رسم مدرب المنتخب الوطني الجزائري لكرة اليد كمال عقاب ''لوحة زيتية'' قاتمة عن مشاركة أشباله في البطولة العالمية المقرر إجراؤها بدءا من المنتصف الثاني لشهر جانفي المقبل بكرواتيا، ولتوضيح ما قاله الرجل ل''الحوار'' فضلا عن أمور أخرى تتعلق بالكرة الصغيرة الجزائرية، نحيلكم إلى متابعة هذا الحديث. اقترب موعد المونديال الكرواتي فماذا أعدّ التقني عقاب لأشباله وللكرة الصغيرة الجزائرية عموما؟ نحن الآن بصدد استكمال ما تبقى من تحضيراتنا التي تشهد منعطفها الأخير، حيث باشرنا أمس الإثنين تربصا مغلقا بالعاصمة، وسنسافر لاحقا لتونس وبعده تنتظرنا دورة ''بيرسي'' الدولية بالعاصمة الفرنسية باريس، لنطير عقبها نحو موطن الحدث، وبشأن التعداد فقد وجّهنا الدعوة لعشرين لاعبا، ثمانية منهم محترفون ينتظر التحاقهم بدءا من اليوم الثلاثاء بسبب مشاركتهم مع نواديهم في الاستحقاقات الخاصة بهم. العارفون بخبايا الكرة الصغيرة الجزائرية يقولون إن كل الظروف تحالفت ضدك؟ هذا الرأي فيه الكثير من المصداقية، بدليل أن العيادة مكتظة بالمصابين أيام قبل انطلاق المونديال، حيث سنفتقد لخدمات أبرز العناصر على غرار الهادي بيلوم وهشام فليغة، فيما تبقى مشاركة زميليهما بلقاسم فيلاح وحمزة ورداس معلقة للمشكل ذاته، زيادة على هذا أوقعتنا القرعة في فوج ''الأهوال''، حيث سنلعب إلى جانب البطل العالمي المنتخب الألماني ونائبه البولوني والمدرستين العريقتين الروسية والمقدونية هذا الأخيرة منشقة عن يوغسلافيا وأفضل منتخب في الوطن العربي وإفريقيا ويتعلّق الأمر بتونس، ناهيك عن عدم استفادتنا من خوض غمار مباريات احتكاكية كافية أمام منافسين من المستوى العالي كما يتطلبه موعد من شاكلة البطولة العالمية، فما بين بطولة عالمية وأخرى -فترة عامين- لابد من إجراء 60 مباراة من المستوى العالي. كلامك قد يزج بك ويحصرك في ركن التبرير؟ سأكون معك صادقا لو قلت لك بأنني توصلت إلى قناعة مفادها أنني لم أعد قادرا على إنجاز الإضافة الفنية اللازمة للمنتخب الوطني، حاولت تحريك السواكن من دون طائل، ولذا اتفقت مع رئيس الاتحادية علاوة دقسي على مغادرة منصبي مباشرة بعد نهاية موعد كرواتيا. رئيس النجم الساحلي التونسي إدريس المعز قال لما غادرت فريقه والتحقت ل ''الخضر'' لو أملك مصير ''عقاب'' بيدي لفزت برابطة أبطال إفريقيا وشاركت في المونديال الكروي؟ أولا هذه شهادة اعتز بها كونها بدرت من رجل له خاصية سبر أغوار عالم الكرة الصغيرة، وبصراحة لقد اتسمت مرحلة إمساكي بالزمام الفني لنادي النجم الساحلي لكرة اليد بنوع من الخصوبة والنجاح بخلاف فرع كرة القدم وهو ما جعل الرئيس إدريس المعز يتمنى لو انتقلت ''عدوى'' الكرة الصغيرة للرياضة الأكثر شعبية بناديه، ذات الرجل كان قد اتصل مؤخرا بي وعليه سأعود لتدريب فريقه بعد المونديال. ما سر نجاحك في تونس وانسداد الآفاق حتى لا نقول إخفاقك مع ''الخضر''؟ لا أذيع سرا إن قلت لك إن التجربة التونسية لكرة اليد والرياضة عموما تبقى نموذجا يقتدى به، في هذا البلد هناك تناغم عجيب بين الوسائل والأهداف، كما أن الاتحادية تفرّغت من ''هم'' الموارد المالية، فضلا عن كون تحضيرات المنتخب القومي التونسي تتماشى وتلك الخاصة بكبرى المنتخبات العالمية، ولذلك عندما أشتغل مع النجم الساحلي أشعر بأن كل الظروف باتت مهيّأة ولم يبق إلا تجسيد الأهداف المسطرة ميدانيا، هناك نقطة أخرى ممثلة في كون أسرتي الصغيرة تقيم حاليا بتونس وهو عامل معنوي يهوّن البعض من أهميته. في رأيك ماذا يتوجب فعله لاستعادة أمجاد كرة اليد الجزائرية؟ الأمر يتطلب هنا إحداث ''ثورة'' تحدث القطيعة مع الممارسات البالية، ولنكن عمليين في كلامنا، لابد من إعادة تنشيط البطولة الوطنية وتسطير صيغة منافسة كفيلة ببث ''الروح'' مع ضخ دم جديد في ''المشاتل'' التي كانت تموّل سابقا المنتخب الوطني على غرار مدارس سكيكدة والحروش ووهران...بدل الاكتفاء بنادي واحد يحتكر بمفرده دور البطولة والأدوار الثانوية، وهنا لا ألمّح لسلبيات التركيز على المجمّع الرياضي النفطي -مولودية الجزائر سابقا- لأنني ابن الفريق ويتوجب عدم تعليق ''الإخفاقات'' على مشجبه، في الحقيقة بعث الكرة الصغيرة الجزائرية أمر جاد ومجاله أرحب، سنكون معيبين لو اختزلناه في كلمات ظرفية بسيطة. والآن ماذا عن مشاركة ''الخضر'' في مونديال كرواتيا؟ هناك حقيقة واحدة فحواها أننا سنذبل أقصى ما نختزنه من طاقة وكفاءة سواء كجهاز فني أو لاعبين، وسنسعى جاهدين متوخّين الندية في مواجهة منافسينا، لقد التمست بهذا الصدد من عناصري بأنهم جادون لملازمة اللعب الرجولي وروح القهر وتفادي مركب النقص أمام المنافسين، أنا رجل لا يؤمن بالمعجزات لأن زمنها انتهى مع الأنبياء والرسل عليهم السلام..سنخوض غمار المونديال بشرف ولكن وفق ما حزنا عليه من إمكانات وأجريناه من تحضيرات.