني الحرية والتسامح وتحذرهم من عواقب التسلط والتضييق على الحريات بأنواعها، تقرير وزارة رايس اتهم ككل المرات العديد من الدول بسبب ما تعتبره تضييقا على حرية المعتقد، وكالعادة لم يخل التقرير من اسم الجزائر التي أصبحت مادة دسمة لكل تقارير الخارجية الأمريكية في هذا المجال منذ صدور قانون ممارسة الشعائر الدينية. تقرير ''الفاتنة'' رايس وضع الجزائر في خانة الدول التي تضيق على حرية المعتقد، وأدرجتها في المنطقة الحمراء، لأنها لاتسمح لمبشري الدين القديم الجديد بالنشاط، ولا تغض الطرف عما يفعلون، وجرم الجزائر هنا لا يغتفر لأنها أرادت تحصين منظومتها الدينية من الزحف البروتستانتي الذي أخذ في التعاظم منذ أن بعث صاحب الرسالة الجديدة بوش من قبل اللوبي الصهيوني وأباطرة تجارة النفط والسلاح في البيت الأبيض بواشنطن. الغريب في هذا التقرير الذي وإن كان متوقعا ومألوفا ، إلا أنه استثنى بعض الدول التي كانت في السابق على رأس القائمة كالسعودية وإيران وبدرجة أقل مصر والأردن فما الذي تغير حتى يعفو العم سام على آل سعود ويبقي على شعرة معاوية مع خامنئي ونجاد. الصغير بوش وتابعته المدللة رايس وكل صقور وطيور البيت الأبيض يريدون تلقيننا معاني الحرية، لكنهم لا يتورعون في تطبيق كل أشكال التضييق، وغض الطرف كلما تعلق الأمر بمصالح أمريكا وسرطان الشرق الأوسط إسرائيل، ينتقدون ويتوعدون ولا ينظرون إلى عنصريتهم المتغطرسة لأنهم مفوضون بنشر العدل وتطهير الأرض من كل ماهو ظالم وفاسد، وفي هذه الحالة العرب والمسلمون وأحرار العالم هم المعنيون لتبقى إسرائيل واقفة خالدة مستريحة. رايس التي أعدت التقرير قالت صراحة أنها ترفض سعي منظمة المؤتمر الإسلامي لتبني الأممالمتحدة لقانون يجرم الإساءة للرسل، أتدرون لماذا؟ لأن مفاهيم العدالة وحرية التعبير وحرية المعتقد ومحاور الشر والخير التي صنعتها ال ''سي أي أي''، كلها مصطلحات مطاطية وفضفاضة، تمددها أمريكا متى تشاء، وعلى من تشاء، وفي الوقت الذي تشاؤه، لحاجة وحوائج في نفسها ستقضيها بكل تأكيد. هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته