يسابق المترشحون لرئاسيات ال 12 ديسمبر القادم الزمن تحسبا للحملة الانتخابية التي ستنطلق هذا الأحد، حيث يعدون العدة لعرض برامجهم الرامية لاستقطاب أكبر قدر ممكن من أصوات الناخبين، ورغم أن السلطة الوطنية للانتخابات أكدت أنه ليس من حقها مراقبة مضامين خطابات المترشحين إلا أنه ينتظر أن تغزوا ” الحملة “الخطابات الرنانة”، وفي وقت تشهد فيه الساحة الوطنية احتجاجات متتالية خاصة في قطاع التربية، وفي هذا الصدد تحذر بعض النقابات من تسييس مطالبها فيما ينتظر تأجيل بعض الاحتجاجات تخوفا من استغلالها في الصراعات السياسية. إعداد: خديجة قدوار * الأسنتيو: ..المناضلون أحرار في توجهاتهم السياسية أكد ،قويدر نجيب يحياوي، الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بنقابة “الأسنتيو” في تصريح ل” الاتحاد” أن هياكل النقابة لا تناقش الجانب ، موضحا أنها تترك لكل فرد حرية التصرف سياسيا واختيار من يدعمه من المترشحين الخمسة تحسبا لرئاسيات ال 12 ديسمبر القادم، مشيرا أن النقابة تعمل على الدفاع عن مطالب العمال و تناقش القضايا المهنية الخاصة بهم. ويؤكد يحياوي وجود حرية مطلقة لكل مناضل ومنخرط في النقابة لإختيار ما يناسبه، معلنا عن تأجيل الحركات الاحتجاجية خلال “الحملة” حيث قال:” ..نحن في النقابة سوف نؤجل كل الحركات اﻻحتجاجية خلال الحملة الانتخابية…حتى ﻻ يتم استغلال اسم النقابة في أي صراع سياسي محتمل”، مشددا على أهمية إبعاد ” الأسنتيو” عن أي ممارسة سياسية، مؤكدا أنها تسعى للدفاع عن العمال وقضاياهم المشروعة، ليستدرك ذلك بالقول:” النقابة تتابع عن كثب برنامج كل مرشح محتمل لكن ﻻ نستطيع دعم أو رفض أي برنامج بسبب سياسة النقابة بترك المجال والحرية لكل منخرط في قضية إنتخابات “، مشيرا أن “الأسنتيو” تجمع مهني كبير يحتوى على المعارض والمؤيد والمتردد، وأضاف” لذلك حفاظا على تواجد النقابة وحفاظا على حقوق العمال والدفاع عليهم النقابة تترك الحرية المطلقة لمناضليها في فكرهم السياسي وقناعتهم وقراراتهم”. * أولياء التلاميذ: ليس من حقنا دعم أي مرشح .. ولابد من إجراء الانتخابات خلال العطل شدد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ ،علي بن زينة، في تصريح ل” الاتحاد” على أهمية إجراء الانتخابات خلال العطل المدرسية لتفادي تعطيل المقررات الدراسية و الامتحانات، وقال إن” ..أولياء التلاميذ جزء من المجتمع المدني.. أنا ولي تلميذ عندي حق كمواطن في الانتخابات والتعامل مع الانتخابات “، داعيا السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات لتحديد تواريخ الانتخابات في المستقبل لا تتزامن وفترة الامتحانات والتصحيحات، وأضاف:” يوم الخميس 12 ديسمبر راح تكون الانتخابات والأساتذة يؤطرون الانتخابات الأساتذة راح يضيعوا نهار من التصحيحات “، وفي رده على سؤال حول المرشح الذي ستدعمه المنظمة قال بن زينة:” أنا ليس من حقنا دعم أي طرف من المترشحين للانتخابات ، مستطردا “نحن أولياء التلاميذ ليس من حقنا دعم أي مرشح ..وأنا لا أخون الأمانة “. * حديبي: ديناميكية الحراك لا تتماشى مع “الانتخابات”.. !! يرى البرلماني السابق والناشط السياسي ،محمد حديبي، أن “الوضع صعب للمترشحين في بداية حملتهم الانتخابية”، مشيرا أن “الجو العام غير مبرمج على الحملة انتخابية ..والمترشحون إذا كانوا يدركون الوضع جيدا هم في أسوأ وضع أرادوه لأنفسهم “، ويعتقد حديبي أنه توجد “حالة نفور شعبي” حيث استدل في كلامه بعدم وجود ثقة من العملية السياسية ككل. * المترشحون للرئاسيات “سينزفون طاقتهم ” خلال الحملة.. أكد حديبي أن المرشحون الخمسة للرئاسيات المزمع تنظيمها في ال 12 ديسمبر القادم “سينزفون طاقتهم ” في إقناع محيطهم وإقناع “الشعب” بما يجري، ويرى أن” ديناميكية الحراك لا تتماشى منطقيا مع حركة الانتخابات ..عملياتنا عكسيتان متضادتان”، وقال إنه “كان الأفضل المرور مباشرة للصندوق لربح الوقت وإجراء إنتخابات صامتة .. ويتهنى الفرطاس من حك الرأس”. وانتقد حديبي الخطابات التي ينتهجها المترشحون للرئاسيات خلال ” الحملة المسبقة” ، وقال بهذا الشأن:” ليت المترشحين سكتو ..كلما ينطق أحدهم يدفع الشارع إلى النفور”، وتحدث عن عدم وجود تكافؤ بين حجم الأشخاص وثقلهم ..وبين ثقل المنصب ..”، منتقدا ما أسماه ب” الاستثمار في الهوية و الأمومة والعنوسة وغيرها”، وقال:” لا يوجد خطاب سياسي عميق يحمل أفكار ذات أفق واعدة للجزائريين”. * ..خطابات المترشحين بين الحقيقة والخيال ينتظر أن تعرف الحملة الانتخابية ” تسونامي” من الوعود “الوردية” التي سيطلقها “المترشحون الخمسة” للرئاسيات القادمة وهم علي بن فليس رئيس حزب طلاع الحريات ، والوزير الأول السابق عبد المجيد تبون و عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل و عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي و عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني ، حيث ستتأرجح خطاباتهم خلال الحملة بين الحقيقة والخيال. وفي تصريح سابق أكد المكلف بالإعلام بالسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، علي ذراع أنه “ليس من حق السلطة مراقبة مضامين خطابات المترشحين بل أن يكون الخطاب جامعا” ، داعيا وسائل الإعلام إلى مبدأ تكافؤ الفرص تحسبا للحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر التي ستنطلق رسميا الأحد المقبل. وتشارف السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات على وضع اللمسات الأخيرة للعملية الانتخابية، كما تقتصر مهام السلطة في هذه المرحلة على توجيه المترشحين وحثهم على احترام القانون ودعوة وسائل الإعلام على التزام الحياد والمساواة في عملهم وفي هذا السياق أوضح المكلف بالإعلام بالسلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات، علي ذراع قائلا: ” نحاول أن نكون عادلين بين كل المترشحين، إذ نعمل على تقسيم الوقت بين كل الوسائل الإعلامية العمومية، كما سنحاول ضبط ذلك في المؤسسات السمعية البصرية الخاصة وكذا في الجرائد الوطنية”، مستطردا:” سنوجه خطابا توجيهيا لكل المؤسسات الإعلامية نذكرهم فيه بأن تكون فيه تغطية الحملات الانتخابية إعلاميا متوازنة بين كل المترشحين بدون أي تمييز”. هذا وينتظر أن يوقع المترشحون للانتخابات الرئاسية ومديرو المؤسسات الإعلامية، السبت المقبل، على ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية، وذلك عشية انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل.