عرف مجال العناية بالصحة المدرسية بالجزائر تطورا هاما في السنوات الأخيرة حسب ما كشفت عنه مصادر من وزارة التربية الوطنية، فقد تعزز هذا القطاع ب 379 وحدة تشخيص ومتابعة حيث يقدر عددها حاليا ب 1500 وحدة، 344 منها تتخذ من هياكل صحية مقرات لها و 20 أخرى في مقرات خصصتها لها السلطات البلديات فيما تتواجد البقية على مستوى المؤسسات التربوية، يمارس بها أزيد من 1700 طبيب و1400 جراح أسنان و450 أخصائي نفساني و2250 ممرض نشاطهم اليومي. بلغت نسبة التغطية الطبية للكشف وعلاج تلاميذ المدارس خلال السنة المنصرمة 70 بالمائة، تم الكشف من خلالها عن انتشار مجموعة واسعة من الأمراض في الوسط المدرسي وعلى رأسها تراجع معدل النظر بنسبة 26ر3 بالمائة، مشاكل نفسية ناجمة عن تراجع المستوى الدراسي ب 84ر1 بالمائة، أمراض القلب 97ر0 بالمائة وغيرها من الأمراض، حيث تبين من خلال الفحوصات أن 97ر19 بالمائة من التلاميذ الذين تمت معاينتهم يحتاجون إلى متابعة جادة على مستوى وحدات الكشف والمتابعة و20ر77 بالمائة من بينهم تلقوا المتابعة فعليا خلا نفس السنة. ومن جهة أخرى قدر معدل التكفل المتخصص ب 45 بالمائة أما التكفل بالإصابات المزمنة فبلغ 49 بالمائة، في حين مراقبة معايير النظافة على مستوى المؤسسات التربوية تجاوز 19ألف و700 مدرسة أي 91ر90 بالمائة من21 ألف و736 مؤسسة محصاة. حملات تحسيسية في أوساط التلاميذ وللنهوض بالصحة المدرسية تم تسطير برنامج حملة تحسيسية في أوساط التلاميذ على المستوى الوطني من خلال تنظيم محاضرات ونقاشات وأبواب مفتوحة، معارض وإلقاء دروس، عرض مسرحيات وفتح مسابقات في مجال الصحة والنظافة، تحت إشراف فرق الصحة المدرسية بالتنسيق مع الأساتذة والمعلمين حول مواضيع متعددة كالوقاية من فيروس فقدان المناعة المكتسبة، صحة الفم والأسنان، مكافحة التدخين والمخدرات، بالإضافة إلى إشراك الأطباء في الأيام العالمية والمغاربية، والشديد على تطبيق برنامج التطعيم بتخصيص بداية كل سنة مدرسية أوقات محددة لتدارك مواعيد التلقيح المتأخرة لدى لعض الأطفال الذين لم يتلقوا تلقيحا تهم في المواعيد المحددة خلال السنوات الماضية. إلى جانب تنظيم حملات لمكافحة الرمد الحبيبي في مناطق الجنوب بتقديم مرهم العيون لكل التلاميذ ابتداء من السنة أولى ابتدائي إلى غاية الرابعة متوسط على طول الفترة الممتدة من أكتوبر إلى مارس، تماشيا مع تخصيص حصص تربوية متعلقة بالنظافة كغسل اليدين والوجه والعناية بالجسد والمحيط. وفيما بتعلق بالصحة المدرسية خلال السنة الجارية، من المنتظر تكثيف الزيارات الطبية الدورية للكشف والتشخيص على فئة الأقسام المستهدفة والانتقالية دون تمييز والتي حددتها وزارة التربية الوطنية من السنة أولى ابتدائي إلى السنة الثالثة ثانوي، بغية تطوير الأنشطة الجوارية لمدارس، والمناطق النائية بوضع فرق متنقلة تسهر على ضمان التغطية الصحية لإجمالي التلاميذ عبر التراب الوطني. ولضمان التغطية الصحية الشاملة لم تهمل وزارة التربية الوطنية المدارس التابعة للخواص المصرح لها والمعترف بها قانونا من طرف الوزارة وكذا المدارس القرآنية، تشرف هذه الأخيرة على أن يخضع تلاميذ هذه المؤسسات للفحوصات شأنهم شان تلاميذ القطع العام. برنامج خاص لمكافحة اعوجاج الظهر يعد اعوجاج الظهر من بين أهم الأمراض الواسعة الانتشار بين المتمدرسين، وهو عبارة عن تشوه يحدث على مستوى العمود الفقري متسببا في ظهور تحدبات في الظهر أو الصدر، يتواجد في المرتبة الأولى على قائمة الأمراض المدرسية التي توليها وزارة التربية الوطنية العناية الفائقة في برنامج الصحة المدرسية لسنة 2008 بالتشديد على ضرورة وأهمية التشخيص المبكر في التقليل من مخاطرها والتي لا تتعلق بالجانب الشكلي والجمالي وحسب وإنما الصحي أيضا كأن تتسبب للطفل في مشاكل تنفسية سيما إذا ظهر التحدب على مستوى الصدر، والكشف عن الإصابة في وقت مبكر يتطلب فحص دقيق لظهر التلميذ وصدره وهو واقف ومن دون حذاء ثم وهو منحني لمراقبة ما إذا كان التشوه ظاهرا خلال الحركة المائلة، ولنجاح العملية والبرنامج المسطر من طرف الوزارة يتوجب على الأطباء التأكد من أن جميع التلاميذ قد خضعوا للفحص دون استثناء. وللمواجهة الفعلية لهذا المرض قام من جهته وزير الصحة السابق عمار تو بتسطير برنامج خاص حيث تقرر كمرحلة أولى إشراف الوزارة على عمليات التشخيص لكل التلاميذ من السنة الثالثة ابتدائي إلى الثالثة ثانوي بهدف الحصول على الإحصاءات الدقيقة حول المرض خلال السنة الجارية، بتقديم مسؤولي وحدات الكشف والمتابعة المدرسية تقارير شهرية على مستوى مديريات الوقاية عبر جميع الولايات.