أفادت الهيئة الوطنية لترقية الصحة ''الفورام'' بناء على تحقيق أنجزته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للطفولة ''يونسيف '' أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بالجزائر قد بلغ 600 ألف طفل حسب إحصائيات 2006 ما يفسر تحسن وضعية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في السنوات ال 8 الأخيرة، وعلى إمكانية التخلص من هذه الظاهرة عند الفئة المذكورة بوضع برنامج وطني قطاعي وتبني ميكانيزم متابعة لتحقيق هذا الهدف. اقترحت ''الفورام'' بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتغذية المصادف ل 16 أكتوبر، إنشاء مرصد وطني للتغذية يضطلع بمتابعة وتقييم الوضعية الغذائية للسكان التي حتى وإن تحسنت نوعا ما لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، إلا أنه لا يعني نجاح الهدف الذي سطرته وزارة الصحة والتزمت فيه بتخفيض بنسبة 50 بالمائة من معدل سوء التغذية عند الأطفال الرضع من ناحية البروتينات والحريرات بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات قبل نهاية 4002 والذي لم يتحقق لم يتحقق: وأكدت ''الفورام'' بأن التكفل بهذا المشكل يستدعي تظافر مجهودات جميع القطاعات وليس قطاعا واحدا. 150 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد أوضحت هيئة ترقية الصحة أن من بين ال 600 ألف طفل الذين يعانون سوء التغذية تسجل ما نسبته 2ر4 بالمائة تعاني من سوء التغذية الحاد أي ما يعادل 150 ألف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات موزعين بنسبة 6ر0 بالمائة يعانون من النقص الحاد في الجسم و3 بالمائة يعانون من تخلف حاد في النمو ونسبة 6ر0 بالمائة من هؤلاء الأطفال يعانون من انخفاض محسوس في الوزن. وتعرف هذه الأرقام تراجعا طفيفا، حسب الهيئة، مقارنة مع التحقيق الذي أجري سنة 2001 والذي أكد أن 800 ألف طفل ما دون 5 سنوات يعانون من نقص التغذية. وأجمعت كل التحقيقات المنجزة في هذا المجال من قبل وزارة الصحة أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات والقاطنين بالمناطق الريفية هم أكثر عرضة لظاهرة سوء التغذية من سواهم. عائلة من 5 عائلات لا تحصل على الحريرات الكافية قالت ''الفورام'' في تحليلها لنتائج التحقيق إن عائلة من بين خمس عائلات بالجزائر والمقدر عددها ب 2ر1 مليون عائلة لا تستطيع الحصول على الحريرات الكافية للوجبة اليومية، وأرجعت السبب إلى عاملين أساسيين مرتبطين ببعضهما في غالب الأحيان وهما الفقر الهيكلي مع أو غياب تربية صحية، حيث تشير نتائج تحقيق حول الأسر الجزائرية إلى انخفاض في معدل الاستهلاك الغذائي خاصة اللحوم والبيض وبنسبة أقل الحليب ومشتقاته والخضر الطازجة والفواكه، فنسبة 42 بالمائة من السكان الذين تناولهم التحقيق أكدوا أنهم خفضوا من نفقاتهم الموجهة للتغذية. وأشارت نسبة 14 بالمائة من الأشخاص الذين شملهم التحقيق أنهم تخلوا عن شراء بعض المواد الاستهلاكية، فلقد بدت ظاهرت أخرى لسوء التغذية عند بعض العائلات رغم أنها قادرة على ضمان احتياجاتها الغذائية وتتمثل في التغذية غير المتوازنة أو غير السليمة، ما يبين حسب الهيئة قلة التربية الصحية وعدم اهتمام وسائل الإعلام بمشاكل التغذية للسكان ولاحظت الهيئة أن إدراج الأغذية المتنوعة في النظام الغذائي للطفل خلال السنة الأولى غالبا ما يكون بطريقة غير متوازنة على حساب الكاربوهيدرات وحتى الوجبات التي تقدمها دور الحضانة لا تخلو من هذه الاختلالات، حيث ترى الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث إن الأطفال أصبحوا يتناولون بطريقة مذهلة عدد هائلا من الوجبات السريعة غير المتوازنة مما يعرضهم مخاطر صحية وتسممات غذائية.