الفضائيات العربية تتسابق على استضافة نجوم الكرة الجزائرية وتتنافس القنوات العربية على غرار باقي قنوات العالم التلفزيونية لأكثر من شهر على تغطية المونديال بتقديم أشمل تغطية له من جميع جوانبه و ليس فقط تحليل و نقد المباريات و الفرق المشاركة و رصد احتمالات فوزها أو خسارتها. فالمونديال من بين أكثر الأحداث التي تجعل الكثير من المشاهدين يرتبطون لساعات طويلة بشاشات التلفزيون مما يدفع كل الفضائيات و القنوات التلفزيونية للتفكير في كيفية تطوير شبكة برامجها و التجديد في حصصها لاستقطاب عدد كبير من الجمهور. القنوات العربية سارعت بدورها لاستحداث حصص رياضية يومية خاصة بكأس العالم تنقل صورا حيا من جنوب افريقيا التي تحتضن المونديال ، حيث تتنافس القنوات في نقل الأخبار و التغطيات بأحدث التقنيات و التكنولوجيات المستعملة في عالم السمعي البصري وهي تسعى للتميز خلال شهر البطولة ، لتحقق أكبر نسبة مشاهدة و تكسب ثقة جمهور أكبر . يسعى المشاهد العربي قبيل المونديال كغيره من المشاهدين في العالم، لاختيار القناة التي تضمن لهم مشاهدة كل مباريات البطولة حتى و لو تطلب ذلك بالنسبة للبعض دفع مبالغ مالية كبيرة ، كما كان الأمر مع قنوات الجزيرة الرياضية التي اشترت حقوق البث الحصري لجميع مباريات المونديال مقابل اشتراك شهري في باقاتها الرياضية التي ستنقلها مباشرة من ملاعب جنوب إفريقيا، غير أنها تعرضت لبعض محاولات التشويش من قبل أطراف مجهولة مما دفع عددا كبيرا من مشاهديها في الجزائر لمتابعة المباريات على الجزائرية الأرضية كخيار مجاني بديل. لطبق الرئيسي لمختلف القنوات العربية هو البرامج التحليلية بحضور خبراء الكرة الذين يقومون بالتعليق و تحليل المباريات من 29 زاوية تمنحها الكاميرات ال 29 التي تصور المباراة الواحدة و التي ستصبح 32 كاميرا في المباريات المهمة ، و هو ما يحدث لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم . تشتد المنافسة الشرسة بين فضائيات " دبي الرياضية "، " أبو ظبي الرياضية" ، " الجزيرة الرياضية "التي تكرس لهذا الحدث العالمي بالتعاقد مع نجوم و مدربين عالميين لتحليل المباريات من أرض الحدث مثل غراهام سونيس و تريفور و غلين هودل و راي ويلكنز ، حيث تبث التعليق على المباريات التي تنقل بتقنية عالية الجودة HD بثلاث لغات : العربية، الإنجليزية و الفرنسية، بالإضافة إلى النقل المباشر و اليومي لكواليس البطولة . تعد برامج "العرب في المونديال"، و "بوابة المونديال"، و "بوابة جنوب أفريقيا"، و "الطريق إلى المونديال الأفريقي" أبرز البرامج التي سبقت انطلاقة البطولة، في حين يذاع خلال المونديال برنامج يومي قصير يتابع أبرز ما قيل في المونديال لذلك اليوم. ويشمل "صباح المونديال" كل ما يحيط بالبطولة، إذ يتخلله موعد مع الصحافة عبر تقديم فقرات تستضيف صحافيين رياضيين عرباً وأجانب، بينما يتخصص "مونديال الجزيرة" في نقل كل كواليس المونديال داخل وخارج المستطيل الأخضر. ما تخصص العديد من القنوات العربية حصصا كثيرة تهتم بشكل خاص بالفريق العربي الوحيد المشارك في المونديال ، الجزائر إذ تهتم حصة " الجزائر في قلب المونديال" الرياضية التي تبثها القناة الأولى للجزيرة الرياضية منذ 20 ماي الماضي بيوميات المنتخب الوطني لكرة القدم، و الاستعدادات التي يقوم بها للمشاركة في أهم حدث رياضي عالمي، مونديال جنوب إفريقيا 2010 و التي ينشطها المعلق الرياضي الشهير حفيظ دراجي، و يمكن المشاهد من متابعة كل أخبار المنتخب الوطني، والذي يتضمن لقاءات حصرية مع الناخب الوطني رابح سعدان، بالإضافة إلى بعض نجوم المنتخب مباشرة من مقر تدريبات الخضر، كما تستضيف الحصة على الهواء مباشرة نجمين من نجوم العصر الذهبي لمنتخب الجزائر، وهما لخضر بلومي وحكيم مدان، اللذان يتحدثان عن المشاركة الجزائرية في مونديال جنوب إفريقيا. في المقابل تذيع قناة دبي الرياضية برنامجين عن المونديال هما: "عين على المونديال"، و "العد التنازلي"، و تذيع "أبو ظبي الرياضية" برنامج "مدار المونديال". أما الجزائر فقد خصصت في قنواتها الأرضية و الفضائية و " قناة كنال آلجيري " العديد من حصص المونديال " أستوديو المونديال" و "مونديال نيروز "، تقدم ملخصات يومية للمونديال و لآخر أخبار تدريبات الخضر و مجلة " بتوقيت كأس العالم " التي تنقل تغطية للمباريات ، بالإضافة إلى تكثيف الشبكة بعدة أشرطة وثائقية عن جنوب أفريقيا تاريخا و طبيعة و عن تاريخ كرة القدم و بداياتها في العالم و في الجزائر بالإضافة إلى تذكير بفريق جبهة التحرير الذي حقق إنجازات لا تنسى في مجال كرة القدم. ويبدو أن المنافسة الرمضانية المحمومة بين القنوات العربية التي تستقطب عادة جمهورا نسويا أكبر بكثير من الجمهور الرجالي ، انطلق هذا الموسم سباق الفضائيات نحو شاشات البيوت العربية باكرا مع بطولة العالم التي تحاول كل قناة الإبداع في تقديم حصص المونديال و في الإعلانات الإشهارية الخاصة به لإبقاء المشاهد أطول مدة ممكنة أمام شاشاتها.