20 ,3 أو 125 و13 و400 هي الأرقام التي تداولتها منذ أيام الصحف الوطنية حول حالات التسمم الجماعي الذي أصيبت به عدد من الطالبات، داخل إقاماتهن الجامعية ببعض ولايات الوطن، بعد إقدامهن على تناول وجبة مشكوك في صحيتها، كان الدجاج هو المكون الرئيسي لها، وإن كانت الأرقام متضاربة وما من إجماع حولها فإن الأرقام التي قدمتها مختلف الصحف الوطنية عن حالات التسممات الغذائية وسط طلبة خنشلة، قسنطينة ووهران تبقى مصنفة ضمن خانة ''انعدام الضمير والمسؤولية''.. هي أرقام باتت تحتاج فعلا إلى إعادة النظر في علاقة إدارة الديوان الوطني للخدمات الجامعية بمن يمونها بالأغذية مصدر التسمم الجماعي، وكذا بإعادة النظر في إدارة الإقامات الجامعية عبر تراب الوطن، فقد صار من غير المعقول والمقبول إطلاقا أن يتاجر عديمو الضمير بصحة وسلامة إخواننا وأبنائنا الطلبة.. وإذا كان وزير الصحة بالأمس فقط قد ألح على ضرورة فرض رقابة صارمة ستشمل كل المرافق الصحية للوقوف على وضعية النظافة، وحذر من أن العقاب والفصل سيكون مصير كل المسؤولين على إدارة المستشفيات والمصحات العمومية والخاصة التي تتهاون في تطيبق التعليمات، فإن وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليوم مطلوب بشدة عبر إقاماتنا الجامعية، بل عليه اليوم وأكثر من أي وقت مضى الضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إلحاق الضرر بطلابنا نخبة المجتمع وأعمدة جزائر المستقبل. ما يحدث أثبت فعلا أنه صار من الطبيعي جدا بل من الملح تحميل مسؤولية تفشي القذارة وغياب ضمير المسؤولية وسط مطابخ أحيائنا الجامعية والإقامات التعليمية للقائمين عليها، فالمسؤولية درجات ولكل منتهك لها أن يتحمل العقوبات المفروضة عليه فحسب.. ، دون أن ننسى عامل النظافة الشخصي بين أوساط الطلبة في حد ذاتهم. فأن تتردد الأنباء عن حدوث تسمم غذائي بأكثر من إقامة جامعية عبر ولايات الوطن، وأن تتهافت الصحف الوطنية وتتناقل أخبار تلك الحوادث، وبأرقام مخيفة ،.. لهو أمر مأساوي فعلا، وقد يهون الأمر إن حدث ما حدث في موسم الاصطياف نظرا لما يشهده فصل الصيف من حرارة مرتفعة تساهم بشكل طبيعي في إفساد الأطعمة... لكن أن يحدث ما حدث في فصل الشتاء البارد والممطر وبطريقة متعاقبة ومتفاوتة الخطورة حتى وإن لم تلحق أضرارا مميتة بين أوساط طلابنا بكل من خنشلةوقسنطينة ووهران، فإن دل هذا على شيء فإنما يدل وبصراحة على غياب الضمير المهني لدى بعض المسؤولين، فمن مستقدم الأطعمة، إلى من يحفظها في المخازن، وإلى من يطبخها ويقدمها وهكذا دواليك... الحاجة اليوم جد ملحة لإطلاق حملة واسعة لتوعية المجتمع المدرسي والجامعي والمحلي بسلامة الغذاء والوقاية من التسممات الغذائية وسط طلابنا، تعنى بالتعريف بأنواع التسمم وأعراضه والوقاية منه مع التأكيد على طرق حفظ الأطعمة وصلاحيتها، فمن الجهل كذلك ما قتل ..