كشف تقرير نشرته ''مجلة نيو يوركر'' الأميركية، أمس الأحد على موقعها على الإنترنت أن أعضاء الكونغرس الأمريكي وافقوا أواخر العام الماضي ،على طلب الرئيس جورج بوش تمويل لتصعيد كبير في العمليات السرية ضد إيران بهدف زعزعة القيادة الإيرانية. ويركز التقرير للكاتب سيمون هيرش على مرسوم تنفيذي رئاسي عالي السرية ، وقعه بوش والذي -وفقا للقانون الأميركي- يجب أن يطلع عليه زعماء الديمقراطيين والجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ وأعضاء بارزين باللجان الاستخباراتية. ونقل التقرير عن مسؤول مطلع على فحوى المرسوم قوله إن المرسوم ركز على إضعاف طموحات إيران النووية ومحاولة إضعاف الحكومة عن طريق إجراء تغييرات على النظام، ويتضمن العمل مع جماعات المعارضة وتمرير أموال. وأشار التقرير نقلا عن مصادر عسكرية واستخباراتية أن زعماء بالكونغرس أقروا التمويل للتصعيد السري الذي طلبه بوش وحجمه يصل إلى أربعمائة مليون دولار. وتشمل العمليات استهداف الحرس الثوري الإيراني الذي تتهمه واشنطن بأنه مصدر الهجمات على القوات الأميركية في العراق. في غضون ذلك قال الرئيس الإيراني الأسبق الرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام علي هاشمي رفسنجاني إن التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية لطهران هي جزء من الحرب النفسية ضد بلاده. واستعبد رفسنجاني إقدام إسرائيل على تلك الخطوة، باعتبار ذلك ''أكبر من حجم إسرائيل الطبيعي'' كما قال، وأكد أنها ستندم في حال تنفيذ تهديداتها، وأن رد بلاده سيكون شديدا وحاسما، ولم يشأ الرئيس الإيراني الأسبق أن يخوض في طبيعة الرد الإيراني المحتمل، مع تأكيده أن ذلك الرد سيكون عسكريا وسياسيا معا. من جانبه قال الحرس الثوري الإيراني إن طهران ستفرض قيودا على الشحن في ممر نقل النفط بالخليج إذا هوجمت وحذرت الدول الإقليمية من رد انتقامي إذا شاركت في مثل هذا الهجوم، وجدد قائد قوات الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري تحذيراته لإسرائيل من مغبة مهاجمة إيران, وقال إن ''إسرائيل تقع على مرمى صواريخ الجمهورية الإسلامية، ولا يمكن للنظام الصهيوني -ورغم كل قدراته- مواجهة قوتنا وقدرتنا الصاروخية''. وأكد قائد الحرس الثوري أن ''من الطبيعي أن تستخدم كل دولة تتعرض لهجوم من عدوها كل إمكانياتها وفرصها لمواجهة الخصم''. وأوضح أنه ''فيما يتعلق بالطريق الرئيسي لخروج موارد الطاقة، فإن إيران ستعمل بالتأكد على فرض قيود على الخليج الفارسي ومضيق هرمز''. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جوزيف موريل إن مولن يبحث في جولته مسائل عسكرية عدة, خاصة ''التهديد الذي تمثله إيران على المنطقة بسبب طموحاتها النووية العسكرية ونفوذها في العراق وأفغانستان''. وأكد موريل أن الخيار العسكري في التعامل مع إيران يظل مطروحا, موضحا أنه ''ليس خيارنا الأول, فسياستنا تكمن في مواصلة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على طهران''. من جهة أخرى أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية رضا آقازادة، أمس الأحد أن السلطات الإيرانية تدرس حاليا رزمة المقترحات الغربية التي قدمتها مجموعة 5+1 (بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا ) وسترد عليها في الوقت المناسب. وكان المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قدم في ال15 جوان الحالي إلى إيران رزمة المقترحات التي أعدتها مجموعة 5+1 لدفع لإيران باتجاه التخلي عن برنامجها النووي، وتتضمن رزمة المقترحات التي حملها سولانا مساعدات تجارية ومالية وزراعية ودعما تكنولوجيا نوويا في حال تخلت إيران عن تخصيب اليورانيوم.