يبحث فريق كرة القدم للترجي الرياضي لقالمة الذي كان يعرف خلال سنوات مجده باسم ''السرية السوداء'' عن وثبة تسمح له باسترجاع مجده وصورته التي تأثرت طيلة سنوات. الترجي القالمي العريق سابقا الذي تمكن من التتويج بلقب بطولة شمال إفريقيا في 23 ماي 1955 بالدار البيضاء بالمغرب. وكان محتضنا للحركة الوطنية الجزائرية ومدرسة حقيقية في التكوين خلال السنوات الأولى من الاستقلال يواجه وضعية صعبة انشغل بشأنها الأنصار ولاعبوه القدامى وسكان ولاية قالمة بكاملها. وحسب شهادة أحد القالميين الذي ما يزال يحن لذلك المجد، كان هذا الفريق يضم في صفوفه العديد من المجاهدين والشهداء على غرار الإخوة عبدة سويداني بوجمعة حسان حرشة وآخرين. وعند الاستقلال كان الترجي القالمي يضم لاعبين موهوبين كثيرين نالوا الاحترام والإعجاب في كل ملاعب البلاد التي تنقلوا إليها على غرار حشوف ''الهداف'' سريدي المدعو تيوة قائد الفريق الذي ''أقلق'' ملك كرة القدم ''بيلي'' خلال مقابلة جمعت بين الجزائر ونادي سانتوس البرازيلي في الستينيات إلى جانب الساحلي وبلحواس الحارس الكبير وكذا شكاتي الذين كانوا خير خلف لمن سبقوهم. لكن ترجي قالمة يوجد حاليا في أدنى أقسام الكرة الجزائرية وتحديدا ينشط في بطولة الرابطة الجهوية لعنابة وذلك على إثر سقوط جديد نهاية الموسم الكروي 2007 - 2008 وذلك بسبب النتائج التي سجلها والتي وصفت ''بالكارثية'' عندما كان يلعب في قسم ما بين الجهات (مجموعة الشرق). وسبق هذا السقوط المتكرر نحو الأقسام الدنيا سحب الثقة من رئيس النادي آنذاك محمد الصالح شكاتي في أفريل 2008 خلال جمعية عامة للنادي التي طلبت من وزير الشباب والرياضة إرسال لجنة تحقيق بشأن تسيير النادي وإيجاد حلول للحالة المزرية التي بات يعاني منها ترجي قالمة. وفي سؤال متعلق بوضعية الفريق هذه اكتفى اللاعب القديم مصطفى سريدي المدعو تيوة الذي كان عنصرا بارزا في تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم في الفترة من 1960 إلى 1970 بالرد ''إن تاريخ كرة القدم تم مسحه''. ويبدو أن انتخاب محمد حرزوز كرئيس جديد لترجي قالمة في جويلية المنصرم إلى جانب المدرب الجديد سعيد بلعريبي قد أعطى أملا جديدا وثقة للاعبين والأنصار على حد سواء. وأكد حرزوز يقول: ''هدفي إرساء فريق يليق بمجد ترجي قالمة''. مجددا عزمه على استقدام ستة لاعبين على الأقل في ''الميركاتو'' الشتوي، بهدف تعزيز الفريق في خطي الهجوم والدفاع. وأضاف ''بأن بقاء ترجي قالمة في القسم الأول للرابطة الجهوية لعنابة لا يريحنا''. مشيرا إلى أن الفريق يهدف حاليا إلى ''الصعود السريع إلى قسم ما بين الجهات''. ومن شأن تشكيلة هذا الفريق المتكونة من 23 لاعبا لا يتعدى متوسط أعمارهم 22 سنة وتوفره على مدرب قدير أن يحقق مسارا مرضيا خلال الموسم الكروي الحالي على حد تعبير رئيس النادي. وحسب حرزوز. فإن ''السرية السوداء'' هي بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى دعم معنوي ومالي لكي يسترجع مجده الضائع .