عندما يصبح الانتماء ذنب والتمسك بالحق جريمة تمتد الأيادي الآثمة لتذروا ما تبقى من رماد العزة والكرامة وتنشر الموت والدمار لكن تبقى رغم كل الآلام المرأة الفلسطينية ترسم بصبرها ملاحم شعب يرفض الانكسار و منذ أن دنست أقدام بني صهيون ارض فلسطين رفعت المرأة الفلسطينية إلى جانب الرجل لواء المقاومة وحملت في رحمها أجنة كانوا وما يزالون مشاريع شهادة. يمتد العدوان الإسرائيلي على غزة ويستمر لأسبوعه الثالث على التوالي ليرسم بوحشية مجازر بشعة في حق أبناء غزة الصامدين الذين لا يزالون في رحم النار يعلنونها بكل شجاعة أن فلسطين لهم وهم لفلسطين حتى آخر قطرة دم من أجسادهم في وقت يقف فيه العالم بين مندد و شاجب بعد أن خرست ألسنة المتشدقين بحقوق الإنسان و حتى الحيوان وبعد أن استشهد في غزة لحد الآن أكثر من 300طفل فلسطيني وأزيد من 90امراة تؤكد الجالية الفلسطينية في الجزائر تمسكها بحقها في العودة وحقها في نصرة أبناء شعبها المقاوم هذا ما أكدته الأستاذة خضرة العايدي رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية التي حيت شعب الجزائر على موقفه النبيل الداعم للمقاومة الفلسطينية الذي لا ينكره عاقل ولأبناء غزة مبدية حزنها العميق لما يرتكب في حق أبناء فلسطين والغزاويين بشكل اخص فالجرح كبير وملايين الكلمات لن تستطيع رسم حجم الألم الذي يعتصر النفوس من المحيط إلى الخليج ففي الجزائر شاركت المرأة الفلسطينية في مساندة الثورة ودعم القضية الفلسطينية ونشرها وإيصال كلمة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة إلى جميع شعوب العالم وتوحيد كلمة الفلسطينيين في دول الشتات وأضافت الأستاذة خضرة العايدي في تدخلها في الإذاعة الوطنية أن الجالية الفلسطينية في الجزائر تقوم منذ بداية العدوان على غزة بمحاولات لشحذ أبناء الجالية الفلسطينية لتقديم التبرعات المادية والعينية وإقامة منتديات ولقاءات لفضح مجازر الصهيونيين في غزة وفي كامل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. العدوان قطرة أفاضت كأس المعاناة ذكرت الأستاذة خضرة العايدي أن مأساة الفلسطينيين كبيرة والغزاويين بشكل اخص تزايدت مع بداية الحصار على غزة وهي تمتد منذ شهور عديدة والعدوان الأخير هو القطرة التي أفاضت كأس المعاناة التي تجرعها سكان غزة لمدة طويلة فلا ماء ولا كهرباء ولا غاز فقد تساوت في المحنة كل نساء فلسطين فلم يعاد هناك فرق بين امرأة عاملة أو ماكثة بالبيت متعلمة أو لا الجميع يطبخن لأطفالهن باستعمال الحطب وأشياء أخرى تقليدية تركها الناس منذ زمن بعيد وأضافت الأستاذة خضرة العايدي انه وأمام اشتداد العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة ومع انعدام ابسط ضروريات الحياة أصبح الموت يترصد الفلسطنين من كل جانب فأمام الصمت العربي والانحياز المفضوح لإسرائيل لعدد كبير من دول العالم الغربي لم يعد للغزاويين من حل سوى انتظار الشهادة فإذا كان الناس في العالم يموتون فرادى فأن قدر الفلسطينيين أن يموتوا جماعات وأسرا بأكملها دفعة واحدة لأن الموت في فلسطين له طعم أخر وطقوس لا يتقن صنعها إلا الصهاينة. أمهات يحضرن أطفالهن للشهادة تحظر المرأة الفلسطينية أبناءها للشهادة كل يوم تعدهم بأن الموت يجلب لهم السعادة ففي الجنة سيجدون الألعاب والأصدقاء والحلوى وكثير من الأشياء التي يهواها الأطفال تقول السيد خضرة العايدي أن الأمهات في غزة وابنتها واحدة منهن يصبرن أبناءهن الذين أرعبهم صوت الطائرات والقصف المتتابع للمباني والأحياء السكنية ويصورن لهم أن الجنة ملئ بالأطفال والألعاب والهدايا التي يحلمون بها ففي كل يوم وأمام اشتداد القصف يشتد رعب الأطفال بشكل هستيري يصعب إيقافهم أو تهدئة روعهم لأن ما يسمعه الأطفال يثير رعب حتى الكبار خاصة مع انعدام أماكن آمنة يمكن للأسر الاختباء داخلها أو اللجوء إليها في حالة اشتداد القصف والشيء المؤلم أن عددا كبيرا من الأسر لم تعد تقوى على اقتناء الضروريات لأطفالها من أكل وماء و غاز للتدفئة وتبقى أبناء غزة ونساءها صامدون في وجه العدوان البشع يدفعون بدمائهم ضريبة صمت الأنظمة العربية والعالمية ومنضمات حقوق الإنسان.