ربع العائلات تستهلك العجائن وثلثين البطاطا أوضحت نتائج التحقيق الذي أنجزته الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي ''فورام'' وشمل 1000 طفل ينتمون لولايات عنابة، تيزي وزو، المسيلة، غرداية، المنيعة (غرداية)، بسكرة، البويرة والقليعة بتيبازة بالإضافة إلى الجزائر العاصمة، أن معدل ما يستهلكه الجزائري من بروتينات يبلغ 18 غراما في اليوم، في حين أن المعدل الأوروبي يصل 80 غراما يوميا، وأن ربع العائلات تستهلك عجائن غذائية وثلثين البطاطا كل يوم وأن الخضر الطازجة والبقول الجافة هي كذلك مستهلكة بصورة واسعة. وأشار التحقيق إلى أن مواصلة التغذية عن طريق حليب الأم في غياب إمدادات بروتينية أخرى ما بعد السنة الأولى من الولادة يعكس بكل تأكيد الأوضاع الاقتصادية المزرية للعائلات التي ينتمي إليها الطفل، حيث يوضّح التحقيق أن أرباب أسر العائلات بطالون أو يعملون بالسوق الموازية، وقد أحصى التحقيق 27 بالمائة من هذه الحالة. وذكر المصدر ذاته أن ضعف نسبة الأطفال الذين يتعمدون على حليب الأم في الفترة الأولى من ولادتهم وتغذيتهم المبكرة يترجم نقص التوعية الصحية في مجال التغذية. وأفضت نتائج هذا التحقيق إلى التأكيد على أن هذه الاستهلاكيات السيئة تفسر أن نصف أطفال عينة هذا التحقيق يعانون من نقص في القامة والوزن، مشيرة إلى أن أزيد من 45 بالمائة من المستجوبين يملكون وزنا بعيدا عن الوزن العالمي المتعارف عليه، بينما يوصف أكثر من 3 بالمائة بأنهم من ذوي الوزن الخفيف، في حين تم التوصل إلى أن أزيد من 53 بالمائة يعانون من قصر في القامة وبعيدون عن القامة ''العالمية''، ويوجد 10 بالمائة منهم بالقليعة و17 بالمائة بغرداية. وبحسب التحقيق فإن 31 بالمائة من الأطفال لم يستهلكوا اللحم إلا بعد أكثر من عام من ولادتهم بينما أكد أن أزيد من 61 بالمائة استهلكوا البيض قبل الشهر السادس من عمرهم، لكنهم بالمقابل أكدوا تناولهم للخضر في سن مبكرة، حيث أوضح نحو 73 بالمائة من هؤلاء الأطفال تناولهم للخضر قبل بلوغهم الشهر السادس من عمرهم، بينما أكد نحو 52 بالمائة منهم أنهم تناولوا الفواكه قبل الشهر السادس أيضا من عمرهم. وقال الدكتور مصطفى خياطي، رئيس هيئة فورام، إن الهدف من التحقيق كان ''معرفة تغذية الطفل الجزائري ومقارنته بنظيره الأوروبي''، مشيرا إلى أن النتائج المتوصل إليها تعكس بوضوح سوء التغذية للطفل الجزائري الذي لا يستهلك سوى الخضر والعجائن والحبوب الجافة التي تفتقد للبروتينات، بخلاف نظيره الأوروبي الذي يستهلك قيمة غذائية كبيرة. ولاحظ رئيس ''الفورام'' أن الظاهرة تعاني منها أغلب المناطق الداخلية للبلاد كولايات غردايةوبسكرةوالمسيلة، وربما مناطق أخرى لم يشملها التحقيق أكثر من العاصمة أو تيزي وزو، وهذا راجع ربما إلى أن الولايات الداخلية تعاني الحرمان أكثر من العاصمة أو تيزي وزو مثلا التي شملهما التحقيق، على حد تعبيره. وكان التحقيق الذي بدأته جمعية فورام يهدف، حسب رئيسها، إلى إحصاء أكبر عدد من الولايات والمناطق الداخلية، هذه أول مرة تنظم فيها الجمعية، حسب رئيسها، تحقيقا ميدانيا وطنيا بعد تحقيق أولي ''ضيق'' شمل أطفال الحراش. بلقاسم حوام