أهؤلاء المبشرون يعتقدون حقيقة أننا كافرون بالله وأنهم به مؤمنون؟، ولهذا فهم مبعوثون باسم العناية الإلهية لهداية الضلال والكفار، أو خراف البشر الضالة كما يصف العهد الجديد أبناء إسرائيل، وإذا كان ذلك كذلك فلنكن منصفين أو قساة في تقدير ماعندنا وماعندهم من الإيمان والضلال. وذلك حتى تبدو العقائد النقية وضاءة الوهج ، ناصعة الأنوار بجنبها تحترق رجوم الشياطين وافتراءآتهم. أيها المبعوثون الأفاضل تريدون - سخر الله منكم- أن يهتدي المسلمون على أيديكم، فلماذا لا توفرون جهدكم وتعبكم الذي يباركه الرب في معتقدكم ، لأبنائكم الذين فتكت بهم الجرائم والمصائب التي اقترفتها واجترحتها أيديهم ، أنقذوهم من العناء والضنك الذي يكابدونه ليلا ونهارا، أروهم جانبا غاب عنهم من جوانب الروح والسكينة، فبفقدانه هم حقيقة لا مجازا الخراف الضالة، ولكن أنى لفاقد الشيء أن يعطيه، وهل يستقيم العود والظل أعوج، هل لأحد من هؤلاء القسس والرهبان أن يصل شأو الإيمان لديه إلى أحد من أفراد الأمم الذين زعموا ظلما وعدوانا أنهم أتوا لتخليصهم من الخطايا التي علقت بهم حتى يتحملها عنهم يسوع، هذا فضلا أن يبلغوا في اليقين والإيمان شأو أفراد أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ترى الواحد منهم يدافع عنه الوسواس والنعاس ، ليقوم في هدأة الليل والخلق نوم خاشعا ضارعا، يناجي ربه بمثل هذه الكلمات التي يعز أن يبدع المبشرون عشر معشار ماتتظمنه من معاني وقيم '' اللهم أفض علينا من بركاتك، وامددنا بسبب إلى سمواتك، واجعل مانكرهه من الأذى سبيلا إلى ماتحبه من الطاعة، ومانرغبه من المعافاة وسيلة إلى ماتطلبه من العمل، ولا تحرمنا لذة مناجاتك، ولا رقة الانكسار إلى عظيم ذاتك، ولا تكتب علينا ظلم أحد من خلقك، ولا انتقاص واحد من مخلوقاتك، وأكرمنا عن مهانة العصيان ، ومذلة الحرمان ، وجبروت الطغيان، والتبرم بالقضاء والشكوى من البلاء، وصنا عن ذل الحاجة إلا إليك، وعجز التوكل إلا عليك، وضراعة الرجاء إلا لك، واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وتذكرونا بالدعاء ، وخففوا عنا وقع البلاء بجميل العزاء ربنا إنك رؤوف رحيم'' . لا ألقي باللوم على شباب دنس مقابر المسلمين في بلاد الجن والملائكة ، إذا كان ديدن رجال الدين لديهم هو السعي في الإضلال والصد عن الهداية الحقيقية، فالمعتبر في الأديان جميعا أن البشر مكرم حيا وميتا، فلا يسوغ أن يمتهن ويسب، وإن كنا نعلم أننا نحن المسلمين وحدنا الذين يرعون هذه الحقوق والحقائق وبعد كل هذا فقولنا لهم '' أتحاجوننا في الله ...؟''