قد تكون قذيفة على غير العادة المألوفة.. قذيفة عنوانها '' من الأديب في هذا المجتمع!؟ '' من يشرب من نزيف الحيارى والعطشى الذين صدأت قلوبهم؟... من يملك المفتاح السحري ليفتح صندوق العجب ويبيح لذاته فك أسرار القلوب؟ .. نعم.. ليس لديه خاتم سليمان ولا عصى موسى.. إنما لديه حدس وإحساس بالآخرين.. ولا يكتفي بالكتابة عنهم، بل ينزل إلى أعماقهم مستعملا عدسة التصوير ليقرأ ما في شرايينهم عن فلسفة المجانين.. يغازل أرواحهم ويكشف خبايا الحزن الدفين، أو الفرح الذي يزورهم كل صباح. كم هو عظيم هذا الأديب..! الذي لا يفرق بين كل العقول وكل القلوب وكل الأجناس.. هو نبي الحرف والقلم ذلك الأديب!.. دليل الحيارى ومرفأ التائهين.. يكتب عنهم ويكتب لهم أشياء عن إنسانيتهم.. فلسفتهم، عن الحب والأمل والحرية والحيرة.. ذلك الأديب الذي يصلي صلاة الجنازة على زمن الرداءة الذي استبد بالبشرية. لكن يا ترى من يكتب عن الأديب!؟ عن إنسانيته؟ عن روحه الشاعرة والمغامرة المتسللة إلى أغوار النفس البشرية؟ عن قلبه الذي امتلكه ملايين البشر!؟ عن وقته الذي أهداه عربون محبة للناس.. لا لشيء سوى لأنه يملك موهبة ربانية وفطرة عجيبة تفوق بها، وتميز بها في قاموس عظماء الإنسانية، والأدب العالمي. الأديب.. فنان مجهول بين قومه.. وصحفي جواز سفره قلب ينبض بحب الآخرين.. وطبيب وصفة دوائه تفوح بنفائس الروح البشرية الممتلئة بحب الحياة.. ورسام يغازل الألوان بأنامل من ذهب.. ونحّات ينقش على حجارة لا نراها.. الأديب هو النبي الذي ميزته فطرته وسلوكه وصدقه وطهره عن الآخرين. فأين نحن من رسالة الأديب...!؟ وأي مجتمع نحن..!؟