من خلال قضايا القتل التي تعالجها محكمة الجنايات يلاحظ أن عددا كبيرا منها ناتج عن عقد نفسية لازمت أصحابها سنوات طويلة، وانتهت بهم إلى ارتكاب جرائم شنيعة، المتهم (إ.محمد) من بين هؤلاء، حيث مثل أمام المحكمة متجاوزا عقده السابع بتهمة القتل العمدي مستهدفا ابن عمه الذي تبين من خلال تصريحاته عبر كامل مراحل التحقيق أنه قتله بسبب أنه استفسر عن سبب إقلاعه عن الزواج، وهو السؤال الذي تحول إلى عقدة جند المتهم من خلالها نفسه واشترى سلاحا ناريا، وتنقل من تيزي وزو إلى العاصمة لارتكاب جريمته ليعاقب ب 15 سنة سجنا نافذا. مجريات القضية تعود إلى 4 سبتمبر2007 عندما تم اكتشاف تواجد شخص من جنس ذكر طاعن في السن ملقى على الأرض يسبح في بركة من الدماء، وهذا على مستوى شارع محمد الصغير سعداوي بباب الواد قرب محل خاص بخدمة الهاتف، وعلى إثر ذلك قام عناصر الضبطية القضائية بتسخير طبيب للحضور لتعيين المكان، أين أكد أن الوفاة حقيقية وعنيفة، وأنها كانت جراء إصابات بعيارات نارية أين تم استخراج مقذوف واحد من حجرة الضحية وآخر تم العثور عليه أمام الجثة، وبقايا أخرى مبعثرة على الأرض، وبعد الانتهاء من المعاينة اللازمة تم نقل الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى باب الواد وتم استرجاع ثلاثة أظرفة خراطيش من عيار65,7 ملم وتم تحديد هوية الضحية المدعو (ب. علي) البالغ من العمر 72سنة متقاعد وعلى إثر ذلك كشف عناصر الضبطية القضائية من خلال الدوريات في محيط المكان بمساعدة المواطنين الذين تتبعوا الجاني بالصباح وبالتحديد إلى شارع مصطفى علواش تم إيقاف شخص والعثور على مسدس بحزام سرواله، وكانت تنبعث من هذا الأخير رائحة البارود مما يوحي أنه استعمل منذ وقت قريب وعثر بالمسدس على خزان يحتوي على أربعة خراطيش من عيار 65,7 ملم، وسلاح أبيض وقارورة غاز مسيل للدموع وتم تحديد هويته، وصرح أثناء التحقيق الأولي أن الضحية من أقاربه وأنه خلال 2006 وبالضبط في 21 جوان بسبب قيامهما بزيارة مريض من العائلة بقرية تمزار بتيزي وزو وطلب منه أن يرافقه في المشي وبينما هما يسيران سويا بدأ الضحية يستفسر عن سبب إقلاع المتهم عن الزواج فحاول قتله حينها إلا أن أحد المارة أنقذه من قبضته، ودخل بعد ذلك إلى المستشفى ومكث ليلة واحدة وبعدها تقدم المتهم إلى الجزائر وبالضبط إلى وزارة المجاهدين لتسوية ملف المنحة، واشترى منها سلاحا ناريا وقارورة غاز مسيل للدموع، المتهم لدى مثوله أمام المحكمة التزم الصمت وصرح فقط أن السبب الذي أدى به إلى قتل ابن عمه هو استفزاز هذا الأخير له بسؤاله عن الأسباب التي أدت به إلى عدم الزواج. ممثل الحق العام التمس عقوبة الإعدام وأكد في مرافعته أن الجريمة قائمة بكل أركانها، فيما طالب الدفاع بتخفيف العقوبة موضحا أن الجريمة وقعت بعد شجار بين الضحية والمتهم، وبعد المداولات قضت المحكمة بالحكم المذكور أعلاه.