«الورثة ليسوا أصدق من يكتب عن مورثهم، ولا يملكون الحقيقة المطلقة، ولا يمثلون المرجعية الوحيدة عن أي شيء يخصه، كما أن أي شخص أو جهة أخرى ذات صلة بالشخصية التاريخية ليست مرجعية وحيدة أيضاً، والشخصية التاريخية، سواء كانت شخصية فنية، أو في أي مجال آخر، هي شخصية عامة.. وبهذا المفهوم هي ملكية عامة يتوارثها الجميع فناً وتاريخاً».. بهذا التعليق تحدث الناقد الفني طارق الشناوي، معقباً على ما أعلنه الأمير فيصل الأطرش ابن شقيق الفنانة الراحلة اسمهان، عن طرح نسخة إلكترونية من كتاب «قصة اسمهان» الذي صدر عام ,1960 وقال «إن هذا الكتاب يعد رداً على اتهامها بالخيانة والعمالة». وعرضت عدد من الفضائيات العربية خلال شهر رمضان الماضي مسلسلا تلفزيونيا عن اسمهان من تأليف نبيل المالح وإخراج التونسي شوقي الماجري، قامت فيه سلاف فواخرجي بتمثيل دور اسمهان وأحمد شاكر عبد اللطيف بدور فريد الأطرش ووردة الخال بدور الأم. وأثارت وقائع المسلسل جدلاً واسعاً في العالم العربي، وفي الأوساط الفنية، حيث رآه البعض يجافي الحقيقة، في حين رآه أصحاب العمل هو الحقيقة عن حياة اسمهان، لكن فريقاً ثالثاً اكتفى بقوله «لقد اقترب من الحقيقة». ووفقاً للأمير فيصل الأطرش، فإن الكتاب الذي يطرحه لقراء الموقع الإلكتروني الاجتماعي «الفيس بوك»، يضم مذكرات اسمهان الخاصة برواية شقيقها الأمير فؤاد الأطرش وتحرير الصحفي المصري الراحل فوميل لبيب. وقال طارق ان الشخصية العامة لا تورث لأحد، لأنها ملكية عامة، والورثة ليسوا أصدق من يكتب عن مورثهم، وعلى سبيل المثال السيدة عُلَيا، أو إسماعيل شبانة، شقيقا، الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، ربما يعرفوا بعض الأشياء عن حليم، لكن لا يعرفون كل شيء عنه.. ويضيف الشناوي موضحاً «فكرة أن الورثة هم من يعرفون كل الحقيقة غير صحيح، وكذلك الآخرين، سواء صناع المسلسل أو غيرهم.. فالصحفي محمد التابعي لا يمكن اعتباره مرجعهاً وحيداً للحديث عن اسمهان، لكن حين تنفذ عملاً فنياً ينبغي أن يكون لديك أكثر من زاوية للحقيقة حتى تقترب من تلك الحقيقة إلى أقصى درجة». وأوضح الشناوي «أن كتاب فؤاد الأطرش عن اسمهان مكتوب طبقاً لما يريده فؤاد، وبالتالي فالحقيقة ربما ليست بالضبط ما قاله فؤاد في الكتاب، كما ربما ليست بالضبط ما جاء في المسلسل.. فعندما سألوا فريد الأطرش شقيق اسمهان عن حادث مصرع شقيقته قال الحادث قضاء وقدر، والدولة أيضاً قالت إن الحادث قضاء وقدر، في حين كان الرأي العام والصحافة يريان عكس ذلك.