من نعم الله عز وجل على عباده البصر، كيف لا والعينان بمثابة الجوهرتين لا تضاهيهما قيمة، الأمر الذي جعل ولي الضحية (م. عمر) في قضية الحال يقف أمام محكمة الجنايات مترددا في تحديد التعويض المادي عن الحادث الذي أفقد ابنه بلال البالغ من العمر 10 سنوات عينه بسسب المفرقعات، حيث تم إدانة المتهمين (ب.علي) و(ب.اليمين) ب 6 سنوات سجنا نافذا مع دفع مبلغ 80 مليون سنتيم كتعويض لارتكابهما جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى فقدان البصر. تتلخص الوقائع حسب ما جاء خلال مجريات المحاكمة إلى أنه بتاريخ 13 أكتوبر 2003 تقدم والد الضحية بلال إلى مصالح الشرطة بباش جراح قصد إيداع شكوى ضد مجهول عن تعرض ابنه لعملية ضرب بواسطة مفرقعة أصابته على مستوى العين اليسرى خلال زفاف أقيم بحي جنان مبروك بباش جراح، حيث نقل ابنه على جناح السرعة إلى مستشفى القبة أين قدم له الطبيب المعاين شهادة طبية تثبت عجزه لمدة 60 يوما، غير أنه فقد حاسة البصر على مستوى العين اليسرى، كما أن الخبرة الطبية التي تم إجراؤها من قبل طبيب مختص أكدت أنه فقد بصره. بتاريخ 1 ديسمبر 2003 تمكن الوالد من التعرف على الفاعلين وهما (ب.علي) و(ب. اليمين) اثر نقاش دار مع أبناء الحي حول السؤال عن حالة بلال، حيث كان المتهم علي من بين الحاضرين أين تعمد إخبارهم انه في حالة جيدة ولا يعاني من أي مضاعفات، وكان هو الشخص الذي أشعل المفرقعة وقام برميها على الأرض لكنها لم تنفجر ثم حملها مجددا المدعو اليمين ورماها على الضحية، وهي الأقوال التي أكدها أحد الشهود، لكن المتهم (ب. علي) أصر على إنكار جميع الأفعال المنسوبة إليه سواء خلال محضر الضبطية أو محضر التحقيق إلى غاية المحاكمة، مصرحا أنه كان متواجدا في المنزل وعند سماعه صراخا وعويلا خرج لمعرفة ما يوجد في الخارج، أما المتهم الثاني (ب.اليمين) أكد بدوره أنه كان بالشارع المحاذي وعندما سمع صراخ الضحية تقدم إليه، وبناء على ما جاء في ملف القضية تبين وجود دلائل وقرائن قوية تثبت تورط المتهمين المتابعين بجناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى فقدان البصر إضرارا بالضحية القاصر بلال، وقد تمت إدانتهما بالحكم المذكور أعلاه، في حين طالبت النيابة العامة بتسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا.