"أما نحن العازمون.. فإننا نقدم للوطن أنفس ما نملك" يوم 13 نوفمبر 1954، نشرت جريدة "لوجورنال دالجي" خبر تقديم خمسة إرهابيين أمام التحقيق بصفتهم المسؤولين عن جماعة العمل العسكري في مدينة الجزائر وضواحيها. ويتعلق الأمر بنايت مرزوق، ومراد بوقشورة وعيسى كشيدة وزرقاوي مصطفى وتافيروت فضيل، بتهمة الإنتماء إلى تنظيم اللّجنة الثورية للوحدة والعمل. وفي 25 أكتوبر 2009، قدم عيسى كشيدة أحد هؤلاء محاضرة أمام ضابطات مدرسة الشرطة بعين البنان. بين متهم في زنزانات الشرطة الفرنسية في 1954 ومحاضر أمام الشرطة الجزائرية في 2009، يعود عمي عيسى 83 سنة إلى الأيام الأخيرة بمناسبة الذكرى 55 لاندلاع الثورة، في حوار صريح مع جريدة "اليوم". الحديث مع عمي عيسى، عن الحركة الوطنية وعن قادة الثورة مصطفى بن بوالعيد ومحمد بوضياف والعربي بن مهيدي وديدوش مراد ورابح بيطاط وكريم بلقاسم، هو دائما حديث صادق ومثير للإعجاب. ليس فقط من موقعه كعنصر فعال بعد أن وضع دكانه تحت تصرف قادة الثورة لضبط التحضيرات الأخيرة لتفجير العمل المسلح، بل إن هذا المجاهد ينظر إلى هذه المجموعة نظرة إكبار واحترام. ويحز في نفسه كثيرا وهو يتحدث عن غيره أكثر مما يتكلم عن نفسه، المساس بسمعة بعض المجاهدين الأشاوس الذين "رحتهم" آلة المخابرات الفرنسية وشوّهت صورتهم، وهي عمليات متواصلة إلى يومنا هذا. لكن، يقول عيسى كشيدة إنه مهما حدث ويحدث في هذا الوطن المثقل بالآلام والمآسي، فهو متفائل وينظر إلى مستقبل الجزائر بأمل. اليوم : تريد إدخال إضافات جديدة على كتابك "مهندسو الثورة"، لماذا؟ عيسى كشيدة : نعم، النسخة بالعربية تم إثراؤها، وقد توسعت فيها شيئا ما، وهي تختلف عن النسخة باللّغة الفرنسية. ولما أردت إدخال إضافات جديدة على النسخة المعربة، أبلغتني مؤسسة "شهاب" وهي دار النشر التي طبعت الكتاب أنه تم اختيار كتابي من بين مجموعة من الكتب التي تقرر إعادة نشرها. وطلبت منّي عدم التوسع كثيرا في الطبعة الجديدة حتى لا يتغيّر المحتوى. اليوم: ما هي الإضافات التي تريد إدخالها؟ عيسى كشيدة : الدفاع عن ذاكرة بعض المجاهدين الذين تعرضوا للتشويه، ومن بينهم المجاهد حشاني إبراهيم الذي مسه التشويه نتيجة خطأ ارتكبه العقيد "علي كافي" في مذكراته حول الثورة. وكان لهذا الخطأ وقع لأن صاحب المذكرات هو أولا عقيد أشرف على الولاية التاريخية الثانية، وأيضا لأنه كان رئيس المجلس الأعلى للدولة بعد اغتيال المرحوم محمد بوضياف. وقد وردت أشياء في الكتاب أنا أرفضها، وهي غير صحيحة. اليوم: هل كنت تعرف حشاني إبراهيم؟ عيسى كشيدة: كان يقيم في باتنة مع عائلته، وهي مدينتي الأصلية ومسقط رأسي. وكان آنذاك حشاني إبراهيم في صفوف حزب الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية، ويتردد على مقر الحزب الذي كان مازال شرعيا في نظر الإدارة الإستعمارية. وفي تلك الفترة، كان هناك محافظ شرطة فرنسي جديد اسمه "فرانسوا" معروف بأساليبه الخبيثة ومكره، ويريد توريط المناضلين وتوسيخهم، وهو أسلوب كانت تستعمله شرطة الإستعلامات العامة "بي. أر. جي.". وقد حاول هذا المحافظ الإتصال بالمناضلين والتقرب من بعضهم. ومشكلة إبراهيم حشاني أنه كان شخصا حيويا ونشطا وصريحا، ومناضلا ثوريا وينتقد المسؤولين المحليين للحزب بمن فيهم مسؤول الدائرة المدعو "يونس" الذي كان له شقيق في الجيش الفرنسي. وقد سعى هذا المحافظ الداهية، إلى توريط حشاني بوضع برقية تحت باب مقر الحزب تضمنت تحديد موعد مع حشاني في المكان المسمى "بارك أفوراج". وقتها كنت في باتنة، وأخبرني المناضلون بمحتوى الرسالة. وطلبوا منّي أن أذهب معهم ونترصد اللقاء حتى أكون شاهدا. وبالفعل، ذهبنا إلى مكان الموعد وانتظرنا ولم يأت حشاني إبراهيم، ولا موفد المحافظ. بعدها، قام مسؤول القسمة بتحرير تقرير جاء فيه التأكيد على أن حشاني لم تكن لديه علاقة بمحافظ الشرطة. ولما وصل التقرير إلى قيادة الحزب في العاصمة، وقعت تسريبات أن حشاني له علاقة بالشرطة الفرنسية. وهذا أمر فنّده المجاهد "بن طوبال عبد اللّه" الذي أكد لي بمناسبة زياراته لرابح بيطاط في العاصمة، عدم صحة ما تم تسريبه. وقال إنه دافع عنه أمام القيادة وطلب منهم للتأكد من صحة هذه الأخبار ووضعه تحت المراقبة لمدة. وبالفعل، تبيّن أنه مناضل مخلص وملتزم. وكان على العقيد كافي أن يتحرى ولا يكتب كل ما سمع. اليوم: وماذا عن الإضافة الثانية في الكتاب؟ عيسى كشيدة : تتعلق بالشهيد عبان رمضان المتهم أيضا بمحاولة الإتصال بالعدو بعد اندلاع الثورة وهذا أمر فيه مغالطة، لأن عبان رمضان كان مسؤول لجنة التنسيق والتنفيذ، المنبثقة عن مؤتمر الصومام 1956 ومن صلاحياته في هذا الموقع من المسؤولية أن يجس نبض الإستعمار ويعرف مدى استعداده للدخول في مفاوضات. اليوم: ربما يؤاخذ عليه الإنفراد بهذا القرار؟ عيسى كشيدة : لا أعتقد أن عبان يمكنه الإنفراد باتخاذ مثل هذه المبادرة، فكل القرارات التي تتّخذ على مستوى لجنة التنسيق كانت تتم بالتشاور بين الأعضاء. وفي حال وقوع خلافات بين الأعضاء، تكون الكلمة الأخيرة للأغلبية. وهذا هو مفهوم القيادة الجماعية للثورة. اليوم : وماذا أيضا عن الإضافة الثالثة؟ عيسى كشيدة : تتعلق بقضية سي أحمد نايت مرزوق المعروف ب"الكابتان سي عبد اللّه"، وهو اليوم طريح الفراش في سن يناهز 86 سنة. هذا المجاهد ظلم مرتين. وهو من الرجال المخلصين في الولاية التاريخية الثالثة، ومن عائلة شريفة قدمت النفس والنفيس للثورة وهو من المجاهدين الأوائل. لكن قدره أنه ذهب ضحية مؤامرة دبرتها المخابرات الفرنسية بعد إصابته في معركة وصدّقها بعض المجاهدين. لقد تعرفت على سي أحمد نايت مرزوق المعروف ب"الكابتان سي عبد اللّه"، في جامع الزيتونة رفقة مناضلين آخرين مثل مولود قاسم وتركي وعبد الحميد مهري. كما أعرف شقيقه نايت مرزوق عبد الرحمن الذي عيّنه بوضياف في اللوجستيك قبل اندلاع الثورة. وحسب المعلومات المتوفرة لديّ، فإن سي عبد اللّه كان في الولاية التاريخية الثالثة ينشط مع العقيد عميروش. وكان هذا الأخير يكنّ له الاحترام ويعزه، لأنه كان صحافيا ومزدوج اللّغة. لكن بسبب مشاكل مع المدعو "محيوز حسن" المكلف بالاتصال والأخبار على مستوى الولاية، وجد نفسه في مواجهة مؤامرة كادت تودي بحياته لولا تدخل "حسين زهوان" و"الرائد عز الدين" والكل يعرف قصته المأساوية ويستحق الإنصاف. ولا يفوتني هنا أن أستحضر واقعة جرت أثناء انعقاد مؤتمر الصومام في 1956، عندما التقى الشهيد البطل العربي بن مهيدي ب"الكابتان سي عبد اللّه"، فبعد أن قبّله وعانقه قدمه لعبان رمضان، ثم التفت إلى كريم بلقاسم الذي كان بجانبه وقال "هذا الرجل من المجاهدين الأوائل وأوصيك به خيرا". اليوم: ماذا نستنتج من كل هذه الدسائس؟ عيسى كشيدة : الخلاصة من هذه الإضافات، أننا مازلنا لم نأخذ بعين الأعتبار حالات التصفية ومازلنا نقع في فخ المخابرات الفرنسية. وهنا أستحضر واقعة أخرى عايشتها عندما كنت عضوا في لجنة وطنية تم تكوينها بموجب مرسوم غير قابل للنشر، لدراسة ملفات حساسة لبعض الشخصيات. ومن بين القضايا التي عرضت علينا، قضية شخص كان في الجيش الفرنسي، وهو من الأبطال، شارك في الحرب الهند الصينية "لاندوشين" وقد هرب من الجيش الفرنسي سنة 1956 والتحق بالثورة. وبعد مجيء ديغول في 1958، نشر اسمه في الجريدة الرسمية الفرنسية للإعلان عن مكافأته نظير خدماته. وأعتقد أن شخصا من هذا الطراز لا تغفر له فرنسا هروبه من صفوف جيشها، وستظل تطارده أينما كان. اليوم: نحيي اليوم الذكرى 55 لاندلاع ثورة 54، وكان دكانك بأعالي القصبة يستعمل لعقد لقاءات القادة التاريخيين الذين فجروا الثورة، حدثنا عن تلك المرحلة؟ عيسى كشيدة : يجب العودة إلى أزمة الحزب، والأسباب التي دفعت بمصالي الحاج إلى عقد لقاء باريس في 1953 ومعاقبة أعضاء اللجنة المركزية. فبعد حل المنظمة الخاصة التي كانت تشكل النواة الأولى لتنظيم شبه عسكري، جرت عدة محاولات لإعادة النظر في استراتيجية تفجير الثورة، لكنها فشلت. اليوم : لماذا؟ عيسى كشيدة: بسبب غياب الإمكانيات، كما أن الأزمة ظلت تطارد الحزب. كما يجب التذكير أنه في تلك الفترة أي في 1952 – 1953 كان الأشقاء في تونس قد شرعوا في العمل الثوري وشنوا مظاهرات عارمة أفضت إلى اعتقال الحبيب بورقيبة. وكذلك الأمر بالنسبة للأشقاء في المغرب الذين نظموا مظاهرات 53 عقب عزل الملك محمد الخامس. في هذه الأجواء المفعمة بالحراك السياسي والثوري جاءت هزيمة فرنسا في معركة ديان بيان فو بالفيتنام. كل هذه الأحداث خلفت حالة من الإحباط والخيبة لدى المناضلين في الجزائر. وتساءل المناضلون كيف بالحزب الذي كان سباقا لتكوين تنظيم شبه عسكري لتفجير الثورة يتقهقر أمام الأشقاء في تونس والمغرب. هذا الأمر زاد من حدة الأزمة. كان الأمل معلقا على مؤتمر 53. كنا نظن أنه سيتم تقييم نشاط الحزب في هذا المؤتمر للخروج من الأزمة بعد حل المنظمة