يبحث الترجي الرياضي القالمي الذي كان يعرف خلال سنوات مجده باسم "السرية السوداء"، عن وثبة تسمح له باسترجاع مجده وصورته التي تأثرت طيلة سنوات... هذا الفريق العريق الذي تمكن من التتويج بلقب بطولة شمال إفريقيا في 23 ماي 1955 بالدار البيضاء المغربية، كان محتضنا للحركة الوطنية الجزائرية، حيث ضم في صفوفه العديد من المجاهدين والشهداء على غرار الإخوة عبدة، سويداني بوجمعة وحسان حرشة وآخرين، كما يعد مدرسة حقيقية في التكوين خلال السنوات الأولى من الاستقلال، يواجه وضعية صعبة انشغل بشأنها الأنصار ولاعبوه القدامى وسكان الولاية بكاملها. وعند الاستقلال كان الترجي يضم في صفوفه لاعبين موهوبين كثيرين، على غرار حشوف (الهداف)، سريدي المدعو "تيوة" قائد الفريق، الذي "أقلق" ملك كرة القدم "بيلي" خلال مقابلة جمعت بين الجزائر ونادي سانتوس البرازيلي في الستينيات، إلى جانب الساحلي وبلحواس الحارس الكبير ثم شكاتي والقائمة طويلة. لكن للأسف الترجي القالمي الذين كان مصدر خشية فرق قوية، ينشط الآن في الأقسام الدنيا وتحديدا في بطولة الرابطة الجهوية لعنابة، وذلك إثر سقوط جديد في نهاية الموسم الكروي الماضي، وذلك بسبب توالي إخفاقاته التي وصفت ب"الكارثية" عندما كان يلعب في قسم ما بين الجهات (مجموعة الشرق).. وسبق هذا السقوط سحب الثقة من رئيس النادي آنذاك محمد الصالح شكاتي في أفريل 2008 خلال جمعية عامة استثنائية، دعا إليها جل الأعضاء الذين طلبوا من وزير الشباب والرياضة إرسال لجنة تحقيق بشأن تسيير النادي وإيجاد حلول للحالة المزرية التي بات يعاني منها الفريق. وفي رده على سؤال متعلق بوضعية الفريق الحالية، اكتفى اللاعب القديم مصطفى سريدي، الذي كان عنصرا بارزا في المنتخب الوطني في الفترة من 1960 إلى 1970 بالقول: "إنه تاريخ تم مسحه".
الأمل في الرئيس والمدرب الجديدين ... ويبدو أن انتخاب السيد محمد حرزوز رئيسا جديدا في جويلية المنصرم، إلى جانب المدرب الجديد سعيد بلعريبي، قد أعطى أملا جديدا وثقة للاعبين والأنصار على حد سواء.. الرجل الأول في النادي قال في هذا الصدد : "هدفي بناء فريق يليق بمجد ترجي قالمة". مشيرا إلى أنه يريد استقدام ستة لاعبين على الأقل في مرحلة الانتقالات الشتوية بهدف تعزيز التشكيلة في خطي الهجوم والدفاع. وأضاف بأن بقاء ترجي قالمة في القسم الأول للرابطة الجهوية لعنابة، لا يريح كل من يعشق ذوي الزي الأسود. مؤكدا أن غايته هي "الصعود السريع إلى قسم ما بين الجهات". وإذا كان تدعيم الطاقم الفني والاستنجاد بعناصر جديدة أمر مطلوب، فإن الترجي يبقى بحاجة أكثر من أي وقت مضى، إلى دعم معنوي ومالي لكي يسترجع مجده ومكانته بين النخبة الوطنية، على حد تعبير السيد محمد حرزوز.