المعرض الكبير الذي يقام في ''معهد العالم العربي'' في باريس، حتى أواسط الشهر المقبل، لحياة كوكب الشرق أم كلثوم وفنها، والذي يتدافع الفرنسيون قبل العرب لمشاهدته، ما كان يمكنه أن يكتمل من دون أن تهتم شاشات التلفزة بالحدث، مفردة له، ليس أخباراً فقط، وإنما، كذلك برامج وأفلاماً وثائقية. وكما هي العادة، كانت القناة الثالثة (فرانس3)، السباقة، هي التي لا تضاهيها في هذا المضمار سوى اختها غير الشقيقة ''آرتي'' الثقافية الفرنسية - الألمانية. حيث عرضت الفيلم الوثائقي أم كلثوم: كوكب الشرق'' وهو من إخراج نيكولا دانيال وإعداده، وأنجز خلال الشهور السابقة من هذا العام. نعرف، طبعاً أن فيلم دانيال هذا ليس أول عمل توثيقي أو تاريخي تحققه التلفزة الفرنسية عن صاحبة ''الأطلال''، إذ سبق لكثر أن شاركوا في أعمال عرضت عن أم كلثوم، ومع هذا يبقى العمل الأساس - في فرنسا على الأقل - الفيلم الذي حققته سيمون بيتون (المغربية الأصل والفرنسية الهوية بعد انشقاقها عن إسرائيل) عام ,1993 وقدم واحدة من أفضل الوثائق المؤفلمة عن الفنانة المصرية الكبيرة. فالحال ان بيتون (التي حققت عملها عن أم كلثوم، في ذلك الحين، ضمن سلسلة عن كبار فناني الأغنية العربية)، عرفت كيف توازن بين الفني والشخصي، كما بين السياسي والإنساني، في نظرتها إلى أم كلثوم، مفردة مكاناً واسعاً لغناء السيدة. وهذا، بالضبط، ما لم يفعله نيكولا دانيال، الذي ركز أكثر على الجانب الشخصي، وعلى شهادات فرنسية (لا شك في أنها مميزة) أتت لتتحدث عن أم كلثوم، ومنها شهادة المغنية المغربية الأصل سافو، وشهادة جان ميشال بوريس، المدير السابق لقاعة الأوليمبيا الباريسية التي كانت استضافت كوكب الشرق.