الخاصة، لكن الخيبة تكررت. فبعد أن خرج المؤتمر بفكرة جديدة هي اللامركزية كنموذج جديد في مسار الحركة الوطنية، وهي تعني أكثر ما تعني العمل الجماعي، أحس مصالي أنه مستهدف، وأن هذا النظام الجديد سيقضي على نفوذه، ويؤدي إلى تهميشه، سيما أن مقربيه مثل مولاي مرباح ومزغنة تم إبعادهما من القيادة الجديدة للحزب. هذه النتائج دفعت بمصالي الحاج إلى مهاجمة اللجنة المركزية وإبعاد أعضائها. وكرد فعل قام هؤلاء بتكليف محمد بوضياف بتعبئة الهاربين من البوليس الفرنسي، وحملوه هو وآيت أحمد هذه المسؤولية. كما تم إبعاد ديدوش مراد وغراس عبد الرحمن وحباشي عبد السلام، وهؤلاء جميعا كانوا أعضاء في فيدرالية فرنسا التي كان يرأسها محمد يزيد. وقد حاول محمد بوضياف الاتصال بمصالي الحاج عن طريق عبد الله فيلالي وهو من المقربين " للزعيم" لكنه فشل. وهكذا قام بوضياف وأحمد محساس واعتقد راجف بلقاسم وشوقي وبن حبيلس المدعو سقراط بتحرير ما يعرف ب "نداء للعقل" وطلبوا من المناضلين البقاء على الحياد في الصراع القائم داخل الحزب وعدم الدخول في المتاهات والصراعات. وكانت نظرة بوضياف والمناضلين الذين كانوا معه إلى الحياد، تعني الحياد الإيجابي، أي التجنيد والمحافظة على وحدة الحزب والضغط من أجل العودة إلى تأسيس تنظيم شبه عسكري جديد، ومن هنا جاءت فكرة تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل. بعدها جرت اتصالات بين مسؤولين في اللجنة المركزية وبن مهيدي وديدوش وبن بوالعيد وبوضياف لتكوين هذه اللجنة والتحضير لتفجير الثورة. وبالفعل وقع تحالف بين دخلي بشير وهو المسؤول المكلف بالتنظيم وبوشبوبة رمضان المراقب العام، وهما من المركزيين وبن بوالعيد وبوضياف من جهة أخرى لتكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل. أما المصاليين فقد رفضوا الانضمام إلى هذه المبادرة. فهذه اللجنة كانت تتكون بالأساس من المحايدين وأعضاء اللجنة المركزية وأعضاء المنظمة الخاصة، غير أن هذه المبادرة فشلت بسبب تراجع المركزيين. اليوم: كيف تم الإعداد للثورة بعد فشل كل هذه المحاولات؟ في تلك الفترة وقعت أحداث على الحدود الشرقية. وكان الشهيد باجي مختار يخبر محمد بوضياف بتحركات الجيش الفرنسي في المنطقة. كما أخبره أن " الفلاقة" - المجاهدين التونسيين – قد تسللوا إلى التراب الجزائري وقاموا بجمع المال والسلاح للقيام بثورة ضد فرنسا في تونس. وقال له إذا لم تقم العناصر الثورية بتفجير الثورة في أقرب وقت ستفشل المهمة. اليوم : كيف استجابت العناصر القيادية الجديدة لهذا التحذير؟ عيسى كشيدة: اقتنعوا بضرورة تفجير الثورة في أقرب وقت ممكن ولو بدون أسلحة وإمكانات. وهذه المبادرة الأولى تكون كفيلة بإحداث صدمة في المجتمع الأوروبي والمسلمين. وقد تم عقد اجتماع مجموعة 22 في بيت لياس دريش في 23 جوان 1954 تم الاتفاق على تفجير الثورة وعدم الانتظار أكثر. ثم جاء لقاء التاريخيين الخمسة يوم 28 جوان في دكان للخياطة أملكه بأعالي القصبة يوم 28 جوان من نفس السنة. اليوم: ماذا تقرر في هذا الاجتماع؟ عيسى كشيدة: هذا اللقاء لم يحضره كريم بلقاسم. وقرأت فيه وثيقة اجتماع مجموعة 22 وتوصياته. أما أنا ومراد بوقشورة فقد احتفلنا مع القادة التاريخيين بالحدث وتناولنا وجبة في مطعم مارينغو الذي كان يملكه موح الطويل. أما بخصوص القادة التاريخيين فقد أكملوا الاجتماع وحدهم في دكان الخياطة الواقعة ب 6 شارع باربروس بأعالي القصبة. اليوم: كيف وقع الاختيار على هذا الدكان بالذات؟ عيسى كشيدة: كنت الوحيد الذي كان يتعامل مع محمد بوضياف. وكان هذا الدكان يستعمل من قبل للعبور والاتصال وكملجإ للمناضلين. وقد طلب مني سي الطيب أن أضع الدكان تحت تصرف القيادة ففعلت. ولما كان التركيز في الاجتماعين السابقين على تفجير الثورة في المناطق الجبلية عقد اجتماع القادة الستة برايس حميدو في منزل بوقشورة مراد يوم 23 أكتوبر 1954 كان ذلك آخر اجتماع قبل تفجير الثورة. كيف هوالوضع الحالي للدكان الذي عقد فيه الاجتماع التاريخي؟ عيسى كشيدة: بعد أن اكتشفت فرنسا في 54 أن المكان احتضن اجتماع العناصر الخطيرة وكان مأوى لرابح بيطاط وسويداني بوجمعة تم تفجيره. حاليا هوعبارة عن ساحة صغيرة فيها لوحة متواضعة. اليوم: من المؤكد أن المصاليين الذين رفضوا العمل المسلح كانوا يتابعون تحركات الثوريين؟ عيسى كشيدة: نعم وقد تعرض رابح بيطاط وبوضياف إلى اعتداء جسدي بالقرب من مسجد كتشاوة من قبل كمندوس أياما قبل اندلاع الثورة بعد أن أحس المصاليون أن الثوار سحبوا من تحت أقدامهم البساط. وبدأ المناضلون في الحزب يلتفون حول الخط الجديد. اليوم: آخر لقاء قبل اندلاع الثورة كان يوم 23 أكتوبر، ماذا جرى في هذا الاجتماع؟ عيسى كشيدة: فعلا، آخر لقاء كان يوم 23 أكتوبر 1954، جاء بعد الاتصال بالمسؤولين في الخارج بالقاهرة وهم أحمد بن بلة ومحمد خيضر وآيت أحمد وإخبارهم بالتحضيرات. وفي هذا اللقاء حررت الوثيقة التي تضمنت أرضية بيان أول نوفمبر باسم حزب جبهة التحرير الوطني، وهي عبارة عن نداء إلى الشعب الجزائري موجه من جيش التحرير الوطني. وهذه الوثيقة التاريخية هي عبارة عن الخطوط العريضة لبرنامج حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وأضيفت لها أمور أخرى، وقد اختير العيشاوي وهو صحفي لتحريرها وطبعها في منطقة القبائل. كما تم خلال هذا الاجتماع تقسيم الجزائر إلى ست مناطق جغرافية. لكن المنطقة السادسة لم تنجح في مهمتها وقد انصهر جزءها الشرقي تحت لواء المنطقة الأولى بقيادة مصطفى بن بوالعيد، أما الجزء الغربي فقد التحق بالمنطقة الخامسة تحت لواء العربي بن مهيدي. اليوم : الآن يفصلنا أسبوع واحد عن اندلاع الثورة؟ عيسى كشيدة: قبل أن يغادر بوضياف أرض الوطن ومعه كل الوثائق وتوصيات الاجتماعات، التقينا معه في العاصمة، وعيّن بوقشورة مراد وكشيدة عيسى ونايت مرزوق عبد الرحمن ومسعودي عبد الواحد ومصطفى زرقاوي للتكفل باللوجستيك.