أوضح أمس المجاهد عيسى كشيدة أن نقص التكوين السياسي لدى بعض المجاهدين وقادة الحركة الوطنية جعلهم يسقطون في فخ الاستعمار الفرنسي من خلال القول أن بعض قادة الثورة قد تم قتلهم من طرق زملائهم، موضحا في الوقت ذاته أن الراحل محمد بوضياف لم يقم بتغييب مجموعة قسنطينة عن اجتماع مجموعة ,22 ومؤكدا أن هذه الأخيرة قد حضرها حقيقة 22 عضوا وليس 21 شخصا كما ذهب إليه المجاهد محمد مشاطي، مبينا أنه لم يكن موافقا على إعدام العقيد شعباني كونه ممن قدموا الكثير للثورة. وصرح المجاهد عيسى كشيدة للصحفيين على هامش إحياء الذكرى الخمسين لاستشهاد الشهيد البطل سعيد بوعلي عضو مجموعة 22 التاريخية الذي أقيم بمنتدى جريدة المجاهد أن افتقار بعض قادة الثورة للتكوين السياسي اللازم جعلهم يسقطون في فخ الاستعمار الفرنسي القائل بان بعض المجاهدين كانوا جواسيس للاستعمار واندسوا داخل جيش التحرير الوطني، مضيفا انه شخصيا لا يؤمن بهذه الترهات، كونه ينظر إلى الأمور من باب العقل وليس من باب العواطف . وكشف المجاهد ذاته أن من بين الوقائع التي حدثت له وتثبت أقواله انه في الثمانينات عندما استدعي إلى أن يكون ضمن لجنة مكلفة بالتحقيق في صحة بعض المجاهدين والشهداء، والتي درست قضية احد الشهداء الذي رفض الكشف عن اسمه، حيث أن هذا الشهيد كان ضمن صفوف الجيش الفرنسي قبل بداية الثورة، إلا انه التحق بعد بداية هذه الأخيرة بميدان الكفاح، وكان من بين المجاهدين النشطاء، إلا أن اللجنة التي كان فيها حاولت ?حسبه ? أن تشوه تاريخ هذا المجاهد بعد أن وجدت أن اسمه قد صدر في الجريدة الرسمية الفرنسية لعام 1956 على انه من الجيش الفرنسي، وهي الجريدة التي أرسلتها مجموعة من العروش لا تمثل عرش الشهيد المعني إلى الوزارة خلال تلك الفترة قصد تشويه صورته، على حد ما ذكر المتحدث ذاته الذي بين انه رفض ذلك، وأفهم الوزارة أن الحقيقة غير هذا. وفي سياق ذي صلة ،أكد كشيدة أن المجاهد محمد بوضياف لم يقم بتغييب جماعة قسنطينة عن اجتماع مجموعة ,22 وان ما يحاول ادعاءه عناصر هذه الجماعة نابع من أمور ذاتية وليست حقيقة، مبينا أن كل ما في الأمر أن بوضياف لم يستدع عبد الرحمان قراص الذي كان بمثابة الأب الروحي لجماعة قطاع قسنطينة لان قيراص كان في المستشفى بعد أن أمره بوضياف من قبل أن يعالج نفسه من المرض الذي يعاني منه، وهو الأمر الذي استهجنته هذه الجماعة التي اعتبرت أن اجتماع 22 غير رسمي، وسعى فيه بوضياف لإبعاد هذه الجماعة وتهميش رأيها، مكتفيا بإصدار أوامر في حقها فقط، إلا أن ذلك غير صحيح حسبما يقول كشيدة الذي بين انه كان على هذه الجماعة أن تلتزم بقرارات بوضياف الذي كان قائدا عليها لا أن تقوم بمناقشة قراراته، ومؤكدا في الوقت ذاته أن اجتماع 22 قد ضم حقيقة 22 شخصا فصاحب المنزل الياس دريش قد حضر اللقاء الذي جرى ببيته، ومشيرا فيما يتعلق بقضية المجاهد شعباني الذي نفذ في حقه حكم الإعدام انه شخصيا غير موافق على إعدامه، رغم إقراره بان شعباني تمرد حقيقة على نظام بن بلة وبومدين، وذلك بعد أن رأى أن ما كان يطمح إليه سابقا لميبصبح ممكنا، ومرجعا عدم رضاه إلى أن شعباني قد قدم الكثير للثورة وللولاية السادسة. أما المجاهد محمد مشاطي فقد دعا الجيل الجديد بان يطالبوا بعقد مؤتمر جامع يضم كافة من عاشوا الثورة لكشف الحقائق التي حدثت، ووضع حد للترهات التي يسوقها البعض على حد ما يفهم من حديثه.